شرق العوينات ومحطة بنبان نموذج للمشروعات القومية المُستهدفة للمواطن

كتب: هاجر عمر

شرق العوينات ومحطة بنبان نموذج للمشروعات القومية المُستهدفة للمواطن

شرق العوينات ومحطة بنبان نموذج للمشروعات القومية المُستهدفة للمواطن

ثوبٌ جديد تظهر به الدولة المصرية ويعكس نضج الحياة السياسية ووضْع المواطن على رأس أولويات الدولة، بعد أن أطلقت الدولة قطار التنمية السريع لتنفيذ أكبر المشروعات القومية التي يتم تسجيلها كأكبر المشروعات في العالم، مستهدفة أن تخدم تلك المشروعات المجتمع المحيط بها، إضافة لما تقدمه لأبنائها بمختلف المناطق، فمنطقة الجنوب الغربي، شاهدة على هذه الحقيقة بمشروعي بنان وشرق العوينات.

محطة بنان للطاقة الشمسية

تظل محطة بنبان النموذج الواضح لرؤية الدولة للمشروعات القومية المتكاملة التي تعتمد على الطاقة النظيفة، حيث تعمل على توفير الطاقة لمئات الآلاف من الأسر، وتساعد مصر على الوصول إلى هدفها في توليد 20% من الكهرباء المستخدمة من مصادر متجددة، بحسب تقرير لبنك التنمية الإفريقي، فالمشروع يساهم في توفير 11720 فرصة عمل مباشرة، و23440 غير مباشرة في فترة التنفيذ، و6000 بعد التشغيل، وتم تخصيص 10% من أرباح الشركات المشاركة للمسئولية المجتمعية، وفقًا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.

كما أشار موقع الهيئة العامة للاستعلامات إلى أن المشروع ساهم في تفادي 2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتعزيز وجذب الاستثمارات الأجنبية في المنطقة وإصدار قوانين داعمة للاستثمار، كما كان للمشروع تأثيرا تنمويا ومجتمعيا في المنطقة من خلال تحويل المدرسة الثانوية للصناعة إلى مدرسة للطاقة الشمسية، بعد الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم، على تنفيذ مقترح محافظ أسوان بتحويل المدرسة الثانوية الصناعية ببنبان إلى مدرسة للطاقة الشمسية، لتضم كافة حرف الطاقة الشمسية من بدايتها وحتى محطات توليد الكهرباء بجميع جوانبها.

 

 

مشروع شرق العوينات

ومن محطة بنان إلى شرق العوينات، أحد المشروعات اللوجستية المتكاملة، فهو مشرع زراعي صناعي مرتبط بزيادة الصادرات، نتيجة التخطيط الاستراتيجي ببنية تحتية مخصصة توفر للمشروع المياه والكهرباء وشبكة الطرق والمواصلات والتدريب، وأيضًا الاختبارات المتكاملة مع بعضها البعض، وفقًا لما ذكره الخبير الاقتصادي دكتور مصطفى بدرة في تصريحات سابقة لـ«الوطن».

شرق العوينات يعد ثاني أكبر مشروع زراعي

ويؤكد موقع الهيئة العامة للاستعلامات أن مشروع شرق العوينات يعد ثاني أكبر مشروع زراعي عملاق بجنوب مصر لزراعة القمح بمساحة تتجاوز 186 ألف فدان، وتقع منطقة شرق العوينات في الجزء الجنوبي الغربي لمصر على بعد 365 كم جنوب واحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد وعلى بعد 500 كيلومتر من بحيرة ناصر حيث التربة الغنية والخالية من الملوثات، ما يجعلها مثالية، وتبلغ مساحتها 528 ألف فدان مقسمة إلى قطع، نصفها موزعة على شركات زراعية تنتج محاصيل متنوعة تقدر بنحو 3 ملايين طن سنويا. 

أستاذ استثمار: التدريب والعمالة ضرورة لصيانة المشروعات القومية 

المشروعات القومية ينفق عليها أموالا كثيرة ويتطلب الحفاظ عليها من قصر العمر الافتراضي توفير قدر عالي من الصيانة والمتابعة المستمرة، وهو ما يتطلب تحقيق أمرين هما الأيدي العاملة القريبة من موقع المشروعات، وبالتالي يكون أهل القرية أو المحافظة الأقرب لهم أفضلية العمل بهذه المشروعات، والأمر الثاني هو التعليم والتدريب الذي يؤدي إلى تعظيم الأموال المستثمرة في تلك المشروعات، وهو أمر ايجابي جدًا نفذته الدولة في المشروعات القومية خلال السنوات الماضية وعالجت من خلاله قصورًا استمر لسنوات طويلة، حسب ما أكد الدكتور هشام ابراهيم أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة لـ «الوطن».

واشار أستاذ التمويل والاستثمار إلى أن الدولة مهتمة في الوقت الحالي بتنفيذ «المشروعات المتكاملة» وهو أمر جيد، إضافة الى تحقيقها المسؤولية الاجتماعية، فالمشروعات القومية تفيد أهل المكان، وهي فكرة مهمة يفترض أن تقوم عليها كافة المشروعات سواء في القطاع الخاص أو العام، فإذا كان من المفترض أن تقوم مشروعات القطاع الخاص بدورها الاجتماعي، فالأولى أن تحرص الدولة على توفير ذلك الأمر من خلال مشروعاتها، ومشروع بنان للطاقة الشمسية وتغيير المدرسة الثانوية الصناعية لمدرسة طاقة شمسية تعد نموذجا في هذا الإطار.

أستاذ علم اجتماع سياسي: الخدمات الاجتماعية تحقق الأمن للمشروعات القومية 

ومن جانبه أكد الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي لـ«الوطن»، أن الدولة المصرية تقوم بدورها نحو المواطن في توفير الأمن والأمان وحماية الحدود وإقامة مشروعات البنية التحتية التي تحفز الاستثمار والسياحة والعمل والابتكار، إضافة لتوفيرها الرقابة الكاملة على الإنفاق في تلك المشروعات، فالمواطن يستفيد من المشروعات القومية خاصة من خلال شبكة الطرق الحديثة فضلا عن المشروعات الزراعية والصناعية.

ولفت إلى أن المواطن أصبح يشعر بأنه المستهدف من المشروعات القومية بجهود الدولة في توفير التعليم والتدريب الخاص بكل مشروع لأهالي المنطقة المحيطة، مثل إنشاء الدولة لمدرسة تعليم العلوم النووية بالضبعة لأهل منطقة الضبعة، ما يحقق الاستفادة للمجتمع المحلي، وهو أمر جيد خاصة وأن إشراك المجتمع المحلي يوفر مشكلة الانتقالات للعمالة الوافدة، إضافة لتحقيق الأمن اللازم لهذه المشروعات بحسب ما ذكر «صادق».

 


مواضيع متعلقة