عضو «التنسيقية»: «الإخوان» رفضت التعاون مع مؤسسات الدولة وكانت تخاطب الشعب باستعلاء

كتب:  رؤى ممدوح

عضو «التنسيقية»: «الإخوان» رفضت التعاون مع مؤسسات الدولة وكانت تخاطب الشعب باستعلاء

عضو «التنسيقية»: «الإخوان» رفضت التعاون مع مؤسسات الدولة وكانت تخاطب الشعب باستعلاء

قال زكى القاضى، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، القيادى السابق فى حركة «تمرد»، إنّ جماعة «الإخوان» الإرهابية أظهرت الوجه الحقيقى لها عندما حاولت تغيير الهوية الوطنية للشعب المصرى وتطبيق توجيهات الغرف المغلقة.

وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن الجماعة حاولت فرض تلك الهوية الجديدة بالعنف، وهذا الأسلوب لم يبدأ مع توليهم شئون الدولة، بل ظهر منذ بداية 2011، حيث كان التوجيه بضرورة تكييف الأحداث واستغلال طاقات وأفكار عناصرهم لتحقيق مصالحهم الشخصية، مشيراً إلى أنّه فى تلك المرحلة كان الوعى الجمعى المصرى فى خطر حقيقى، ولم يكن ممكناً إحداث التغيير إلا بإرادة حقيقية للشعب والمؤسسات الوطنية الداعمة.

وأشار «القاضى» إلى التضحيات التى قدمها أعضاء «تمرد» من أجل التخلُّص من حكم «الإخوان»، بعد التهديدات باستهدافهم على يد عناصر الجماعة، لافتاً إلى أنّ وعى الشعب حينها كان حائط الصد ضد بطش الإرهاب.. وإلى نص الحوار.

التنظيم أظهر الوجه الحقيقى له عندما حاولت قياداته تطبيق توجيهات الغرف المغلقة

بمناسبة مرور 10 أعوام على «30 يونيو».. ما ذكرياتك عن الثورة؟

- أسعد لحظة فى حياتى هى المشاركة فى ثورة 30 يونيو، وحينها كنت ضمن شباب حركة تمرد التى تأسست لسحب الثقة من المعزول محمد مرسى، كما أننى كنت فى طليعة الشباب الذين واجهوا «الإخوان»، وكانت لدينا غرفة عمليات فى مقر الحركة أطلقنا عليها اسم «بطن الزير» تشبيهاً بفيلم «ابن حميدو» فى إشارة للمقر السرى الذى كنا نجتمع فيه، لأننا كنا متخوفين من رصدنا ومراقبتنا من قبَل الجماعة، ويقع المقر فى مدينة نصر بالقرب من ميدان رابعة العدوية، وكنت مسئولاً عن متابعة الشأن العام، خاصة البيانات التى تُصدرها القوات المسلحة المصرية، وصباح يوم 3 يوليو 2013 استقبلت مكالمة من وزارة الدفاع للقاء محمود بدر ومحمد عبدالعزيز وتواصلت معهما وتحركنا لمقر رئاسة الأركان المشتركة فى وزارة الدفاع، ولذلك كان أول اتصال بين القوات المسلحة والحركة من خلالى.

زكى القاضي: المشاركة محطة مهمة في حياتي.. وكتبت وصيتي قبل التظاهر أمام «الاتحادية» 

ما كواليس نشأة «تمرد»؟

- الحركة نشأت فى شهر أبريل عام 2013، أى قبل شهرين من ثورة 30 يونيو، عبر شخصيات رئيسية، أمّا بالنسبة لاختيار اسم الحركة فتم اقتراحه من قبَل 3 أشخاص هم محمود بدر وحسن شاهين ومحمد عبدالعزيز، وهنا لا بد أن أشير إلى شخصية مهمة أعتبرها مظلومة فى تاريخ ثورة 30 يونيو، وهو الصديق مصطفى السويسى، ويعود له الفضل فى اختيار تاريخ 30 يونيو للثورة على حكم الإخوان، ليكون نهاية الوعود الكاذبة للجماعة، وتم عقب ذلك استيعاب الشباب من قبَل الحركة واستقبلت عدداً كبيراً منهم، وكانت لدينا خطط لإخفاء الاستمارات خوفاً من حرقها، ونقلناها إلى منازل ومكان إقامة عدد من أعضاء الحركة للحفاظ عليها، وكان لدينا يقين مطلق بأن مطالب الشعب المصرى حينها ستؤدى إلى انحياز القوات المسلحة لمصلحة الوطن، كما لا يمكن إغفال دور جبهة الإنقاذ الذى نصفه دائماً بـ«العظيم» والذى أسهم فى نجاح ثورة 30 يونيو.

ما أهم محطات حركة «تمرد»؟

- بالطبع تُعد نشأة الحركة فى شهر أبريل عام 2013 هى أولى المحطات التى انطلقت منها الدعوات لإسقاط حكم الإخوان بعد عام من توليهم حكم مصر، تليها خطوة اختيار الاسم والمنهج الذى سنتبعه، وأهم محطات الحركة فى تقديرى هو يوم 26 يونيو 2013، وذلك عندما تحدّث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع القوى السياسية وجماعة الإخوان من أجل التوصل لاتفاق على حلول تتوافق مع متطلبات المواطنين، إلاّ أنّ الجماعة رفضت الأمر، وهنا تأكدنا أنّ الحركة لا بد أن تستمر لإسقاط حكم المعزول محمد مرسى، لنصل فى النهاية إلى يوم 30 يونيو حيث ثورة الشعب على حكم الجماعة لمصر.

لماذا كانت «30 يونيو» ثورة ضرورية لإنقاذ مصر؟

- لأن مصر كانت على أعتاب لحظة تاريخية، فإما أن تكون جمهورية مصر العربية أو جمهورية الإخوان بملحقاتها، وحينها كان لا بد أن يرحل الإخوان عن حكم مصر، وذلك من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية، وهى أن نكون مصريين وسطيين نرفض التطرف والعنف واستخدام السلاح للتعبير عن آرائنا وأفكارنا، كما رفض المصريون أن يحكمهم شخص يجلس فى مكتب الإرشاد ويُصدر القرارات لجموع الشعب، وكانت «30 يونيو» ضرورية لإنقاذ مصر من الفوضى التى دعت إليها الجماعة بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية لتنفيذ مخططهم فى هدم مصر.

ما الأخطاء التى ارتكبتها «الإخوان» وأدت إلى سقوط حكمهم؟

- أبرز الأخطاء التى ارتكبتها الجماعة هى عدم إيمانهم واقتناعهم بأن مصر أكبر من عناصر الجماعة، كذلك رفض التعاون مع مؤسسات الدولة والقوى المجتمعية المختلفة فى تنفيذ الأفكار والمقترحات التى تتعلق بمصلحة الوطن، إضافة إلى الاستعجال فى السيطرة على كل مفاصل الدولة وإقصاء جميع القوى السياسية الأخرى، كما لاحظنا لهجة استعلاء عند مخاطبة جموع المصريين، ولا يمكن إغفال مشروع النهضة الذى وعدت به الجماعة فور فوزهم فى الانتخابات الرئاسية.

ماذا كان شعورك لحظة وصول الإخوان للحكم وإعلان محمد مرسى رئيساً؟

- بكل صراحة أنا شخص ضد جماعة الإخوان وأرفضها منذ نشأتها وذلك بحكم أيديولوجيتى وتربيتى السياسية، وكنت أتوقع سقوطهم، ولكن كانت المفاجأة هى سرعة إثبات فشلهم الذريع خلال 100 يوم فقط من تولى الحكم، لأن من يتولى المسئولية عليه أن يستوعب جميع التطورات والتفاصيل الموجودة فى المشهد، وهو الأمر الذى تجاهلته الجماعة.

ما شهادتك على يوم 30 يونيو 2013.. أين كنت وما مشاعرك؟

- كنت أشعر بالرعب والخوف من أن يواجه الإخوان المتظاهرين وأن يتم استهدافنا، وفى يوم 30 يونيو كنت فى مسيرة انطلقت من ميدان الحجاز بمصر الجديدة إلى قصر الاتحادية، وفى الطريق قابلت سيدتين قالتا لى بالنص «إحنا ربنا هينصرنا النهارده»، وأتذكر أننى كتبت وصيتى التى تضمنت الاهتمام بوالدى ووالدتى من بعدى وأن يسامحنى أصدقائى، وتركتها فى المنزل تحسباً لأى ظرف قد يحدث، سواء السجن أو القتل، بمعنى أدق كنت أحمل قلبى على كفى، إما التنحى أو التظاهر السلمى للتعبير عن رأى الشعب فى رفض رئيس الجماعة وليس رئيس شعب مصر بأكمله.

كيف استقبلت خطاب 3 يوليو التاريخى؟

- كنت حينها فى المقر السرى لحركة تمرد الذى أطلقنا عليه «بطن الزير»، ونظراً لأن بيان 3 يوليو الذى ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى كان مسجلاً، جلسنا رفقة محمود بدر ومحمد عبدالعزيز لمعرفة الكواليس التى دارت التى كان أهمها رفض الإخوان التواصل مع القوات المسلحة.

تحديات الأحزاب فى زمن حكم الإخوان

كان هناك الكثير من التحديات التى واجهت مختلف الأحزاب، بسبب كون الجماعة فصيلاً غير وطنى، إضافة إلى رفضهم وجود أى كيان بجوارهم، وأذكر هنا أنّهم عملوا على الهدم الممنهج والمنتظم للهوية المصرية فى سبيل إقامة الهوية الإخوانية التى تتسم بالولاء والطاعة لهم دون نقاش، وسعيهم لأن تكون الجماعة سلطة عليا فوق سلطة المصريين، ولا بد من التأكيد على أنّ تاريخ 30 يونيو مثّل لحظات فارقة فى حياة المصريين.


مواضيع متعلقة