رئيس «قضايا الدولة» الأسبق: حصار «الدستورية» همجية وجريمة غير مسبوقة

كتب: محمد عيسى

رئيس «قضايا الدولة» الأسبق: حصار «الدستورية» همجية وجريمة غير مسبوقة

رئيس «قضايا الدولة» الأسبق: حصار «الدستورية» همجية وجريمة غير مسبوقة

المستشار صدقى خلوصى: حضور قادة الإرهاب احتفالية أكتوبر بدعوة من المعزول «مرسى» كان «طامة كبرى»

 قال المستشار صدقى خلوصى، رئيس هيئة قضايا الدولة الأسبق، إن حصار المحكمة الدستورية همجية وجريمة غير مسبوقة، وسقوط الإخوان أنقذ مصر من دخول نفق مظلم، مشيراً إلى أن حضور قادة الإرهاب احتفالية أكتوبر بدعوة من المعزول «مرسى» كان «طامة كبرى» ومكتب الإرشاد هو الذى كان يحكم مصر.

 صمود «الدستورية» أمام هجوم واعتداءات الإخوان كان مثار إعجاب العالم وعكس نزاهة وحيادية القضاء المصرى وأفتخر أنى كنت رئيساً لإحدى هيئاته

وأكد «خلوصى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن صمود المحكمة الدستورية أمام هجوم واعتداءات الإخوان كان مثار إعجاب العالم وعكس نزاهة وحيادية القضاء المصرى الذى أفتخر أنى كنت رئيساً لإحدى هيئاته.. وإلى نص الحوار:

كيف بدأت أحداث حصار المحكمة الدستورية؟

- بدأت بعد أن أعطى الإرهابى صفوت حجازى إشارة البدء للعناصر الإخوانية التى كانت مجتمعة بميدان النهضة فى هذا الوقت للتجمع حول المحكمة، الأمر الذى دفع المحكمة وقتها لإرجاء النظر فى الدعاوى التى تطالب ببطلان مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور.

ماذا فعل الإخوان أمام المحكمة؟

- ما فعله الإخوان يؤكد همجيتهم، حيث أنشأوا منصة أمام بوابتى المحكمة ورفعوا لافتات وشعارات تؤيد الإعلان الدستورى ومشروع الدستور المطروح للاستفتاء، وجمعوا الباعة الجائلين حولهم ووضعوا مكبرات صوت أمام أبواب المحكمة لإذاعة الأغانى المؤيدة للجماعة.

كيف ترى حصار المحكمة الدستورية؟

- من وجهة نظرى حصار المحكمة الدستورية كان بداية النهاية لعصر الإخوان البائد لأن حصار المحكمة الدستورية ومنع القضاء من أداء دوره المقدس وواجباته جريمة وهمجية غير مسبوقة.

ما تصورك لو استمر حكم الجماعة الإرهابية للبلاد؟

- استمرار حكم «الإخوان الإرهابية» لمصر كان سيحولها إلى فصيل واحد وهو تيار الجماعة الإرهابية بكل أفكارها المسمومة، وتدار بواسطة مكتب الإرشاد وليس رئيس الدولة، والدخول بها فى نفق مظلم لا يُعرف آخره.

كيف ترى مصطلح أخونة الدولة؟

- أخونة الدولة كانت أمراً محتوماً فى عهد الإخوان، وكان مخططهم أخونة كل شىء فى مصر وفرض أجندتهم على القضاء من خلال تعيين نائب عام بدلاً من النائب العام عبدالمجيد محمود، وسُمِّى وقتها «النائب الخاص».

كيف ترى تصرُّف المعزول محمد مرسى حال حصار المحكمة وإهانة القضاة؟

- المعزول محمد مرسى تعمّد إهانة القضاة والتقليل من شأنهم، ولم يُصدر الأمر لتفريق الموجودين أمام المحكمة الدستورية لإرهاب القضاة وتنفيذ مخطط الجماعة الإرهابية بتنفيذ متطلباتهم الخاصة بالدستور. ولم يكتفِ بذلك، بل تناول فى خطابه فى 26 يونيو 2013، أحد القضاة بالاسم، وهو المستشار على النمر، حيث اتهمه بتزوير الانتخابات البرلمانية عام 2005، وثبت من التحقيقات التى أجرتها محكمة النقض، وقاضى التحقيق الذى باشر التحقيق فى القضية وبلاغاتها، عدم صحة أقوال مرسى، وعدم وجود وقائع تزوير منسوبة للمستشار على النمر.

ما الهدف وراء حصار الدستورية؟

- حصار المحكمة الدستورية من قبَل الجماعة الإرهابية هدفة الخفى تمرير الدستور واستمرار البرلمان الذى كان يصل فيه عدد الإخوان ومعاونيهم إلى 70% بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية التى يدّعون أنهم يريدون تطبيقيها بعيداً على القانون الوضعى.

كيف رأيت طلب المعزول بحلف اليمين فى جامعة القاهرة وتصرفات الجماعة آنذاك؟

- تحركات الرئيس المعزول محمد مرسى لم تكن من تلقاء نفسه، بل كان يتلقى الأوامر من جماعة الإخوان الإرهابية، أما مشهد أعضاء الإخوان وقفزهم على كراسى جامعة القاهرة بأرجلهم للجلوس بالصفوف الأولى بدلاً من رجال الدولة وسفراء الدول فهو يعكس مدى همجية ورجعية الجماعة ومحاولتهم لتصدر المشهد.

هل تعرضت المحكمة الدستورية من قبل للاعتداء والهجوم اعتراضاً على حكم كما حدث من الإخوان؟

- من واقع متابعتى للأحداث وأنا فى هيئة قضائية، كهيئة قضايا الدولة، لم تتعرض المحكمة الدستورية العليا فى تاريخها لعدوان عليها بسبب حكم أو قرار اتخذته كما حدث من الإخوان ضد أى حكم صدر من الدستورية على مر تاريخها، مع العلم أن مجلس الشعب صدر حكم بحله مرتين من قبل.

«30 يونيو» كانت انتفاضة خالصة على الظلم ومحاولات محو تاريخ مصر وطمس هويتها.. و«المعزول مرسى» تعمّد إهانة القضاة والتقليل من شأنهم ولم يُصدر الأمر لتفريق الموجودين أمام المحكمة لإرهاب القضاة

كيف ترى ثورة 30 يونيو؟

- «30 يونيو» كانت انتفاضة للمصريين على الظلم ومحاولات محو تاريخهم وطمس هويتهم والانتقام منهم، فهذه الثورة قامت لإعادة كيان الدولة وإعادة مؤسساتها مرة أخرى.

كيف ترى صمود قضاة المحكمة الدستورية فى مواجهة الجماعة الإرهابية بعد حصارها؟

- صمود المحكمة أمام هذا الهجوم والاعتداء كان مثار إعجاب العالم كله، ما يعكس نزاهة وحيادية القضاء المصرى العريق الذى أفتخر أنى كنت رئيساً لإحدى هيئاته.

كيف كان شعورك فور صدور البيان بتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا المرحلة الانتقالية؟

- شعرت بالفرح والفخر لتولى أحد القضاة رئاسة الجمهورية، ما يعكس الثقة فى القضاء المصرى وسط ما شهدناه فى العصر المظلم للجماعة البائدة.

كيف رأيت علاقات «مرسى» خارجياً المعبّرة عن سياسات الإخوان؟

- المعزول كان دائماً يحاول تمديد أواصر الترابط مع الدول المعادية لمصر، لا سيما زيارة الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد لمصر خلال عهده، ولقاؤه بالرئيس المعزول بجانب قيادات بجماعة الإخوان ودعوته لتوثيق العلاقات مع مصر، كانت تلك بداية القشة التى قصمت ظهر البعير بين الإخوان والسلفيين، الذين يرفضون التطبيع مع إيران، حيث أعقبت الزيارة دعوة لوزير السياحة فى عهد مرسى لتشجيع السياحة الإيرانية إلى القاهرة، وهى الدعوة التى لاقت هجوماً شديداً، خوفاً من تمدُّد الفكر الشيعى إلى مصر، وهو ما دفع قطاعاً كبيراً من الشعب، بجانب التيار السلفى، للصدام مع الإخوان، والتمهيد لإسقاط الجماعة، بعدما اكتشفوا العلاقة القوية التى تربط بين التنظيم وإيران التى لها مطامع توسعية فى المنطقة.

وماذا عن دعوة المعزول لشيوخ الإرهاب فى احتفالات أكتوبر؟

- كانت الطامة الكبرى التى كشفت حقيقة الإخوان وتعاونهم مع الإرهابيين، فخلال احتفالات أكتوبر فوجئ الجميع باستضافة الجماعة ورئيسها محمد مرسى لشيوخ الإرهاب الذين تورطوا فى قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل حرب 1973، وكان على رأسهم عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وطارق وعبود الزمر، وقيادات بارزة بالجماعة الإسلامية، وهو ما دفع كثيرين من أبناء السادات لمقاطعة الاحتفالات، وأثار هذا المشهد سخطاً كبيراً من جانب طوائف كثيرة من الشعب استنكرت استضافة المتورطين فى عمليات إرهابية فى مثل تلك المناسبات.

تكفير المعارضة

 ظهر تكفير المعارضة جلياً فى خطاب محمد عبدالمقصود، الداعية السلفى، عندما وصف من سيخرجون فى 30 يونيو بأنهم أعداء للدين، وهذه التصريحات أثارت جدلاً مع المعارضين للإخوان، واعتبروها محاولة لتكفير المعارضة.

 


مواضيع متعلقة