تمكين الشباب ركيزة بناء الجمهورية الجديدة.. و«المنتديات والتنسيقية» أولى خطوات تأهيلهم

كتب: حسام حربى

تمكين الشباب ركيزة بناء الجمهورية الجديدة.. و«المنتديات والتنسيقية» أولى خطوات تأهيلهم

تمكين الشباب ركيزة بناء الجمهورية الجديدة.. و«المنتديات والتنسيقية» أولى خطوات تأهيلهم

مثّلت ثورة 30 يونيو نواة حقيقية لتمكين الشباب بعد سنوات من التهميش، وأولت الدولة، متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، اهتماماً كبيراً بملف تمكين الشباب فى المناصب والوظائف، كإحدى الأساسيات للعبور نحو الجمهورية الجديدة، وظهر هذا جلياً فى تولى الكثير من الشباب مناصب نواب للمحافظين وفى البرلمان وبعض الوظائف القيادية الأخرى.

وحرص الرئيس السيسى على نقل رسالة سلام ومحبة للعالم من أرض مصر عبر شبابها، فجاءت فكرة إطلاق «منتدى شباب العالم» فى نسخته الأولى بمدينة شرم الشيخ عام 2017 بناء على الدعوة التى أطلقها خلال المؤتمر الوطنى الرابع للشباب، بدعوة شباب من مختلف دول العالم للمشاركة فيه.

وفى عام 2018، تم تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، التى تُعد أول منصة حوارية شبابية رائدة جمعت أطياف التيارات السياسية من اليمين إلى اليسار، تحت مظلة الوطنية، لتجعل صوت الشباب مسموعاً وتضمن مشاركة شبابية فاعلة فى صنع القرار، وإعطاء الأمل للشباب فى إمكانية توليهم المناصب، مستهدفة تقوية الحياة الحزبية عبر الحوارات المجتمعية وعرض الرؤى والفعاليات الميدانية، فكانت أول حجر يُلقى فى بحيرة التنمية السياسية الراكدة منذ عقود.

ويُعد برلمان 2021 ترجمة حقيقية لتمكين الشباب والمرأة، لأن هناك قفزة ضخمة فى تمثيل المرأة والشباب بما يقارب 50% من تركيبة المجلس الجديد، مقابل 20% فى 2015 وغياب شبه كامل عن كل المجالس السابقة.

واعتلى العديد من شباب البرنامج مناصب قيادية على جميع الأصعدة وفى مختلف الأنحاء، ومن بينهم الذين تولوا مناصب معاونى المحافظين فى عدة محافظات فى حركة المحافظين فى أغسطس 2018، قبل أن يتم تعميم التجربة فى نوفمبر 2019.

«مرثا»: المنتديات أحدثت تناغما وتواصلا مع الحكومة والمسؤولين

من جانبها، قالت النائبة مرثا محروس، عضو مجلس النواب عن التنسيقية، إن مؤتمرات ومنتديات الشباب هى ظاهرة جديدة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتؤكد حرص القيادة السياسية على التواصل مع الشباب، موضحة أنه نتيجة لهذه الفعاليات حدث تواصل بين الشباب وتناغم مع الحكومة والمسئولين.

وأضافت «مرثا»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن منتديات الشباب كانت النواة الأولى للتمكين خلال السنوات الماضية، بتسليط الضوء على مجالات الشباب باختلافها، وكذلك النماذج الناجحة من الشباب، كما تُعد تلك المنتديات طريقاً جديداً تبنت الدولة خلاله أحلام الشباب، وكذلك العمل على إظهار قوة الشباب وقوة الدولة بشبابها.

وتابعت أن الأكاديمية الوطنية للتدريب وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين هما ثمرتان من ثمرات منتديات الشباب، لافتة إلى أن ما شهدناه من وجود فى المجالس النيابية أو الكيانات التنفيذية خلال السنوات الماضية هو حصاد لتلك الثمرات، إضافة إلى تدريب وصقل مهارات الشباب المختلفة، سواء فى الجانب السياسى والأكاديمى بالأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل.

وقال النائب محمود القط، عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية، إن انطلاق منتديات الشباب فى عام 2016 كان طاقة النور فى النفق المظلم، فبعد ثورتين كان وقودهما الشباب كان لا بد من استثمار طاقاتهم لتحويلها من الحالة الثورية إلى حالة البناء والتنمية. وأضاف «القط»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه لأول مرة نجد إرادة حقيقية من القيادة السياسية وضحت جلياً حينما وثقت فى قدرات الشباب، وبدأت بعدها مرحلة تدريب وتأهيل الشباب ليكون تمكينهم لأول مرة تمكيناً حقيقياً ليساهموا فى بناء الوطن، وليس مجرد حضور لمؤتمرات وفعاليات، متابعاً: «كان إطلاق التنسيقية عام 2018 حينما عرض مجموعة من الشباب أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب رؤيتهم لتنمية الحياة السياسية والحزبية، وكانوا وقتها لديهم حلم بأن تعود الحياة السياسية بما يليق بمكانة وتاريخ هذا الوطن العظيم».

واستكمل: «قام الرئيس بدعم الحلم وأطلق هؤلاء الشباب شعار سياسة بمفهوم جديد، هذه السياسة كان قوامها وأساسها أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية، وأن الحوار الهادئ هو أساس التقدم والنجاح»، موضحاً أن التنسيقية أصبحت منصة حوارية تنطلق منها كل الإبداعات والأفكار وطورت من نفسها، ودعمها الفريق المعاون للرئيس، فلولا إيمانهم برؤية الرئيس وإصرارهم على أن تنجح هذه الفكرة لكان التحدى أكبر بكثير من قدرات هؤلاء الشباب إلى أن نالوا ثقة الرئيس.

وقال النائب: «كان الاختبار الأول لينتقلوا من الأطروحات والأفكار إلى التنفيذ هو اختيار 6 منهم نواب محافظين، ثم ثقة الشعب المصرى فى انتخابهم ضمن القوائم الوطنية والتحالفات الانتخابية ليصبح منهم أعضاء فى مجلسى الشيوخ والنواب»، مضيفاً: «استمر تتابع بناء الثقة التى كان أساسها العمل والاجتهاد والإصرار على اكتساب العلم والتعلم من الخبرات السابقة ليصبح من بينهم قيادات فى الوزارات والمؤسسات المختلفة ويكون كل تكليف جديد لهم هو بمثابة تحدٍّ جديد لهم أمام أنفسهم ليثبتوا أنهم على قدر المسئولية، وأن رهان الرئيس على الشباب مستحق، فهم أخذوا على عاتقهم مسئولية النجاح ولا سبيل غيره».

بدوره، قال النائب أكمل نجاتى، عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية، إن منتديات الشباب تُعد شمس التمكين الذى منحته القيادة السياسية، فهى كانت بمثابة شارة بدء الحوار المثمر.

وأضاف «نجاتى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن إدراك القيادة السياسية لأهمية مشاركة الشباب فى القيادة كان ملهماً لكل المهتمين بالعمل مع الشباب، موضحاً أن فكرة منتديات الشباب كانت تضع قاعدة التأهيل ثم التمكين، مشيراً إلى أنه لا يجب نسيان أن شروق شمس التمكين والتأهيل تمثل فى ميلاد التنسيقية، وذلك عندما طلب مجموعة المؤسسين من الرئيس عبدالفتاح السيسى تبنِّى الفكرة فى منتدى الشباب فكانت إشارة للبدء، وتابع: كانت منتديات الشباب مثالاً حياً لتبادل الخبرات والحوار الحقيقى بين التيارات السياسية المختلفة، مؤكداً أن التنسيقية ستظل حالة فريدة للتمكين والتأهيل، كما ستظل منتديات الشباب منصة لميلاد الكوادر السياسية.


مواضيع متعلقة