القمص موسى إبراهيم: 30 يونيو ثورة شعبية في لحظة فارقة.. والأقباط دفعوا ثمنا باهظا

كتب:  منى السعيد

القمص موسى إبراهيم: 30 يونيو ثورة شعبية في لحظة فارقة.. والأقباط دفعوا ثمنا باهظا

القمص موسى إبراهيم: 30 يونيو ثورة شعبية في لحظة فارقة.. والأقباط دفعوا ثمنا باهظا

قال القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية، إن 30 يونيو ثورة شعبية ولحظة فارقة فى تاريخ مصر وإعلان ميلاد «الجمهورية الجديدة»، موضحا أن الأقباط شهود عيان على موجات عنف الإخوان ودفعوا ثمناً باهظاً بسبب مواقفهم الداعمة لقرارات وسياسات الدولة ضد الفاشية الدينية.

الاعتداء على 65 كنيسة بعد فض اعتصام رابعة.. والكنيسة حصلت على نصيبها من مكتسبات الثورة

وأضاف «موسى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن المصريين خرجوا دون توجيهات سياسية أو دينية بسبب استشعارهم الخطر المحدق بهم مسلمين وأقباطاً ودفاعاً عن أحلامهم فى وطن مستقر وهادئ، وتم الاعتداء على 65 كنيسة وعلى الأقباط فى 15 محافظة بعد فض اعتصام رابعة، والكنيسة حصلت على نصيبها من مكتسبات الثورة فى قانون بناء الكنائس.. وإلى نص الحوار:

تحتفل مصر بمرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو التى قضت على حكم الإخوان.. كيف تراها؟

- هى ثورة شعبية شارك فيها جميع فئات المجتمع المصرى، ولحظة فارقة فى تاريخ مصر لا تتكرر كثيراً، وآتت ثمارها للمصريين بشكل عام، حيث بدأوا فيما بعد فى حصاد مكتسبات الثورة، وكانت هى إعلان ميلاد الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ففى هذه الفترة أثبت الشعب المصرى أنه واعٍ بكل ما يدور حوله سياسياً، وكانت الميادين ممتلئة عن بكرة أبيها بملحمة شعبية للدفاع عن وطن تم اختطافه، وقد كان هذا الخروج سلمياً بدون أى توجيهات سياسية أو دينية، بل كان نابعاً من استشعار المصريين للخطر المحدق بهم سواء مسلمين أو أقباط، فخرجوا دفاعاً عن أحلامهم وعن وطنهم ليعيشوا حياة مستقرة وهادئة.

كيف ترى ترابط المصريين فى التجاوب مع دعوات الخروج لثورة 30 يونيو؟

- كان ترابطاً أخوياً وملحمياً، فلم تكن هناك أى تفرقة على أى مستوى، سواء دينى أو طائفى أو قبلى أو عرقى أو ثقافى أو اجتماعى، فالكل أصبح يعترف بشىء واحد فقط هو مصر، الكل خاطر بحياته من أجل وطن واحد مستقر.

ما الفاتورة التى دفعتها الكنيسة القبطية خلال حكم الإخوان؟

- الكنيسة القبطية مصرية فى الأساس، وشهدت موجات عنف خلال فترة حكم الإخوان عام 2013، خاصة خلال فترة اعتصام رابعة، حيث كانت هناك اعتداءات ممنهجة فى عدد من المحافظات فى نفس الوقت، وتم الاعتداء على 65 كنيسة، وحدثت اعتداءات على الأقباط فى 15 محافظة، وهذا يُعتبر ثمناً قليلاً تدفعه الكنيسة القبطية من أجل مصر.

ما أهم التطورات التى شهدتها الكنيسة القبطية خلال هذه الفترة؟

- بعد 30 يونيو شهدت مصر بأكملها تطورات كبيرة ومذهلة فى جميع المجالات خلال الـ9 سنوات الماضية، وليست الكنيسة القبطية فقط، وظهر هذا بوضوح فى مشروعات البنية التحتية التى تم إنشاؤها فى مصر من شرقها إلى غربها، وهى تشجع على زيادة الاستثمار الذى يُترجَم على أرض الواقع بفرص عمل للشباب والشابات.

ويجب أن نعترف بأن العالم يمر بأزمة اقتصادية طاحنة لأسباب كثيرة، منها جائحة كورونا، والأزمة الروسية الأوكرانية.

وبالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فقد كان لها نصيبها من الحقوق، حيث شهدت العديد من التطورات خلال عهد الرئيس السيسى، بداية من تسهيل خطوات وإجراءات الحصول على تراخيص وتوفيق أوضاع مبانى الكنائس، ليس فقط كتصريح رئاسى لكن كقانون، أعنى قانون بناء الكنائس الذى صدر عام 2016 وسهّل إمكانية البناء وتوفيق الأوضاع خلال فترات زمنية أقل مقارنة بالسنوات الماضية.

كما أن المشروعات الجديدة والاستثمارات الجديدة التى تقودها الدولة سمحت بتوفير فرص عمل للمسيحيين فى مناصب لم تكن متوافرة لهم، بالإضافة إلى ترميم الكنائس التى دُمرت فى عهد الإخوان، والتى وصل عددها إلى 65 كنيسة، وبالإضافة كذلك إلى الثأر لأبناء الكنيسة القبطية الذين قُتلوا على يد تنظيم الجماعة الإرهابية «داعش»، والذين عُرفوا باسم شهداء ليبيا، حيث كان الرد فورياً وفى اليوم التالى مباشرة للحادث، وزار الرئيس السيسى وقتها الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتعزية البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تأكيداً على رسالة مصر الواضحة أنها لا تقبل المساس بأبنائها أياً كانت ديانتهم.

ما هى مكتسبات الكنيسة القبطية بعد ثورة 30 يونيو؟

- بعد ثورة 30 يونيو دخلت مصر عصر الجمهورية الجديدة، التى حصد خلالها المصريون مكتسبات الثورة، وحصلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على نصيبها، ومنها قانون بناء الكنائس الذى صدر عام 2016، والذى جعل الكنيسة تحصل على 2500 تصريح ما بين بناء للكنائس وتوفيق أوضاع لبعض المبانى، وهذه إضافة كبيرة بالنسبة الكنيسة.

والأمر لا يقتصر فقط على إصدار تصاريح بناء الكنائس، بل الدعم الضمنى الذى يصدره الرئيس خلال افتتاح المشروعات أو المدن الكبرى، إذ يحرص دائماً على التأكيد على ضرورة وجود الكنيسة بجانب الجامع، وهو ما ظهر بوضوح فى إنشاء كاتدرائية ميلاد السيد المسيح بالعاصمة الإدارية، وهى أكبر كاتدرائية بالشرق الأوسط على مساحة 15 فداناً، أى ما يعادل 63 ألف متر مربع، وتم افتتاح المشروع بيد الرئيس السيسى فى مطلع 2018 مع الاحتفال بعيد الميلاد، حيث أقيم فيها أول قداس لعيد الميلاد برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

السيسي ورث تركة ثقيلة

الرئيس السيسي تسلَّم تركة ثقيلة نتيجة تراكمات السنوات الماضية، ولكنه بدأ العمل فى جميع المجالات، وهناك أصرار على تغيير الواقع الصعب إلى مستقبل أفضل لأبناء مصر، ولكن كل ما حدث من خطوات غير مسبوقة يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح، والرئيس السيسى يقود الدولة المصرية إلى خطوات أكثر إيجابية، وهذا ما نراه كل يوم.


مواضيع متعلقة