خبراء وسياسيون: مصر «بوابة إفريقيا».. وترسيخ دورها الريادي أولوية

كتب:  أحمد عصر

خبراء وسياسيون: مصر «بوابة إفريقيا».. وترسيخ دورها الريادي أولوية

خبراء وسياسيون: مصر «بوابة إفريقيا».. وترسيخ دورها الريادي أولوية

أكد عدد من الخبراء والسياسيين أن مصر تستعيد دورها الريادى فى القارة السمراء، ومؤسسات الدولة المعنية أحدثت نقلة كبيرة جداً فى التعامل مع الملف الأفريقى على مدار السنوات القليلة الماضية، مشيرين إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يضع فى مقدمة أولوياته استعادة الدور الريادى للدولة المصرية فى أفريقيا.

عميد «العلوم السياسية»: دول القارة لديها ثقة كبرى فى مؤسسات الدولة المصرية

بدوره، قال د. محمود السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ«الوطن» إن مصر لها وزن كبير فى أفريقيا، ومنذ بداية حكم الرئيس السيسى، وهو يضع فى مقدمة أولوياته استعادة الدور الريادى للدولة المصرية فى أفريقيا، وكل سياسات الدولة تصب فى هذا الاتجاه، ومن ضمنها مشاركة مصر فى المعرض الطبى الأفريقى الأخير، مضيفاً: «من المهم جداً للدولة المصرية استعادة دورها القيادى فى أفريقيا، وفى رأيى أن مصر تسير بخطى جيدة جداً، وأصبحت مسألة استعادة الدور المصرى فى أفريقيا فى قلب واهتمام الرئاسة والدولة، كذلك ردود الفعل من الجانب الأفريقى على ما تقوم به مصر طيبة جداً، وهناك دول أفريقية بدأت تستعين بمصر فى مشروعات اقتصادية داخل أراضيها، خاصة فى الجسور والسدود، وهذا فى حد ذاته يعد ثقة فى الدولة المصرية وفى كفاءة المهندس المصرى».

أوضح «السعيد» أن الدول الأفريقية بدأت ثقتها فى الدولة المصرية تعود شيئاً فشيئاً، وظهر ذلك فى الزيارات المتبادلة ومشاركة الدول الأفريقية فى مؤتمر مكافحة الفساد الذى أقيم فى مصر مؤخراً، وعلى هامش المؤتمر كان هناك عدد من الاتفاقات، فهناك تقارب فى الوقت الحالى بين دول أفريقية كثيرة وبين مصر، وهذا يدل على أن مصر بدأت تستعيد دورها الريادى بالفعل.

وقال النائب عمرو القطامى، إن مصر خلال السنوات الـ9 الأخيرة حققت طفرة كبيرة على كافة الأصعدة، واستعادت مكانتها الدولية والإقليمية والأفريقية، خاصة أنها رمانة الميزان فى المنطقة، وكان لأفريقيا نصيب كبير من الاهتمام خلال هذه الفترة على وجه التحديد.

مستشار «الأهرام»: دور مصر التاريخى يؤهلها للوجود المؤثر وتعزيز التكامل

وأوضح «القطامى» أن مصر، كانت ولا تزال، هى الحضن الكبير للقارة السمراء، والبوابة الأفريقية وذلك فى مختلف القطاعات والرؤى، مضيفاً: «مصر تدرك جيداً أهمية الامتداد الأفريقى لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المتعددة، ومن ثم استأنفت مصر حضورها الواسع ونشاطها الكبير فى العمق الأفريقى، ومن المتوقع أن نشهد مزيداً من التعاون خلال الفترة المقبلة فى هذا الصدد واستكمال الجهود المبذولة». فيما أوضح د. عبدالعليم محمد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر أحدثت نقلة كبيرة جداً فى التعامل مع الملف الأفريقى على مدار السنوات القليلة الماضية، لأن هذا الملف عانى كثيراً من الإهمال والتجاهل فى العهد السابق، وكان واضحاً بشكل كبير لجميع الدول الأفريقية أن مصر تبتعد عنها وأن دورها تقلص بشكل كبير داخل القارة، فى الوقت الذى كانت تحتفظ فيه الذاكرة الأفريقية لمصر دائماً، بأنها كانت لسان حال أفريقيا، فكان لكل حركات التحرير الوطنى مكاتب فى القاهرة، وكانت لها إذاعات تبث بمختلف اللغات الأفريقية، فبالتالى هذا الدور كله ذهب بين غمضة عين وانتباهها.

أضاف: مصر استعادت الدور الريادى فى أفريقيا، وأنشأت وكالة التنمية فى أفريقيا، وهى التى تشرف على نشاطات مصر فى القارة السمراء، سواء مشاريع بناء السدود أو استصلاح الأراضى، وكافة مرافق البنية التحتية الموجودة فى العديد من الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن مصر تمكنت من إحداث نقلة من حيث الحضور فى أفريقيا، وأصبحت متحدثاً باسم أفريقيا فى مؤتمر المناخ ومطالب أفريقيا فى هذا المؤتمر باعتبارها من أكثر الدول تضرراً من التلوث البيئى والتغيرات المناخية.

تابع «عبدالعليم»: التنافس من أجل الوجود داخل القارة الأفريقية أصبح ضرورة، فنحن نرى الآن وجوداً قوياً للصين فى أفريقيا، وكذلك نرى وجوداً لروسيا، ومصر بالتأكيد بحكم تاريخها وبحكم تكوينها، وبكونها دولة أفريقية كبيرة يمكن لها أن تُزيد من دورها المهم فى أفريقيا خلال المرحلة المقبلة، ومساعدتها للشعوب الأفريقية، سواء فى التدريب أو المنح الدراسية أو تدعيم دور الأزهر فى بعض البلدان المسلمة الأفريقية، على غرار ما تفعله الدول الأخرى.

بدوره، أكد د. إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن التوجه نحو جنوب القارة فى السياسة الخارجية المصرية فى السنوات الأخيرة، أمر طبيعى، لأن مصر مرتبطة بالقارة الأفريقية ارتباطاً وثيقاً وارتباطاً مصيرياً، سواء على المستوى الثنائى بين مصر وبين كل دولة أفريقية على حدة، أو على المستوى الجماعى، مضيفاً: «نحن رأينا أن مصر أيضاً تولت رئاسة الاتحاد الأفريقى، وهذا يعبر عن الاهتمام الشديد من جانب مصر بالقارة الأفريقية، وعلى مختلف المستويات، لذلك نرى العديد من اللقاءات التى يتم عقدها على مستوى القمة بين مصر وبين قادة أفريقيين مختلفين».

وتابع: مصر لجأت للروابط الوثيقة التى تربطها بالقارة الأفريقية وتعمل على تدعيم سياسة التعاون المصرى الأفريقى، فى المجالات المختلفة، سواء فى المجال الاقتصادى أو المجال التنموى أو غيرهما، وأيضاً الدول الأفريقية تستفيد من الخبرات المصرية فى العديد من المجالات، ما يعكس الرغبة المشتركة فى تدعيم التعاون المصرى الأفريقى.

 

 


مواضيع متعلقة