رحلة الشوم والخرزان من بلغاريا إلى سوهاج.. حكاية مهنة تحمل تراث الصعيد

كتب: فهد فكري بلوم

رحلة الشوم والخرزان من بلغاريا إلى سوهاج.. حكاية مهنة تحمل تراث الصعيد

رحلة الشوم والخرزان من بلغاريا إلى سوهاج.. حكاية مهنة تحمل تراث الصعيد

في قيسارية سوهاج، يعيش رجل في السبعينيات من عمره، يرتدي «جلباب بلدي» وعلى رأسه عمامة وممسكًا بعصا، جالسًا على كرسي، يبيع الخرزان والشوم.

«هذه مهنتي ومهنة أبي، عمل والدي بها منذ عام 1932 في نفس المنطقة، ولم يتركها أبدًا وتسلمت العمل بها بعد وفاته، وورثتها وظللت أحافظ عليها حتى الآن، وعلمتها لأبنائي»، هكذا بدأ عبد الرؤوف محمد خلف، 73 عامًا، يقيم في مدينة سوهاج، بائع «خرزان وشوم»، حديثه لـ «الوطن».

مهنة لها تاريخ عريق وكبير في محافظات الصعيد

وأضاف «خلف» أن هذه المهنة لها تاريخ عريق وكبير خاصة في محافظات الصعيد التي تحتفظ بكل ما هو قديم وموروث، ومن بينها العصا والخرزان، حيث لا يوجد منزل في أي قرية في سوهاج إلا وبداخله «خرزانة أو عصا نبوت».

وأشار «خلف» إلى أن «الخرزانة والشوم» تستخدم للعديد من الأمور في سوهاج، وعلى رأسها لعبة التحطيب التي تتمثل في المبارزة بالعصي، كما تستخدم أيضًا لدفع الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والذئاب، وللدفاع عن النفس في حالات المشاجرات.

استيراد الشوم من بلغاريا وجزيرة مالطا على شكل أعواد طويلة

وأوضح «خلف» أننا نستورد الخرزان والشوم من ميناء الإسكندرية، حيث يتم استيراد الشوم من بلغاريا وجزيرة مالطا على شكل أعواد طويلة، ويتم تقطيعها وتشكيلها في الورش قبل بيعها لمواطني سوهاج

وأضاف «خلف» أن بيع الخرزان والشوم ليس مجرد بيع، وإنما هي مهنة لها فنونها وتقاليدها، حيث يقومون بتشكيلها وتدويرها وصنع الشماسي منها، وهي مهنة تستحق الاحترام والمكانة في وسط البلد لأنها تعتبر جزءًا من التراث والثقافة المحلية.


مواضيع متعلقة