«حجازي»: القمة العربية عُقدت في ظل ظروف وأوضاع إقليمية ودولية صعبة ومعقدة

«حجازي»: القمة العربية عُقدت في ظل ظروف وأوضاع إقليمية ودولية صعبة ومعقدة
قال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة العربية عقدت اليوم فى ظل ظروف وأوضاع إقليمية ودولية صعبة ومعقدة، مشيراً إلى أن الجميع يعانى تداعيات أزمات الطاقة والغذاء ومخاطر الإرهاب وتداخل القوى الإقليمية فى السيطرة. وأضاف «حجازى» فى حواره لـ«الوطن»، أن أزمتى فلسطين والسودان كانتا من أهم القضايا المطروحة للنقاش على جدول أعمالها، والوساطة المصرية احتوت الأزمة الأخيرة فى الأراضى المحتلة الأخيرة.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى توقيت انعقاد القمة العربية بجدة أمس؟
- جاء انعقاد القمة العربية 32 بجدة فى وقت صعب وظروف وتحديات إقليمية ودولية ضاغطة، حيث يمر العالم بتحولات استراتيجية فيما يخص موازين القوة، وتصاعد التوتر للعام الثانى على التوالى، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وتصاعد التنافس بين الصين وأمريكا. وترجع أهمية انطلاق القمة العربية المشتركة فى هذا التوقيت إلى أنها تأتى فى وقت تتزايد فيه تداعيات أزمات الطاقة والغذاء، واستمرار انتشار مخاطر الإرهاب وتدخل القوة الإقليمية فى السيطرة والتأثير السلبى، الأمر الذى يستلزم وحدة الموقف العربى، وهو هدف القمة الحالى الذى يسعى لوحدة الصف ولم الشمل وتنقية الأجواء، والتأكيد على العمل العربى المشترك بين الجميع.
ما الذى يتطلع إليه الجميع بعد القمة؟
- الجميع يتطلع للتغيير والتجديد، ويظل الأمل يحدو الجميع فى تولى بيت العرب قضاياه ومشكلاته، فى ظل الظروف والأوضاع التى يمر بها الوطن العربى.
ما القضايا التى لا تزال تبحث عن حلول؟
- هناك العديد من القضايا والأزمات التى تحتاج إلى حلول، ومنها الأزمة الحالية فى الأراضى المحتلة، التى تهدد باشتعال الموقف فى ظل سيطرة حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل، والذى ظهر بشكل واضح فى الاعتداء على أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وفى المناطق المحتلة، ونجاح الوساطة المصرية فى احتواء هذا الوضع المتفجر.
كيف يمكن التعامل مع هذه القضايا برؤية عربية؟
- لا بد أن يكون هناك منظور شامل لهذه القضايا التى تأتى فى ظل ضغوط سياسية وٍأمنية وعسكرية فى ظل أوضاع اقتصادية ضاغطة تستلزم وحدة الصف العربى وتكاتف الجهود لاستعادة زمام المبادرة العربية بعيداً عن الاستقطاب الإقليمى والدولى الذى أدى لمزيد من الانقسامات وتصاعد المشكلات، منها الإرهاب وتدخل القوة الأجنبية ما يستدعى مواجهة عربية شاملة لبلورة آليات مشتركة للاستفادة من قضايا الماضى والعمل من خلال الدبلوماسية العربية لإيجاد حلول سياسية لأزمات المنطقة ومنها حل القضية السودانية من خلال وساطة عربية تقودها المملكة السعودية وتشارك فيها أطراف عربية وإقليمية ودولية، ومواجهة التدخلات فى المنطقة، ومكافحة الإرهاب والمخدرات والضغط على إسرائيل لاستئناف مسار عملية التسوية السياسية بعد عقم شامل للسياسة الإسرائيلية والتى لم تجد سوى اللجوء للعنف المفرط.
ماذا عن دور الجامعة العربية بعد قمة جدة؟
- يجب على جامعة الدول العربية استغلال الفرصة السانحة وتبنى «قمة جدة» لعدد من المبادرات الأساسية الخلاقة، منها مبادرة حول الأمن والتعاون الإقليمى عبر تشكيل لجنة عربية تؤسس لإعلان مبادئ إقليمى للسلام والتعاون والتنمية تتبناه دول المنطقة لتعزز فرص التنمية والسلام وفتح آفاق للحلول السلمية للمنازعات واحترام حسن الجوار بعيداً عن الحروب والصدامات، وثمة مبادرة ثانية تتعلق بإطلاق جهود التسوية السلمية من خلال لجنة عربية تزور فلسطين وإسرائيل ساعية لطرح بدائل وحلول.
المشهد المقبل في الوطن العربي
المشهد المقبل مشهد عربى جاد من أجل التحول للأفضل برؤية جماعية موحدة، فالقادة العرب باتوا على يقين بأن الحل يجب أن يكون عربياً وأن مخارج الصراعات القائمة ستكون من خلال تعريب قضايا المنطقة واحتواء الخلافات فى نطاق بيت العرب وإطلاق المبادرات الخلاقة الجادة.