وزير الصحة يدعو لإنقاذ شعوب القارة الأفريقية من مضاعفات «السكري»

كتب: مريم الخطري

وزير الصحة يدعو لإنقاذ شعوب القارة الأفريقية من مضاعفات «السكري»

وزير الصحة يدعو لإنقاذ شعوب القارة الأفريقية من مضاعفات «السكري»

أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، الارتفاع الكبير في عبء مرض السكري الذي تواجهه القارة الأفريقية، حيث تشير تقديرات الاتحاد الدولي للسكري إلى أنّ نحو 24 مليون شخص بالغ في أفريقيا، يعيشون مع مرض السكري.

جاء ذلك في كلمة الدكتور خالد عبدالغفار، خلال جلسة بعنوان «دور التصنيع المحلي في توفير أدوية الأمراض غير السارية»، التي تعقد على هامش اجتماع الجمعية العامة الـ76 لمنظمة الصحة العالمية بمدينة «جنيف» السويسرية.

وفي كلمته، أشار الدكتور خالد عبدالغفار، إلى تحذير منظمة الصحة العالمية، من التوقعات بأن تشهد أفريقيا أكبر زيادة على مستوى العالم في معدلات الإصابة بمرض السكري، بحلول عام 2045، لترتفع نسبة المتعايشين مع مرض السكري في أفريقيا إلى نحو 134% مقارنة بأرقام عام 2021، ما يتطلب اهتمام الجميع وتضافر الجهود للتخفيف من تأثير هذه الزيادة على سكان القارة.

وأضاف الوزير أنّه إدراكًا لخطورة هذا العبء المتزايد، أطلقت مصر في عام 2018 مبادرتها الرئاسية «100 مليون صحة»، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، للكشف المبكر عن الأمراض غير السارية ومكافحتها وعلاجها، حيث بدأت المبادرة بالكشف عن التهاب الكبد الوبائي «فيروس سي» والأمراض غير السارية، ونجحت في مسح ما يزيد عن 60 مليون شخص، وتم تطوير المبادرة لتشمل الاكتشاف المبكر لسرطان الكبد الذي كان نقطة الوصل بين اختبار فيروس سي والأمراض غير السارية للتشخيص المبكر للسرطان.

وأضاف أنّ مبادرة «100 مليون صحة» تعمل على تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للمرضى المصريين، مؤكدا أهمية دور الشركاء والجهات المتعاونة في نجاح المبادرة، وتنفيذ برامج فعالة، استجابة للاحتياجات الطبية غير الملباة.

وشدد الدكتور خالد عبدالغفار، على الحاجة إلى إطلاق مبادرات عالمية مماثلة تؤكد ضرورة الاستجابة الجماعية للزيادة الكبيرة في مرضى السكري، منوها بأنّ أحد التحديات الرئيسية في علاج مرضى السكري يتمثل في عدم توفر الأنسولين بأسعار معقولة، ما يزيد مضاعفات المرض، وزيادة أعداد الوفيات المبكرة.

وفي هذا السياق، قال الوزير إنّ ما يدعو إلى التفاؤل هو اتفاقية التعاون بين شركتي «Lilly» و«إيفا فارما» لتوفير أنسولين عالي الجودة ومنخفض التكلفة لما لا يقل عن مليون شخص سنويًا، خلال عام 2023 ، ما يعد فرصة جيدة لضمان الوصول المستدام إلى المنتجات الطبية الأساسية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مع تعزيز قدرات التصنيع الإقليمية.

وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، ضرورة توافر الإمكانيات التنظيمية والتمويلية وتقوية النظم الصحية، لإتاحة المنتجات الحيوية للمرضى الذين هم في أمس الحاجة إليها، لافتا إلى أنّ الجلسة التي تعقد على هامش الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية، تعد بمثابة منصة لتسليط الضوء على أهمية شراكات التصنيع، ليس في إنتاج الأنسولين فقط، بل في توفير الدواء الآمن لجميع الأمراض.

ووجّه الدكتور خالد عبدالغفار، الشكر للحضور ولكل من شارك في انعقاد هذه الجلسة، وللجنة الخبراء الذين سيساهمون برؤيتهم وخبراتهم دعم هذه القضية، وفي مقدمتهم الدكتور بنت ميكلسن، مدير برنامج الأمراض غير المعدية في منظمة الصحة العالمية، والسيدة لي آن بوسي، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الشركة والاتصالات في شركة Eli Lilly and Company، والدكتور رياض أرمانيوس، الرئيس التنفيذي لشركة EVA Pharma، والدكتور روجيريو غاسبار، مدير إدارة التنظيم والتأهيل المسبق في منظمة الصحة العالمية، والدكتور جان كاسيا، المدير العام لمركز مكافحة الأمراض في إفريقيا، مؤكدا ثقته في أنّ معرفتهم وخبراتهم، ستساهم في استكشاف إمكانات شراكات التصنيع المبتكرة ووضع استراتيجيات لتعزيز الوصول إلى أدوية الأمراض غير المعدية في القارة الأفريقية.

وأعرب الدكتور خالد عبدالغفار، عن شكره لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، لرعايتها المشتركة لهذه الحلية، ما يؤكد دعمهم للتعاون العالمي في مواجهة التحديات المرتبطة بالأمراض غير المعدية وتوسيع الوصول إلى الأدوية الأساسية.

واختتم وزير الصحة والسكان كلمته، بالتأكيد على ضرورة الالتزام بالعمل على توفير أدوية الأمراض غير المعدية أو غير السارية، واغتنام الفرصة في هذه الجلسة التي يجتمع فيها نخبة العمل الإنساني والإنتاج الدوائي، لتسخير إمكانات التصنيع المحلي والشراكات المبتكرة، لدفع التغيير، وتمكين الأنظمة الصحية، لضمان عدم حرمان أي فرد من الأدوية المنقذة للحياة التي يحتاجها.


مواضيع متعلقة