صديقة شيرين أبو عاقلة تكشف كواليس بدايات عمل الشهيدة في إذاعة فلسطين

كتب: سمر صالح

صديقة شيرين أبو عاقلة تكشف كواليس بدايات عمل الشهيدة في إذاعة فلسطين

صديقة شيرين أبو عاقلة تكشف كواليس بدايات عمل الشهيدة في إذاعة فلسطين

قبل نحو ثلاثين عاما، كان اللقاء الأول الذي جمع كبير المذيعين في إذاعة صوت فلسطين، ريم حسام أبو غزالة، بأيقونة الصحافة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، في مقر الإذاعة الفلسطينية بمدينة أريحا، حيث كانت الثانية من أوائل العاملين في إذاعة صوت فلسطين، ومن مؤسسي الإذاعة الفلسطينية الرسمية اللي بدأت عملها عام 1994 مع تولي الرئيس الراحل ياسر عرفات مهام منصبه، وعهدها الجميع حينها، فتاة دؤوبة ملتزمة ومتواضعة، وسرعان ما بات الجميع يتحاكى بمهارتها وحسن تعاملها.

بداية شيرين أبو عاقلة في الإعلام

في الذكرى الأولى لاستشهاد الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، تحدثت لـ«الوطن» ريم حسام أبو غزالة، كبير المذيعين في إذاعة صوت فلسطين -المكان الذي بدأت فيه «أبو عاقلة» مسيرتها المهنية وانطلقت منه إلى شاشة التلفزيون- عن بدايات العلاقة التي جمعتها بالشهيدة التي وصفتها بـ«القطة الخجولة» رغم طبيعة عملها في المجال الإعلامي الذي يتطلب الجرأة، إلا أنها كانت تمتاز بالهدوء الشديد، ولم تكن تحتك بالآخرين بشكل كبير بل بمن تختار بانتقاء شديد، وتحب المرح ولكن برزانة، حسب وصفها.

صورة نادرة من أرشيف الإذاعة الفلسطينية

في صورة نادرة تجمع الشهيدة شيرين أبو عاقلة بعدد من رموز الإذاعة الفلسطينية، كشفت عنها كبير المذيعين بالإذاعة الفلسطينية بقولها: «شيرين بدأت شهرتها من الإذاعة وكانت تحب عملها جدا وتتعاون مع زملائها».

تقارب شديد بين طريقة الإلقاء والأداء الإذاعي للشهيدة وصديقتها «ريم»، لاحظه العاملون بالإذاعة، وصفته كبير المذيعين بإذاعة صوت فلسطين الرسمية بقولها، «كنا تقريبا نتميز بتشابه الأداء والصوت، وكانوا يحتارون بين أصواتنا خاصة في الأداء الإخباري».

«مشكلة وحل» أول برنامج لشيرين أبو عاقلة

«مشكلة وحل»، هو اسم البرنامج الإذاعي الذي كانت تقدمه «أبو عاقلة»، عبر إذاعة صوت فلسطين قبل أن تنتقل إلى الجانب الإخباري والنشرات، كانت تستقبل خلاله الرسائل التي تحمل مشاكل الناس وتحاول إيجاد حل لكل مشكلة مع مختص أو مسؤول في كل حلقة، إلى جانب اهتمامها الدائم بتناول المشكلات السياسية على الهواء وتسليط الضوء على اعتداءات وجرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ومنه انطلقت إلى قراءة الأخبار.

كيف تستعد شيرين أبو عاقلة قبل الهواء

تركيز شديد وتحضير مسبق واستعدادات كبيرة كانت تقوم بها الشهيدة شيرين أبو عاقلة قبل أن ينطلق البث عبر الإذاعة، «شيرين كانت دائما تأخذ عملها بشكل جدي وتستعد له كثيرا» فتأخذ جانبا بعيدا للقراءة والتحضير دون أن تزعج أحد من زملائها قبل موعد الهواء، «لا أتذكر أنها كانت تثور، شيرين كانت هادئة حتى في غضبها»، بحسب تعبير أبو غزالة.

موقف طريف للشهيدة على الهواء

موقف طريف تعرضت له شيرين أبو عاقلة أثناء عملها بمبنى الإذاعة القديم في مدينة أريحا الفلسطينية، عندما كانت تقرأ النشرة في استوديو الأخبار، ترويه صديقتها لـ«الوطن» حيث كانت الطاولة التي أمامها غير مثبتة جيدا، وأثناء قراءتها للنشرة على الهواء مباشرة، وقعت الطاولة فلملمت شيرين سريعا أوراق النشرة وأكملت قراءتها وهي تجلس على الكرسي وأمامها الميكرفون وبيديها الأوراق بثبات تام وعلى وجهها ابتسامة مما حدث معها من موقف مفاجئ طريف دون أن يتضح ذلك على صوتها للجمهور.

شيرين أبو عاقلة تعمل الخير في الخفاء 

بعيدا عن دائرة العمل، كان الجميع يشهد لـ«شيرين أبو عاقلة» بعمل الخير، وهو ما أكدته صديقتها «ريم» حيث أكدت في حديثها أنها كانت دائما تعمل الخير في الخفاء وتطعم المساكين وتشارك في إفطار رمضان بالمسجد الأقصى رغم ديانتها المسيحية، إلى جانب ذلك كانت تحسن معاملة البسطاء، «شيرين كانت لو اشترت طعام من السيدات العاملات في مجال الطبخ تعطيهم أكثر ما يطلبَن وتقول هذا تعبهم وجهدهم»، بحسب وصف أبو غزالة.

لم يقتصر إحسان شهيدة الصحافة على الناس من حولها، بل كان للحيوانات الضالة نصيبا من هذا العطاء، فعندما فتحوا خزانتها في المكتب صدفة ذات يوم وجدوا بها معلبات من طعام القطط حيث كانت تطعم قطط الشوارع الذين كانوا ينتظرونها في ذات الموعد يوميا في جراج العمارة التي يوجد بها مكتبها الصحفي.

 


مواضيع متعلقة