عبد الواحد النبوي: «الجماعة» سعت لـ«أخونة الثقافة».. ولكننا أفشلنا كل مخططاتها (حوار)

كتب: إلهام الكردوسي

عبد الواحد النبوي: «الجماعة» سعت لـ«أخونة الثقافة».. ولكننا أفشلنا كل مخططاتها (حوار)

عبد الواحد النبوي: «الجماعة» سعت لـ«أخونة الثقافة».. ولكننا أفشلنا كل مخططاتها (حوار)

أكد الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة الأسبق ورئيس دار الوثائق القومية فى بداية عهد الإخوان، أن جماعة الإخوان الإرهابية حاولت السيطرة والاستحواذ على وزارة الثقافة، كونها ركناً مهماً فى ملف تحريك المجتمع نظراً لتأثيرها الواسع فى المواطنين، إلا أن المثقفين تنبهوا وتحركوا لمواجهة خطر «الفكر والعمامة الأفغانية»، التى كانت تتجه مصر لها.. وإلى نص الحوار:

كنت تشغل منصب نائب رئيس الهيئة القومية لدار الكتب والوثائق القومية فى بدايات عصر الإخوان.. كيف كانت معايشتك لهذا الأمر؟

- كان من الواضح أن «الوزير الإخوانى» كان قادماً بهدف «أخونة الوزارة»، باعتبارها من أهم الوزارات بحكم تأثيرها فى ثقافة الشعب المصرى واتجاهاته، ومن ثم فإنها وزارة مهمة فى ملف تحريك المجتمع، فضلاً عن كونها وزارة تضم نخبة مثقفة ومفكرة ومسئولة عن وعى الأمة، لذا كنا من أكثر الفئات التى تعى مخططات الإخوان، وأدركنا مبكراً أنهم يسعون لـ«الأخونة»، وكانت فى الحقيقة كدخول لـ«عش الدبابير»؛ فليس من السهولة اقتحام الوزارة واختطافها، خصوصاً مع محاولات أخونة دار الأوبرا، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وهو الأمر الذى وصل لاستقالة رؤسائها.

«وزير الجماعة» فوّض رئيس الهيئة حتى يرتكب «مذبحة دار الكتب والوثائق» بالمخالفة للقانون

ماذا حدث؟

- أدار الوزير الإخوانى الدفة نحو هيئة دار الكتب والوثائق القومية، ليعين شخصاً «إخوانياً تنظيمياً» رئيساً للهيئة، ونحن فى دولة مؤسسات، لذا تعاملنا معه بعد صدور القرار الرسمى، وكنا نأمل فيه خيراً، لكن بعد 3 أيام فقط من تعيينه، اتخذ قرارات عُرفت فى أوساط المثقفين بـ«مذبحة دار الكتب والوثائق القومية».

ما الذى حدث وقتها؟

- عزل أكبر 4 قيادات فى الهيئة من مناصبهم، وكنت منهم، وذلك عبر إجراء باطل قانوناً.

كيف ذلك؟

- أبلغنا مدير مكتب رئيس الهيئة الإخوانى بالقرار، وقلت له إننى منتدب بقرار وزارى، ولا يحق لرئيس الهيئة وحده أن يصدر قراراً بذلك، وقيل لى إن الوزير مفوضه؛ فرددنا: «غير صحيح»، لأن اختصاص تعيين رئيس الهيئة ونائبه هو اختصاص أصيل لرئيس الجمهورية، ورئيس الجمهورية فوض وزير الثقافة فى اختصاصه، ولا يحق قانوناً لمفوض أن يفوض شخصاً غيره، وهنا أدركنا أن النية مبيتة لـ«أخونة دار الكتب والوثائق القومية».

ما الذى حدث بعد ذلك؟

- عقب تحركات أخونة وزارة الثقافة، تحرك المثقفون جميعاً، ونحن معهم عقب صدور قرارات الإقالة، حتى إن وزير الثقافة لم يجد مكاناً ليجلس فيه من مؤسسات الوزارة ومكاتبها، إلا مكتب رئيس هيئة الكتاب، ليجلس فيه، ولكن الله أراد أن يحافظ على البلاد، وحمى الله مصر من شرورهم.

هل ترى أن ثورة 30 يونيو أنقذت الثقافة من مخططات الإخوان؟

- هى لم تنقذ قطاع الثقافة وحده، ولكن أنقذت مصر كلها من شرور الإخوان؛ فكانوا يريدون تغيير هوية مصر، وهى دولة ذات ثقل كبير، وعدد سكانها كبير، ولو تحقق ما أراده الإخوان، لكنا عدنا مئات السنين للخلف، وكنا سنعيش عصوراً مثل «عصور الاضمحلال» التى حدثت فى مصر قديماً، والدليل أننا ما زلنا حتى الآن نعانى من آثار ما حدث خلال الفترة من 2011-2013 حتى الآن، رغم مرور 10 سنوات عليها.

كيف تقيّم محاولات تنظيم الإخوان بالاستحواذ على وزارة الثقافة فى رأيك؟

- كانت محاولة لفرض ثقافتهم على الأجيال الجديدة والنشء، والترويج لأفكارهم الإخوانية، وفى تقييمى أنهم بمثابة «ناس مغيبة»، وغير مدركين لقوة مصر وتأثيرها، وأهمية وجود «قوة ناعمة»، و«قوة خشنة»؛ فكل ما أرادوه أن يختطفوا مصر بشكل سريع، ومحاولة عمل تغيير جذرى لكى تدين مصر لهم بالولاء، وذلك فى ضوء نظرتهم بأنهم سيحكمون مصر لـ500 عام قادمة، لكنهم فشلوا.

لماذا فشلوا فى رأيك؟

- لأنهم لم يدركوا أن الشعب المصرى أبىّ عن تغيير ثقافته وهويته، لكن المثقفين، وهم جزء من الشعب المصرى، تصدوا لـ«الأخونة»، وكانت هناك أهمية كبرى لـ«ثورة المثقفين»، التى كانت جزءاً من التمهيد لثورة 30 يونيو، ونشكر الظروف التى أدت لأخطاء متعددة من قبل جماعة الإخوان لحين إزاحتهم عن مصر.

هل تم تسريب وثائق من دار الكتب والوثائق المصرية كما تردد؟

- لم يتم تسريب وثائق من دار الكتب والوثائق المصرية من قبل وزارة الثقافة الإخوانية للخارج، وذلك لأن الدار تخضع لرقابة أجهزة ومؤسسات الدولة، وهناك نظام تأمينى ضخم لهذه المؤسسة، وأشير إلى أنه حينما حدث نوع من القلق، عملنا على تأمين الأبواب والمداخل، ورصد الحركة داخل الدار بشكل إلكترونى مسجل. 

إفشال مخططهم

أتى الإخوان بأفراد للعمل فى دار الوثائق القومية، ومنعهم الموظفون من دخول مكاتبهم؛ فمن يعملون فى دار الكتب والوثائق القومية كانوا مدركين أن من أتى لهم أغراض، وكانوا يرفضون تنفيذ المخططات الإخوانية؛ فالتجاوب من داخل المؤسسة الثقافية لم يكن بقدر مؤثر، رغم استقدام بعض رجالهم، وذلك نظراً لوجود حالة من «الغليان» فى الشارع المصرى، مع رفض الشعب وموظفى وزارة الثقافة لهم.


مواضيع متعلقة