رئيس «المصريين الأحرار»: 30 يونيو أعادت النبض لقلب مصر بعد توقفه في حكم «الإخوان»

كتب:  محمد أباظة

رئيس «المصريين الأحرار»: 30 يونيو أعادت النبض لقلب مصر بعد توقفه في حكم «الإخوان»

رئيس «المصريين الأحرار»: 30 يونيو أعادت النبض لقلب مصر بعد توقفه في حكم «الإخوان»

قال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن ثورة 30 يونيو كانت ضرورة لإنقاذ مصر من شر جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكداً أنها بمثابة صدمة كهربائية أعادت النبض لقلب مصر بعد توقفه فى عام حكمهم، مشيراً إلى أنه بكى لحظة إعلان «مرسى» رئيساً لمصر، وأنه سجد شكراً مع إعلان خطاب 3 يوليو.

«30 يونيو» كان يوما مشهودا

وأضاف «خليل»، فى حوار لـ«الوطن»، أن «الإرهابية» أرادت تقسيم الدولة لولا صحوة الشعب وحماية قواتنا المسلحة، منوهاً بأن كل المقومات حتى البسيطة التى كانت لدينا بدأت فى الانهيار فى عام الإخوان، مثل البنية التحتية وأزمات الطوابير وانقطاع الكهرباء.. وإلى نص الحوار:

لماذا كانت ثورة 30 يونيو ضرورة لإنقاذ مصر؟

- ثورة 30 يونيو فى رأيى كالصدمات الكهربائية لإعادة قلب مصر إلى النبض من جديد، ولذلك هى لم تكن مجرد ضرورة، وإنما هى قصة إما أن يكون ثمة وطن أو لا يكون، وهو ما ظهر بعد المخطط الذى لم يكن هدفه فقط أن تصل جماعة الإخوان الإرهابية للحكم، بل أيضاً الهدف الأكبر، وهو تقسيم مصر لصالح أصحاب مؤامرة وصولهم.

ما أهم أخطاء «الإخوان الإرهابية» التى أدت إلى سقوط حكمهم سريعاً؟

- «الإخوان الإرهابية» لم يكن أفرادها مجهزين للحكم إطلاقاً، فمصر دولة كبيرة جداً عليهم، ولذلك ارتكبوا الخطأ الأكبر الذى كان السبب فى سقوط حكمهم سريعاً، وهو تحويل مصر بالكامل إلى تنظيم الإخوان، وأن تكون لوناً واحداً وفصيلاً واحداً يخضع مباشرة إلى سياسة القطيع ومكتب الإرشاد، وبالتالى هذا لم يستقم، ولذلك كان الخطأ الأعظم للجماعة الإرهابية أنهم لم يفهموا طبيعة ولا تركيب الشعب المصرى، وتخيلوا أن طبيعته تماثل طبيعة أعضائهم من الإخوان الذين ينساقون خلف قياداتهم دون تفكير.

بماذا شعرت لحظة وصول الإخوان للحكم وإعلان مرسى رئيساً؟

- إعلان محمد مرسى رئيساً للبلاد كان بالنسبة لى لحظة من أسوأ لحظات حياتى، ما جعلنى أبكى فى وقتها، وقلت فى نفسى: «خسارة يا مصر.. مش هترجعى تانى».

ما تقييمك لعام حكمهم؟

- بصفة عامة، جماعة الإخوان فى عامهم الذى حكموا فيه، نجد أنه حتى المقومات البسيطة التى كانت لدينا بدأت فى الانهيار، مثل البنية التحتية، فضلاً عن أزمات الطوابير على رغيف الخبر وأسطوانات الغاز، وغيرها من أزمات الطاقة وانقطاع الكهرباء، وغير من المشكلات الكبرى، التى كان من بينها العلاقات الدبلوماسية التى ساءت مع دول كثيرة، ويكفى فضيحة الاجتماع السرى فى قصر الرئاسة، الذى لم يكن قصراً للرئاسة وقتها.

ما شهادتك على يوم 30 يونيو 2013.. أين كنت وما مشاعرك؟

- 30 يونيو كان يوماً مشهوداً بالنسبة لى، حيث بدأت فى الصباح الباكر داخل الحزب، على هامش لقاءات جبهة الإنقاذ الوطنى التى كانت تتم فى داخل الحزب، وكان هناك اتفاق على وجود جزء كبير من قيادات الجبهة، وبالفعل حضرت يومها وتجمعنا وخرجنا فى مسيرة حتى شارع التحرير، ومنه إلى الميدان، حيث وجدت أنه لا مكان لقدم، فاطمأن قلبى على هذا الموقع، وبعدها توجهت إلى «الاتحادية» وبقيت هناك طوال يوم 30 يونيو.

كيف استقبلت خطاب 3 يوليو التاريخى؟

- لحظة خطاب 3 يوليو التاريخى كنت فى المنزل، بعد أن اطمأن قلبى على الوجود الشعبى فى الشارع، وعلى أعضائنا من الحزب، وكنت أجلس فى المنزل مع الأسرة والأصدقاء، وفى لحظة إعلان الخطاب، وتعطيل العمل بالدستور سجدت لله شكراً، وشعرت بأن مصر عادت لنا، وأن روحى رُدت إلىّ مرة أخرى.

كل الأحزاب خلال عام الإخوان تصدت لتخريبهم

إلى أى مدى تأثرت الحياة الحزبية خلال فترة الإخوان؟

- كان عدد الأحزاب السياسية فى مصر وقتها قليلاً، على عكس ما بعد 30 يونيو، التى شهدت الفترة بعدها تدشين العديد من الأحزاب، وكانت الحياة السياسية فى عهد جماعة الإخوان شأنها كشأن كل الحياة والمؤسسات فى مصر، فقد كنا نركز على المسيرات، وعلى سبيل المثال بالنسبة لنا فى «المصريين الأحرار»، توجه الحزب بالكامل إلى ميدان التحرير، خلال أيام التعديل الدستورى الذى أطلقه محمد مرسى.

بأى الطرق تعاملت الجماعة مع الأحزاب السياسية؟

- الإخوان المسلمين كانوا يتعاملون مع الأحزاب السياسية كباقى الشعب المصرى، إذ لم يكونوا مهتمين بأى شىء سوى أنفسهم فقط، ولم يكن هناك تعامل معنا مطلقاً، خاصة أنهم كانوا على دراية بموقفنا منهم.

أى الأدوار قدمتها الأحزاب لنجاح ثورة 30 يونيو؟

- كل الأحزاب خلال عام الإخوان قدمت كل ما فى استطاعتها للتصدى لتخريب الإخوان، ولكن كان الدور الفاعل والحقيقى لهذه الثورة لم يكن للأحزاب، بينما كان للشعب المصرى الحقيقى، وكان القاطرة فى البداية هى حركة تمرد، التى انضممنا جميعاً إليها بعد ذلك.

كانت الحرب شرسة بين «المصريين الأحرار» وقيادات الإخوان.. حدثنا عنها؟

- الحرب كانت شرسة بيننا وبين جماعة الإخوان، وكانت دائرة مع قياداتهم ليس منذ تاريخ 30 يونيو فقط، بل منذ 2011 أيضاً، منذ بداية وجودهم وظهورهم، حتى فى الفترة التى تولى فيها المجلس العسكرى تسيير أمور البلاد، كان هناك كثير من الصراعات بيننا وبينهم، واشتدت الحرب بيننا أيضاً بشكل أكبر داخل مجلس شعب الإخوان، الذى لم يستكمل 6 أشهر، ثم انحل بعدها، وكان الصراع معهم فى مشروعات القوانين التى كانوا يتقدمون بها، وقدنا فى 2012 حرباً قوية متمثلة فى «الكتلة المصرية» التى ضمت أحزاب «المصريين الأحرار، التجمع والمصرى الديمقراطى» أمام تنظيم الإخوان، وكان التوفيق حليفنا فى كثير من المناطق للوقوف أمامهم الند بالند، وعلى الرغم من أن العدد لم يكن بالكثير داخل البرلمان من نواب الكتلة المصرية، فإن دور الموجودين منا كان فعالاً ومعارضاً بشراسة.

فى رأيك ما سر تكاتف الشعب فى ثورة 30 يونيو ضد الإخوان فى جميع المحافظات؟

- الشعب المصرى عند المساس بهويته أو العبث بها أو بمصير البلد، يتحول إلى أسد جسور كاسر لا يتوقف أمام أحد، وهو ما حدث فى 30 يونيو من مشهد مهيب، ولذلك أرى أن هذا الحدث هو أعظم وأقوى ثورة شعبية فى مصر قامت وحمتها قواتنا المسلحة الباسلة.

هل ما زال هناك تأثير لذيول جماعة الإخوان على الشأن الداخلى بعد 30 يونيو؟

- التطور الكبير فى الشأن الداخلى، قد لا يشعر به البعض، نتيجة للهيكل الإدارى للدولة ولا بد أن يتفهم المواطنون أنه مازالت توجد خلايا نائمة، وذيول للإخوان موجودة داخل قطاعات الدولة بهدف العرقلة، فضلاً عن بعض الآخرين الذين تحركهم أجهزة من الخارج، التى تلعب ضد مصلحة مصر، بهدف إعادتها إلى ما قبل 2011، هؤلاء الأشخاص موجودون بكثرة لتعطيل أى عمل اقتصادى واجتماعى وتشويهه، ولكن يمكن التغلب على كل هذا بالصمود والثقة فى القيادة السياسية، واسترجاع روح 30 يونيو معاً، إذ رصدنا فى الحزب خلال هذه الآونة وجود حرب شرسة شعواء قادمة من الخارج، وهناك مَن يشعلها فى الداخل من أقطاب وأعمدة ليست هينة، وكل التخطيط لإعادة مصر إلى نقطة ما تحت الصفر، ولكن عندما تتماسك مصر كشعب واحد يضع مصلحة البلاد صوب عينيه، ويقف خلف القيادة السياسية، فلا يمكن أن تعود البلاد إلى الخلف أبداً.

الوضع السياسي الآن بعد ثورة 30 يونيو

بالنسبة للأحزاب السياسية، لا يمكن القول إن الوضع السياسى أصبح مستقراً بالكامل كما نأمل، ولكننا نحاول، وخير دليل على هذا دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى الحوار الوطنى، ليجلس جميع الأحزاب والكيانات السياسية الأخرى ومنظمات المجتمع المدنى والشعب جميعاً على طاولة مناقشات واحدة للحديث حول مختلف القضايا، ومن المؤكد أن الحالة السياسية ليست فى أفضل حال، وليست هى المأمولة.

والدليل على ذلك وجود أحد المحاور فى الحوار الوطنى لمناقشة القضايا السياسية، بجانب المحورين الاقتصادى والمجتمعى، وهو ما يمكن القول معه بأن الوضع السياسى بالنسبة للأحزاب السياسية قد تحسن كثيراً، وإذا تحدثنا من بعد ثورة 30 يونيو بالنسبة للقيادة السياسية والدولة، فإنها سياسياً ودبلوماسياً فعلت الكثير جداً، وهذا ما يحتاج إلى الكثير من الأحاديث لرصد الجهود الضخمة من تولى مهام بلد كان مهلهلاً سياسياً وخارجياً، فضلاً عن كمّ الحروب عليه من الخارج، وأقربها خروج مصر من الاتحاد الأفريقى، ولكن بعدها تعود إليه وتترأسه، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر، كما نجحت الدولة فى إعادة العلاقات الخارجية، وأصبحت تلك العلاقات متزنة مع الجميع تحت إطار مصر أولاً.


مواضيع متعلقة