بالأحضان يا سوريا
- السلع الغذائية
- اللواء كمال الدالى
- توفير السلع
- مديرية التموين
- منفذ بيع
- نائب محافظ الجيزة
- أسطوانات البوتاجاز
- أسعار
- السلع الغذائية
- اللواء كمال الدالى
- توفير السلع
- مديرية التموين
- منفذ بيع
- نائب محافظ الجيزة
- أسطوانات البوتاجاز
- أسعار
عندما شُكّلت جبهة الصمود والتصدى بعد زيارة «السادات» القدس، قطعت الدول العربية علاقاتها مع مصر ونُقلت الجامعة العربية إلى تونس. كان المبرر قوياً؛ أن ما قام به «السادات» يعنى خروج مصر من جبهة المقاومة والتحرير وبالتالى ضياع فلسطين فى ظل عدم قدرة بقية دول المواجهة الأخرى: سوريا، الأردن، لبنان على مقاومة إسرائيل بدون مصر. طال غياب مصر عن أمتها وطال غياب الأمة عن مصرها إلى أن أعاد الرئيس مبارك العلاقات والجامعة العربية وعادت المياه إلى مجاريها.
اقتطاع جزء حيوى أساسى من الوطن مسألة مؤلمة، ولما جاء الدور على سوريا أصابنى، كما أصاب كل عربى، ذهول لقطع العلاقات معها وإخراجها من الجامعة العربية. سوريا ليست دولة انضمت للجامعة لأسباب طارئة أو حديثة العهد، سوريا قلب العروبة النابض. سوريا كانت أول دولة عربية إسلامية بالمعنى المنهجى للدولة. الدولة الأموية التى كان مركز الحكم فيها سوريا نشرت الإسلام حتى الصين شرقاً وإلى الأندلس فى أوروبا غرباً. سوريا فى العصر الحديث خرجت منها نزعة القومية العربية، فكيف تخرج سوريا من الجامعة العربية؟
عندما حدث ذلك، كانت الأوضاع مرتبكة فى المنطقة العربية وكان هناك ما يسمى كذباً الربيع العربى وبالتالى كانت القرارات التى تُتخذ ومنها قرار خروج سوريا من الجامعة العربية تندس وراءها المؤامرات لتمزيق وحدة الأمة. تدخلت شياطين المؤامرات لتخلع «بشار» كما فعلت مع رؤساء آخرين ولتضع الدمى التى تحركها على رأس الحكم كما فعلت فى أفغانستان وغيرها.
ترك العرب الأشقاء فى سوريا يسددون الثمن غالياً فى الدفاع عن وطنهم، بل فى أوقات كانت هناك أيدٍ عربية تطعن سوريا من وراء حُجب! عاث فى سوريا المتآمرون والمستعمرون وصار على أرضها عشرات الدول والحركات والعصابات. كادت تضيع بلاد الأمويين والقوميين، لكن الرئيس «بشار» صمد صموداً يليق به للحفاظ على وطنه بعدما تخلى عنه الأشقاء. أثبت أنه قائد سياسى محنك، وكانت التركيبة السياسية المتجذرة لحزب البعث فى المجتمع سنداً له، فعبر بالوطن إلى بر الأمان.
هل من باب المصادفة أن يقاطع العرب مصر مرة وسوريا مرة؟ ألم تكن مصر وسوريا نموذج دولة الوحدة والنموذج الوحيد فى الزمن المعاصر؟ هل كان المستعمرون ليرضوا عن الوحدة بعد أن مزقوا بلاد العرب بمؤامرة «سايكس - بيكو» فيعيدها المصريون والسوريون؟ نعلم جميعاً الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، لكن هل لدينا من الوعى الكافى لندرك ما يحيط بنا؟ هل نعى أن الذئاب تنتظر الفرصة لتكرار نموذج «سايكس - بيكو» بعد مرور حوالى قرن على المؤامرة الأولى؟
فرح العرب بوحدة مصر وسوريا عام 1958. قبل الشعبان تنحية اسمى الدولتين مقابل أن تكون هناك الجمهورية العربية المتحدة. صار هناك رئيس واحد حمله شعبه فى سوريا بسيارته عندما زار البلاد هو جمال عبدالناصر. قالوا كثيراً فى شأن الانفصال الذى حدث للوحدة، لكن لماذا لا يقولون عن المؤامرات؟ لماذا لا يقولون عن مطاردة كل من يحلم بالوحدة والمجد العربى؟ إن عيوننا قد ترى، لكن عقولنا لا تعى.
بالأحضان يا سوريا. تحية تقدير للرئيس بشار الأسد وللشعب السورى الشقيق.