28 زيارة رئاسية لدول القارة.. السيسي يؤكد انتماء مصر لإفريقيا ومواصلة تعزيز العلاقات معها

كتب:  محمد أبوعمرة

28 زيارة رئاسية لدول القارة.. السيسي يؤكد انتماء مصر لإفريقيا ومواصلة تعزيز العلاقات معها

28 زيارة رئاسية لدول القارة.. السيسي يؤكد انتماء مصر لإفريقيا ومواصلة تعزيز العلاقات معها

شهدت السياسة الخارجية لمصر، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، توجهاً قوياً ناحية القارة الأفريقية، بهدف تعزيز وتوثيق العلاقات مع المحيط الأفريقى على أسس المصالح والمنافع المتبادلة، وهو ما أكدته زيارات الرئيس السيسى المتكررة إلى دول القارة السمراء، والتى بلغ عددها، منذ توليه وحتى الآن، ما يقرب من 28 زيارة، بما أزال الفتور فى العلاقات المصرية الأفريقية خلال فترة ما قبل 30 يونيو.

دوائر التحرك المصري على الصعيد القاري تشمل منطقة القرن الأفريقي ودول حوض النيل ودول وسط وغرب وجنوب إفريقيا

فور انتخاب «السيسى» رئيساً للجمهورية بدأت تحركات مكثفة ومحددة الهدف ناحية القارة الأفريقية، تراعى التغيرات التى طرأت فى المنطقة عقب ثورتى 2011 و30 يونيو 2013، وكانت البداية حين حضر الرئيس قمة الاتحاد الأفريقى فى مالابو بغينيا الاستوائية، والتى كانت لها أهمية كبيرة فى تأكيد الحضور المصرى القوى فى المحيط الأفريقى باعتباره الامتداد الجغرافى لمصر.

«تعزيز الاستقرار السياسي والأمني وقيادة عجلة التنمية وتمثيل صوت القارة في المحافل الدولية».. أبرز المحطات في سياسة مصر الأفريقية

كما قام الرئيس السيسى فى العام الأول لتوليه الرئاسة بـ27 زيارة خارجية فى الفترة من 8 يونيو 2014 حتى 7 يونيو 2015، كان نصيب القارة الأفريقية منها 7 زيارات، شملت 3 زيارات للسودان وزيارتين لإثيوبيا وزيارة لكل من غينيا الاستوائية والجزائر، فضلاً عن عقده اجتماعات ولقاءات مع عدد من زعماء ورؤساء دول القارة الأفريقية، ورؤساء الوزراء، ووزراء خارجية ودفاع أفارقة، ورؤساء منظمات دولية وإقليمية وبرلمانية، بما يؤكد على الأهمية الاستراتيجية التى توليها مصر للقارة الأفريقية.

وفقاً للهيئة العامة للاستعلامات، عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسئولين خلال زياراتهم لمصر، ومن خلال المشاركة فى مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 213 اجتماعاً، كان نصيب القارة الأفريقية منها 45 اجتماعاً، شملت دول «إثيوبيا، السودان، جنوب السودان، المغرب، الجزائر، ليبيا، مالى، بوركينافاسو، الصومال، السنغال، جزر القمر، غينيا الاستوائية، تشاد، أفريقيا الوسطى، تونس، بوروندى، رواندا، جنوب أفريقيا»، وغيرها.

ملامح سياسة مصر تجاه أفريقيا فى عهد الرئيس السيسى ركزت على أهمية البعد الأفريقى فى السياسة الخارجية لمصر، وفقاً للهيئة العامة للاستعلامات، وتقوم على إعلاء شأن انتماء مصر الأفريقى، والاعتزاز بهويتها الأفريقية، انطلاقاً من انتماء مصر لمحيطها الأفريقى الذى يُعد مكوناً رئيسياً من مكونات الهوية المصرية على مر العصور، وعنصراً محورياً فى تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية، وهو الأمر الذى أكدته نصوص وديباجة دستور 2014.

ومن محددات سياسة مصر تجاه أفريقيا كذلك الانفتاح على القارة الأفريقية، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدول أفريقيا فى كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع الدول الأفريقية، بما يرسخ مكانة قارة أفريقيا، كإحدى أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية، وإعلاء مبادئ التعاون الإقليمى، وتبنِّى دور مصرى فاعل فى مجال التنمية البشرية والاقتصادية، بحيث يمكن القول إن شعار «الأمن والتنمية والتكامل الإقليمى» أصبح إحدى الرسائل المصرية لدول القارة من ناحية، والمنهج المصرى فى المحافل الدولية من ناحية أخرى.

وأكدت الهيئة العامة للاستعلامات، فى تقرير لها، أن محاور ودوائر التحرك المصرى على الصعيد القارى هى «منطقة القرن الأفريقى، شرق أفريقيا، دول حوض النيل، دول وسط أفريقيا، دول الجنوب الأفريقى، دول غرب أفريقيا»، وهو أمر أكدته زيارات الرئيس المتعددة للدول الأفريقية، كما تتعدد وتتنوع روابط وعلاقات مصر بمحيطها الأفريقى على المستويات الثقافية والإعلامية والدينية، فيما يمكن أن نطلق عليه منظومة الوحدة الحضارية، وتتبنى السياسة المصرية مبدأ «المكسب للجميع»، خصوصاً ما يتعلق بالرؤية المصرية لتنمية دول حوض النيل، وهو الأمر الذى أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام قمة دول حوض النيل فى عنتيبى، فى يونيو 2017، بقوله: «إن نهر النيل يجمعنا ولا يفرقنا، وإن مصلحتنا المشتركة فى الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية لبناء وتطوير مجتمعاتنا أعظم وأكثر أهمية بكثير من أى اختلافات قيدت مواقفنا وكبّلت طاقاتنا على مدار عقود طويلة.. إن دول حوض النيل فى أمسّ الحاجة اليوم، أكثر من أى وقت مضى، لمتابعة التعاون المشترك من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية تعمل على توفير حياة لائقة لشعوبها»، فمصر ترى أن نهر النيل يُعد محوراً أساسياً فى العلاقات المصرية - الأفريقية، وتؤكد دائماً أن النيل هو سبيل للتعاون بين الدول الأفريقية ودعم التنمية، وليس سبيلاً للصراع.

كما تقوم العلاقات المصرية الأفريقية فى عهد الرئيس السيسى على الدعم المصرى للأجندة الخمسينية للقارة الأفريقية، المعروفة باسم «أجندة 2063»، حيث أكد الرئيس السيسى أن «أجندة 2063 تجسد آمالنا الأفريقية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية التى يستحقها مواطنونا، فضلاً عن دعم جهودنا الرامية لتعزيز الاستقرار السياسى والأمنى فى دولنا»، كذلك تعزيز دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، كآلية مصرية - أفريقية لدعم القدرات البشرية فى أفريقيا، خصوصاً من خلال إيفاد الخبراء المصريين، واستقبال العديد من المتخصصين الأفارقة للتدريب فى مصر فى مجالات «التعاون القضائى، التعاون الشرطى، التعليم، المساعدات الطبية، المساعدات الغذائية، دورات للدبلوماسيين الأفارقة، التعاون والتدريب الإعلامى».

وخلال السنوات السابقة استقبل الرئيس السيسى فى القاهرة العديد من رؤساء الدول الأفريقية، منها «السودان، وجنوب السودان، والكونغو الديمقراطية، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وإريتريا، والصومال، وجيبوتى، وجنوب أفريقيا، وموريتانيا، والجابون، ونيجيريا، وبوروندى، ورواندا»، إضافة إلى عشرات الزيارات للوزراء والمسئولين الأفارقـة لمصر، وحرص قادة الدول الأفريقية على مشاركة مصر فى مناسباتها المهمة خلال السنوات الأخيرة، مثل المشاركة فى احتفال تنصيب الرئيس السيسى، والاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، ومؤتمرات شرم الشيخ وقمة المناخ COP27.

 


مواضيع متعلقة