«أبو الغيط» أمام اجتماعات التحضير لقمة جدة: عودة سوريا تعيد التضامن العربي

كتب: أ ش أ

«أبو الغيط» أمام اجتماعات التحضير لقمة جدة: عودة سوريا تعيد التضامن العربي

«أبو الغيط» أمام اجتماعات التحضير لقمة جدة: عودة سوريا تعيد التضامن العربي

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن عودة سوريا لشغل مقعدها مرة أخرى في الأمانة العامة للجامعة من شأنه أن يعيد التضامن العربي، وذلك في كلمة له أمام الاجتماعات الوزارية التحضيرية للدورة العادية الـ32 للقمة العربية، المقرر عقدها برئاسة المملكة العربية السعودية، في مدينة جدة عروس البحر الأحمر.

وعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي اجتماعاً اليوم الاثنين، على المستوى الوزاري، في إطار الاجتماعات التحضيرية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، الدورة العادية 32، بحضور محمد بن عبدالله الجدعان، وزير المالية بالمملكة العربية السعودية، رئيس الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والسفير حميد شبيرة، سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بالقاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية.

وقال «أبو الغيط»، فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه السفير حسام ذكي، الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام: «يطيب لي أن أتوجه بخالص التهنئة وعميق الشكر إلى المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على تولي قيادة العمل العربي المشترك لهذا العام، متمنياً للمملكة قيادةً وحكومةً وشعباً دوام الرفعة والازدهار».

التضامن العربي 

وأضاف الأمين العام للجامعة العربية: «ينعقد اجتماعُنا اليوم وسط تطورات إيجابية تشهدها المنطقة العربية، وذلك في ظل المستجدات المتعلقة بإحدى أهم الأزمات العربية التي استعصت على الحل لأكثر من عقدِ من الزمن، وأقصد هنا الأزمة السورية»، حيث تستأنف وفود الحكومة السورية مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، تنفيذاً لقرار وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم الأسبوع الماضي، ولفت إلى أنه من المقرر أن تقوم الأمانة العامة للجامعة العربية، بالتنسيق مع الجانب السوري، لإطلاعه على مستجدات العمل العربي في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.

ورحب «أبو الغيط» بالدكتور محمد سامر الخليل، وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بالجمهورية العربية السورية، مؤكداً أنّ هذه الأجواء من شأنها أن تدفعنا إلى تجديد العهد والعزيمة على تفعيل مبدأ التضامن العربي، والذي بدأ بالفعل يأخذ منحاه الجدير به، ويعكس على نحوٍ عملي المساندة والمؤازرة بين الدول العربية. والمؤاخاة التي لطالما تطلّعت إليها الشعوب العربية. لتحقيق التكامل الذي بُنيت عليه جهود تأسيس جامعة الدول العربية، غير أن الأجواء الإيجابية تلك، لا ينبغي لها أن تدفعنا بعيداً عن الواقع الذي تشهده المنطقة العربية منذ سنين خلت، ألا وهو تراكم التحديات الخطيرة وتداخلها، والتي لا زال يتعرّض لها البنيان العربي وأركانه الأساسية.

وتابع أن هذه التحديات شديدة التداخل وعميقة التأثير، وقد أفرزت موجة جديدة من موجات النزوح واللجوء في المنطقة العربية، وألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، على نحو لم يزل يبُث تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي بمختلف أركانه الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وشدد على أن هذا الواقع يستدعي تكثيف الجهود لإيجاد حلول سياسية عربية مستدامة.

واستطرد الأمين العام قائلاً: «انطلاقاً من ذلك، أدعو مجلسَكم الموقر، باعتباره الذراع التنفيذي لمنظومة العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، إلى تكثيف العمل لوضع خطط عمل قابلة للتنفيذ وذات أُفق زمني واضح، من أجل تخفيف المعاناة عن الفئات الضعيفة في المجتمعات العربية، وتلك التي تواجه مصاعب لا طاقة لها بها»، مؤكداً أن جامعة الدول العربية على أتمّ الاستعداد لتيسير تلك الجهود، وتقريب الخُطى، وتنسيق التحركات.

وأوضح «أبو الغيط» أنّ جدول أعمال اجتماع اليوم يتناول البنود المُدرجة في الملف الاقتصادي والاجتماعي المرفوع للقادة العرب بعد أيامٍ قليلة، والتي تمت مناقشتها باستفاضة خلال الفترة الأخيرة، وهي  موضوعات مهمة من ضمنها بعض الاتفاقات والاستراتيجيات العربية التي تم التوصل إليها بعد جهود مضنية بذلتها اللجان المختصة وفِرق العمل المعنية، وأقرتها المجالس الوزارية، ومنها الاستراتيجية العربية للسياحة، والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات، المعروفة اختصارا باسم «الأجندة الرقمية العربية»، والعقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة.

تفعيل اتفاقيات النقل

كما يبحث اجتماع اليوم سبُل تفعيل اتفاقيات النقل التي أُبرمت في إطار المنظومة العربية، وهي عديدة ومترابطة، وقل الأمين العام، في كلمته: «كما تعلمون جميعاً، يعدّ النقل ركنا أساسيا من أركان التكامل الاقتصادي العربي، وقد شكّل عائقا أمام زيادة التجارة البينية العربية وازدهارها، ونظرا للتأخر المسجل في الانضمام إلى تلك الاتفاقيات وتفعيلها، ارتأت الأمانة العامة أهمية طرح الموضوع على مجلسكم الموقر للدفع به قدماً»، وأضاف أن قضية الأمن الغذائي العربي تعد إحدى أهم الأولويات العربية وأكثرها إلحاحاً، وذلك بالنظر إلى تناقص المخزون الغذائي على المستوى العالمي، فضلاً عن ارتفاع الأسعار ومحدودية الموارد، وحذر من أن المنطقة العربية تواجه، بالإضافة إلى ذلك، تحدياً كبيراً يتمثل في استمرار النمو السكاني، مشيراً إلى أن الوضع سيزداد صعوبة، إذا لم يتم التعامل معه بالسرعة الكافية.

وأشار «أبو الغيط» إلى أن قمة الجزائر، العام الماضي، وافقت على عدد من الخطط، منها على سبيل المثال البرنامج المستدام للأمن الغذائي العربي والوثائق المكملة له، والاستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المستدامة، ومبادرة تحسين النوعية التكنولوجية للقمح المنتج محلياً، واستدامة المراعي العربية وغيرها، ومن المتوقع أن يحظى هذا الموضوع بقدر كبير من النقاش خلال القمم العربية القادمة، ومنها أعمال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، المُقرّر أن تستضيفها الجمهورية الإسلامية الموريتانية قبل نهاية هذا العام، وجدّد «أبو الغيط» التهنئة للمملكة العربية السعودية العزيزة لتوليها دفة العمل العربي المشترك لهذا العام.


مواضيع متعلقة