مشّاية وصالة طعام واستراحة ترفيهية.. واقع جديد لـ«طب المسنين» في صعيد مصر

كتب: هاجر عمر

مشّاية وصالة طعام واستراحة ترفيهية.. واقع جديد لـ«طب المسنين» في صعيد مصر

مشّاية وصالة طعام واستراحة ترفيهية.. واقع جديد لـ«طب المسنين» في صعيد مصر

واقع جديد يعيشه الصعيد بالآونة الأخيرة، كان يعتقد أكثر الناس تفاءلا، أنه لن يتحقق قبل عقود كثيرة، فعلى بعد مئات الكيلو مترات من العاصمة، حيث أصالة المكان وخضرة الطريق وغلظة التقاليد والعادات وقلوب بيضاء تنبض بالطيبة والحب، يجد المسنون أخيرًا رعاية فائقة اختصتهم بها الدولة تقديرًا لمكانتهم لديها، وهو ما ظهر جليًا بإعلان الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة عن رعاية طبية للمسنين بمنشآت جديدة وأخرى تم تجديدها، بفعاليات المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي الثاني أمس.

سنوات كثيرة قضاها المسنون بحثًا عن الرزق الحلال لتوفير حياة كريمة لأبنائهم وتحمل مشاق تعليمهم وتربيتهم، وتيسير حياتهم وتزويجهم والاطمئنان عليهم وعلى أبنائهم، ليجدوا الشيب قد كسى رؤوسهم والجسد قد خانته قوته، وداهمه الأمراض لتكون قبلتهم إلى المستشفيات بحثًا عن الرعاية الصحية اللائقة دون خدش كبريائهم. 

أحد المسنين يتكأ على عصاته بصحبة حفيدته استقبلهما الطاقم الطبي بالعيادات الخارجية بمستشفى الإيمان العام بمحافظة أسيوط، وعلى أحد الأسرة تم توقيع الفحص الشامل على المسن الثمانيني ذي اللحية البيضاء، تطلبت تقييم حالة المسن دخوله القسم الداخلي، وتبع ذلك قيامه ببعض الأشعة والتحاليل.

وبعد العرض على الأخصائيين المختصين بحالته، بدأ المسن في جلسة للعلاج الطبيعي، تبعه حديث قصير استغرق 15 دقيقة مع الأخصائي الاجتماعي خلال مروره على الحالات، ضمن الخدمات الطبية المقدمة للمسنين بالصعيد والتي تتم جميعها بالمجان.

 

جولة داخل قسم طب المسنين  

وبقسم المسنين شاهدت «الوطن» في جولتها داخل أروقة مستشفى الإيمان بأسيوط بصعيد مصر، 5 غرف مجهزة كل غرفة بها سريرين وحمام خاص مجهز خصيصًا للمسنين ومشاية وكرسي متحرك، إضافة إلى ان كل قطع الغرفة مزودة بمساند لكي يتمكن المسن من الاعتماد على نفسه في الحركة، دون شعوره بالحاجة للمساعدة.

صالة للطعام يتم فيها تقديم الوجبات للمسنين، واستراحة ترفيهية، وجدول يومي للمسنين يضم ساعات نوم معينة وفترات ترفيهية ومشاهدة التلفزيون، وساحة انتظار للمرافقين، بعد تجديد القسم بالتزامن مع تجديد المستشفى بالكامل عام 2020 وتم افتتاحه بحضور وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار.

غرفة علاج طببيعي خاصة بالمسنين مرفقة بالقسم، ومنفصلة عن غرفة العلاج الطبيعي الخاصة بالمستشفى، مزودة بأجهزة مناسبة لهم، يقوم خلالها اخصائي العلاج الطبيعي بعمل جلسات خاصة لكل مسن حسب حالته، ويقوم التمريض بعمل تدريبات خاصة للمسنين على مدار اليوم، إضافة الى تقليب على كل جنب دوري كل ساعة لمرضى الفراش منعًا لحدوث قرح الفراش.

طب المسنين

ومن جانبها، أوضحت الدكتورة شيري يوسف أخصائي ورئيس قسم طب المسنين بمستشفى الايمان العام بمحافظة أسيوط، والحاصلة على ماجيستير طب المسنين من جامعة عين شمس في حديثها لـ «الوطن»، على أن المقصود بطب المسنين هو طب الإعمار وليس الأعمار، فهو طب معالجة أمراض الشيخوخة والذي يمكن المسن من العيش بصورة طبيعية بتكيفه مع ما يصيبه من أمراض للخروج بأقل آلام ومعاناة وعدم حدوث أي مضاعفات، لكي يحيا حياة طيبة، لافتة إلى أهمية الاكتشاف المبكر للأمراض للمسنين، ومتابعة المسنين الأصحاء للكشف المبكر عن أي أمراض قد تصيبه بالمستقبل.

أمراض يعاني منها المسنين

وكشفت عن أن معظم المسنين يعانون من أمراض الزهايمر والاكتئاب الذي انتشر بصورة كبيرة بين المسنين والسلس البولي، إضافة الى اضطرابات النوم والشهية، مؤكدة أن دور القسم يتخطى العلاج لتوعية ذوي المسن عن طبيعة التعامل معه والتغذية الصحية له خاصة مع فقدانهم الشهية بصورة كبيرة.

أطباء من كافة التخصصات

ولفتت إلى أن التجهيزات بالقسم تنال دائمًا استحسان الزائرين، ومن المتقع انضمام أجهزة حديثة أخرى كجهاز قياس الهشاشة، مشيرة إلى أن كافة الأطباء بالمستشفى من كافة التخصصات يقومون على رعاية مرضى الشيخوخة كل حالة حسب احتياجها، كما أن مدير المستشفى الدكتور محمد كمال يسهل من دخول المسنين الى غرف العناية الخمسة الموجودة بالمستشفى في حال احتاج ذلك احد المرضى، سواء عناية القلب أو الباطنة أو العصبية أو التخدير(العناية العامة).


مواضيع متعلقة