هل يمهد انسحاب روسيا من معاهدة الأسلحة التقليدية إلى عودة الحرب الباردة؟

كتب: منى صلاح

هل يمهد انسحاب روسيا من معاهدة الأسلحة التقليدية إلى عودة الحرب الباردة؟

هل يمهد انسحاب روسيا من معاهدة الأسلحة التقليدية إلى عودة الحرب الباردة؟

أعلن مجلس الدوما الروسي نتيجة التصويت على الانسحاب من معاهدة الأسلحة التقليدية أول أمس، بالموافقة على قرار الانسحاب، وسط تخوفات من تبعات هذا القرار وانعكاساته على الأزمة الروسية الأوكرانية، وتوقعات بأنَّ القرار بمثابة صياغة مقدمة لتطوير بعض الأسلحة واستخدام القوة النووية وبداية لعدم التزام روسيا ببعض بنود المعاهدة.

«العناني»: انسحاب روسيا ينذر بعودة الحرب الباردة

وقال أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إنَّ تصويت نواب مجلس الدوما الروسي بالإجماع على انسحاب روسيا من معاهدة الأسلحة التقليدية اليوم، يأتي في ظل دعم غربي غير مسبوق لأوكرانيا، مؤكداً أنَّ موسكو تسعى إلى تعديل موازين القوى لصالحها في أزمتها مع كييف.

تداعيات انسحاب روسيا من معاهدة الأسلحة التقليدية

وأضاف «العناني» في تصريحات لـ «الوطن»، أنَّ أبرز تبعات قرار الانسحاب من معاهدة الأسلحة التقليدية على الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، أنَّ الانسحاب بكل تأكيد سيثير حفيظة الولايات المتحدة بشأن إتاحة استخدام الأسلحة النووية من قِبل موسكو التي تخوض معارك بالقرب من حلفائها في الناتو، ما ينبئ بعودة الحرب الباردة بين القوتين على الساحة الدولية.

توقعات بعقوبات على روسيا بعد انسحابها من معاهدة الأسلحة التقليدية

كما توقع أن يدفع قرار انسحاب روسيا من المعاهدة، الاتحاد الأوروبي إلى توقيع مزيد من العقوبات على موسكو، فالدول الأوروبية تتخوف من الاستخدام المفرط للقوة النووية التي تمتلكها روسيا فهي تمتلك ترسانة من الأسلحة بعيدة ومتوسطة المدى.

أسباب توقيع معاهدة الأسلحة التقليدية

وأوضح أن معاهدة الأسلحة التقليدية تم توقيعها بالأساس لحظر انتشار الأسلحة طويلة ومتوسطة المدى واستخدام القوة النووية، قائلاً: «القرار في هذا التوقيت رسالة من موسكو للجانب الغربي رداً على دعمه المتزايد لأوكرانيا وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مزيد من الدعم غير المسبوق لكييف».

استفزاز روسيا وراء انسحابها من معاهدة الأسلحة التقليدية

كما أشار إلى تلقي أوكرانيا تدريبات عسكرية وتعهدات من فرنسا وإنجلترا بتزويد الجيش الأوكراني بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى، وأعلنت باريس أيضاً عن تبنيها برنامج تدريبات عسكرية للقوات الجوية الأوكرانية على استخدام الطائرات الحديثة: «إذن، الانسحاب من معاهدة الأسلحة التقليدية رسالة موجهة إلى أوروبا من روسيا وإنذار بإشعال الحرب الباردة مجددا ليعود الصراع المعلن بين واشنطن وموسكو، كما يُعد تصعيدًا للأزمة الروسية الأوكرانية».

انسحاب روسيا من المعاهدة ردة فعل متوقعة

ويرى «العناني»، أن موقف روسيا من معاهدة الأسلحة التقليدية ردة فعل طبيعية في هذا التوقيت، خاصة في ظل الاستفزاز المتعمد من دول الاتحاد الأوروبي، متوقعاً عمليات واسعة عسكرية للجانب الروسي في الداخل الأوكراني واستخدام موسكو بعض الأسلحة طويلة ومتوسطة المدى.

الانسحاب من معاهدة الأسلحة يعيد موازين القوة لصالح روسيا

وتابع، «تسعى روسيا في الوقت الحالي لإعادة التوازن في أزمتها مع أوكرانيا، ففي معركة باخموت وقبل الدعم الأوروبي الأخير لأوكرانيا نجحت القوات الروسية في السيطرة على 90% من الأراضي ولم يتبق أمامها سوى 10% لإتمام سيطرتها على الإقليم، لتأتي الإمدادات العسكرية لأوكرانيا ومن بينها صواريخ ومتطورة أثرت على موازين القوى فيما يخص الصراع على الأرض».


مواضيع متعلقة