تقنية «الفيديو» وعصا «التعليم» في مواجهة وسائل الغش الإلكترونية بامتحانات الثانوية

تقنية «الفيديو» وعصا «التعليم» في مواجهة وسائل الغش الإلكترونية بامتحانات الثانوية
- وزارة التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- ماراثون الامتحانات
- تقنية «الفيديو»
- وزارة التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- ماراثون الامتحانات
- تقنية «الفيديو»
خلال سنوات عديدة مضت، استمرت وقائع تصوير ونشر أجزاء من أسئلة امتحانات الثانوية العامة على شبكات التواصل الاجتماعى، وسط اتهامات متكررة لوزارة التربية والتعليم بأنها لم تستطع القضاء على ظاهرة الغش فى امتحانات الثانوية. وبالتزامن مع انطلاق الامتحانات هذا العام، يخشى الكثير من الطلاب المجتهدين وأولياء أمورهم أن تتكرر وقائع تصوير ونشر أسئلة بعد بدء الوقت الأصلى للامتحان، ونجاح بعضهم فى الحصول على الإجابات وهم داخل اللجان بطرق إلكترونية مختلفة.
ويطرح البعض تساؤلاً محورياً: ما مدى تقصير وزارة التربية والتعليم فى مواجهة الغش؟ وهل هى جانٍ أم مجنى عليها؟ باعتبار أنه مهما استعدت واتخذت إجراءات صارمة، على مستوى التأمين والتفتيش للطلاب بالعصا الإلكترونية، فقد يتسلل أحدهم بهاتف محمول لتصوير الأسئلة.
واتفق عدد من الخبراء على أن الوزارة ليست مقصرة، بل مجنى عليها، لأسباب عدة ترتبط بتنوع أساليب الغش من جانب الطلاب، فضلاً عن تنوع أدوات الغش نفسها. ففى الماضى القريب، كان تصوير ونشر الأسئلة يتم عبر هاتف محمول، لكن فى السنوات الأخيرة تطورت تلك الإجراءات، أمام هيمنة التكنولوجيا، وتفنن الطلاب فى اختراع وسائل غش جديدة.
«مسعد»: أساليب الغش فاقت الحدود.. و«نضارة نظر» مزودة بكاميرا ومتصلة بالإنترنت أحدث الابتكارات
وقال الدكتور رضا مسعد، رئيس امتحانات الثانوية العامة الأسبق، إن الوزارة اتخذت إجراءات صارمة لمكافحة الغش بكل صوره وأشكاله، ولكن المشكلة فى أن شريحة من الطلاب تخطط للغش أكثر مما يستغرق وقتها فى المراجعة والتحصيل، مضيفاً: «ليس دور الوزارة أن تجارى الغشاشين فى ابتكاراتهم بشأن الغش، بل تخطط وتنظم لامتحانات آمنة».
وأضاف «مسعد»، لـ«الوطن»، أن تنوع وسائل وطرق الغش يفرض على وزارة التعليم ضغوطات مضاعفة، ولكن إذا أردنا محاربة الظاهرة كلياً، فيجب أن يقوم ولى الأمر بدوره، مع دور مضاعف للمجتمع والمؤسسات الدينية والثقافية والقوى الناعمة. فماذا تفعل الوزارة مع طالب يدفع مبالغ ضخمة ليشترى نظارة نظر مزودة بكاميرا ومتصلة بشبكة الإنترنت؟ وماذا تفعل الوزارة مع طالبة تخفى السماعة الصغيرة تحت الحجاب؟. أتصور أن المراقبين ليس مهمتهم تفتيش ما أسفل الحجاب، لذلك فلا يمكن أن نتهم الوزارة بالتقصير، وعلينا أن نكون صادقين مع النفس والتأكيد على أن الغش مشكلة مجتمع لا وزارة.
ولفت إلى أن هناك طلاباً يستخدمون طرقاً خفية يصعب على أى مراقب كشفها بسهولة، أهمها الهاتف المحمول وسماعات الأذن متناهية الصغر بلون الجسد، إضافة للنظارات الطبية الحديثة التى تكون بها كاميرا متصلة بشريحة محمول، ولها سماعة صغيرة توضع فى الأذن، كل هذه الطرق صعبة للغاية، وتحتاج إلى توعية أكثر من إجراءات لمحاربتها.
وقال: «هذا العام، أتوقع أن تنخفض معدلات الغش لمستويات قياسية، أمام التشديد على كشف وسائل الغش بالعصا الإلكترونية، وتعميم كاميرات المراقبة التى ستكشف كل شىء على الملأ، ومنع عقد امتحانات فى لجان الغش والشغب، ووجود أسئلة مقالية ستسهل كشف الغش الجماعى، إذا حدث، ولكن الحق أن طرق الغش اختلفت تماماً عن الماضى، وأصبحت أكثر تطوراً، ولا يمكن للوزارة وحدها أن تواجه ذلك».
«شوقي»: منع عقد الامتحانات في المدارس غير المؤهلة
من جانبه، قال الخبير التربوى تامر شوقى إن مشكلة الغش خطيرة وتؤثر على تكافؤ الفرص بين الطلاب، وتؤدى إلى منح المُقصر ما لا يستحق، وحرمان البعض من حقوقهم، وللأسف تزداد الظاهرة مع تضمين الامتحانات أسئلة الاختيار من متعدد بنسبة لا تقل عن 85% فى جميع الامتحانات.
وقال إن القضاء على ظاهرة الغش يتطلب مجموعة من الإجراءات بعضها على المدى القصير، والبعض الآخر على المدى الطويل، ومنها الانتقاء الشديد للمعلمين القائمين بأعمال الامتحانات واستبعاد كل من لا تثبت صلاحيته لأعمال الملاحظة أو المراقبة، وعدم عقد أى امتحانات فى اللجان التى تشهد شغباً أو عنفاً، وزيادة الوجود الأمنى حول اللجان وإقامة حرم لأى لجنة لا يقل عن 500 متر يتم فيه منع أولياء الأمور من الاقتراب منه، ويمكن هنا تيسير سيارات شرطة تجوب المناطق المحيطة باللجان، ومراعاة التجانس والتوازن فى توزيع الملاحظين على اللجان، بحيث تتضمن كل لجنة معلماً شاباً وآخر أكبر سناً، أو معلماً ذكراً ومعلمة أنثى، ما يسمح بالسيطرة بدرجة أكبر على اللجان.
ولفت إلى أنه من الضرورى زيادة توفير أقصى درجات الحماية للملاحظين والمراقبين والتأمين عليهم ضد أى حوادث قد تقع أثناء الامتحانات، واستخدام أحدث الأجهزة فى التشويش على الهواتف فى اللجان، وتطبيق عقوبات فورية على كل طالب أو معلم يثبت أنه قام بتسريب جهاز محمول داخل اللجنة وإعلامها للرأى العام، وتزويد جميع اللجان بكاميرات مراقبة، مع التأكد من كفاءتها فى العمل، ومنع عقد أى امتحانات فى المدارس غير المؤهلة من حيث تصميمها أو أثاثها لاستقبال الطلاب.
وقال الدكتور عاصم حجازى، الخبير التربوى، أستاذ علم النفس المساعد بكلية الدراسات العليا بجامعة القاهرة، إن الوزارة اتخذت مجموعة من الإجراءات القوية؛ منها منع عقد الامتحانات فى اللجان التى اشتهرت بالغش، ومنع التحويلات إلا من خلال لجنة من الوزارة، إضافة إلى مراقبة اللجان باستخدام تقنية الفيديو، مشيراً إلى أن الغش مشكلة يجب أن تتضافر الجهود للقضاء عليها بما فيها الأسرة والمؤسسات الدينية والثقافية والإعلام وغيرها. كذلك يجب الانتباه واليقظة والمتابعة الجيدة لتنفيذ تعليمات الوزارة داخل اللجان وقبل الامتحان وبعده، وتنفيذ التعليمات كما حددتها الوزارة، بما فيها منع استخدام المحمول للطلاب والمعلمين، عندها قد لا يكون هناك مجال للغش.