السيسي: الأمن القومي العربي كلٌ لا يتجزأ.. والحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها فرض عين وضرورة حياة

كتب:  محمد أبوعمرة

السيسي: الأمن القومي العربي كلٌ لا يتجزأ.. والحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها فرض عين وضرورة حياة

السيسي: الأمن القومي العربي كلٌ لا يتجزأ.. والحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها فرض عين وضرورة حياة

دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحفاظ على الدول الوطنية، ودعم مؤسساتها، واعتبار ذلك فرض عين وضرورة حياة، وتطبيق مفهوم العمل المشترك ليمتد للتعامل مع الأزمات العالمية وإصلاح منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية.

استمرار إدارة الصراع عسكرياً وأمنياً سيؤدى إلى عواقب وخيمة 

وحذر الرئيس خلال كلمته،اليوم، أمام القمة العربية فى مدينة جدة، من أن استمرار إدارة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى عسكرياً وأمنياً سيؤدى إلى عواقب وخيمة، مؤكداً التمسك بالخيار الاستراتيجى لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومعتبراً فى الوقت نفسه أن الأمن القومى العربى كلٌ لا يتجزأ وحان الوقت لأخذ زمام المبادرة للحفاظ عليه.

وقال الرئيس فى كلمته: «بداية، أتوجه بالشكر لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولى العهد، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة».

وتابع: «أود أن أعرب عن خالص التقدير للجهود المخلصة، التى بذلها الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، فى سبيل دعم العمل العربى المشترك، خلال ترؤس الجزائر للقمة العربية».

وأضاف: «لقد مرت منطقتنا، خلال السنوات الأخيرة، بظروف استثنائية قاسية هددت على نحو غير مسبوق أمن وسلامة شعوبنا العربية، وأثارت فى نفوس ملايين العرب القلق الشديد، على الحاضر ومن المستقبل، ولقد تأكد كل ذى بصيرة أن الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها فرض عين وضـرورة حياة لمسـتقبل الشـعوب ومقدراتـها، فلا يستقيم أبداً أن تظل آمال شعوبنا رهينة للفوضى، والتدخلات الخارجية، التى تفاقم من الاضطرابات، وتصيب جهود تسوية الأزمات بالجمود».

الاعتماد على جهودنا المشتركة وقدراتنا الذاتية أصبح واجباً ومسـئولية

وواصل: «إن الاعتماد على جهودنا المشتركة وقدراتنا الذاتية، والتكامل فيما بيننا، لصياغة حلول حاسمة لقضايانا.. أصبـح واجباً ومسـئولية، كما أن تطبيق مفهوم العمل المشترك يتعين أن يمتد للتعامل مع الأزمات العالمية وتنسيق عملنا، لإصلاح منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية، وفى القلب منها مؤسسات التمويل، وبنوك التنمية الدولية التى ينبغى أن تكون أكثر استجابة لتحديات العالم النامى، أخذاً فى الاعتبار أن حالة الاستقطاب الدولى أصبحت تهدد منظومة «العولمة»، التى كان العالم يحتفى بها وتستدعى للواجهة صراعاً لفرض الإرادات وتكريس المعايير المزدوجة فى تطبيق القانون الدولى».

الرئيس: سنواصل جهودنا لتثبيت التهدئة فى غزة

وقال الرئيس: «لقد تابعنا بالحزن والألم تصاعد حدة بعض الأزمات العربية، خلال الفترة الماضية، لا سيما ما ينتج عن أعمال التصعيد غير المسئولة من قبل إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية، وآخرها ما شهده قطاع غزة. وبينما تؤكد مصر استمرار جهودها لتثبيت التهدئة إلا أننا نحذر من أن استمرار إدارة الصراع عسكرياً وأمنياً سيؤدى إلى عواقب وخيمة، على الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى على حد سواء، ولعله من الملائم أن نعيد اليوم تأكيد تمسكنا بالخيار الاستراتيجى بتحقيق السلام الشامل والعادل، من خلال مبادرة السلام العربية، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، ومطالبة إسرائيل بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية».

أزمة السودان تنذر بصراع طويل الأمد

وأضاف: «اشتعلت أزمة جديدة فى السودان تنذر، إذا لم نتعاون فى احتوائها، بصراع طويل وتبعات كارثية على السودان والمنطقة، وتستمر الأزمات فى ليبيا واليمن، بما يفرض تفعيل التحرك العربى المشترك لتسوية تلك القضايا، على نحو أكثر إلحاحاً من أى وقت مضى، وفى نفس السياق، فإن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تعد بمثابة التفعيل العملى للدور العربى، وبدء مسيرة عربية لتسوية الأزمة السورية استناداً إلى المرجعيات الدولية للحل، وقرار مجلس الأمن رقم 2254».

وتابع: «مع إدراكنا أن الأمن القومى العربى هو كل لا يتجزأ فقد حان الوقت لأخذ زمام المبادرة للحفاظ عليه بما فى ذلك من خلال الخطوات المهمة، التى بادرت بها دولنا فى الفترة الماضية لضبط إيقاع العلاقات مع الأطراف الإقليمية غير العربية، التى نتطلع منها لخطوات مماثلة وصادقة بما يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة».

واختتم الرئيس السيسى كلمته أمام القمة العربية بالتأكيد على أن مصر، على الدوام، ستدعم بكل الصدق والإخلاص جميع الجهود الحقيقية لتفعيل الدور العربى، إيماناً منها بأن المقاربات العربية المشتركة هى الوسيلة المثلى لمراعاة مصالحنا، وتوفير الحماية الجماعية لشعوبنا، ودفع مسيرة التنمية خطوات كبيرة للأمام.


مواضيع متعلقة