القضية السكانية على مائدة الحوار الوطني.. نزع فتيل «القنبلة الموقوتة»

كتب: رؤى ممدوح

القضية السكانية على مائدة الحوار الوطني.. نزع فتيل «القنبلة الموقوتة»

القضية السكانية على مائدة الحوار الوطني.. نزع فتيل «القنبلة الموقوتة»

تضع الدولة المصرية قضية الحد من الزيادة السكانية على رأس أولوياتها، لما تسببه من تحدٍّ كبير أمام تحقيق أهداف التنمية الشاملة والارتقاء بالمستوى المعيشى للمواطن، ما دفع المسئولين إلى وضع الأزمة وأبعادها على طاولة النقاش، وتخصيص لجنة خاصة بها ضمن محاور الحوار الوطنى.

«الوطن» تفتح الملف وتبحث أسباب «الزيادة» والمقترحات المطروحة على طاولة الجلسات للحد منها (12) 

وتعد لجنة القضية السكانية هى إحدى أبرز لجان المحور المجتمعى فى الحوار الوطنى، واستمدت اللجنة أهميتها كون قضية الزيادة السكانية من الأزمات التى تواجهها الدولة المصرية وتسعى إلى حلها من خلال الخبراء والمتخصصين، ومن هنا قرر المسئولون تخصيص لجنة كاملة لبحث الأزمة ومناقشة أسبابها والوصول إلى حلول وتوصيات قابلة للتنفيذ للحد من معضلة الانفجار السكانى.

وفى حلقة جديدة من حلقات تغطية قضايا الحوار الوطنى، تستعرض «الوطن» أبرز الآراء والمقترحات المطروحة على طاولة الحوار الوطنى، وتفاصيل الخطة الوطنية لتنمية الأسرة المصرية وخطة 2030 للمساهمة فى الحد من الزيادة السكانية.

خبراء: زيادة السكان تبتلع الدخل القومي.. ويجب وضع حلول جذرية لها

الزيادة السكانية تؤثر على الاقتصاد.. وتؤدى لتراجع حظوظ السكان من التنمية.. ويجب مشاركة المؤسسات الدينية والتعليمية فى الحل

تعد لجنة القضية السكانية أبرز لجان المحور المجتمعى فى الحوار الوطنى، ويندرج تحت هذه القضية عدد من القضايا التى تناقشها الجلسات المقرر انعقادها مطلع الأسبوع المقبل، وكانت أبرز تلك القضايا تشخيص الحالة السكانية فى مصر وتنمية الأسرة وتنظيمها وتحسين الخصائص السكانية، إضافة إلى الخريطة السكانية والتوسع العمرانى، كما تتضمن قضية الزيادة السكانية أبعاداً ثقافية ومادية واقتصادية.

الدولة خططت لزيادة مساحة المناطق المعمورة وإنشاء التجمعات العمرانية والمدن الحضارية لتخفيف الازدحام عن الأحياء القديمة

وتعد قضية الزيادة السكانية من التحديات الأكثر إلحاحاً، حيث تأتى مصر فى المرتبة الأولى عربياً من حيث عدد السكان، والثالثة أفريقياً، والرابعة عشرة عالمياً، وذلك حسب التقرير الصادر من هيئة الأمم المتحدة فى يوليو 2022، وتبنت الدولة مخططاً استراتيجياً للتنمية العمرانية يستهدف زيادة مساحة المناطق المعمورة، وإنشاء التجمعات العمرانية والمدن الحضارية، بهدف تخفيف الازدحام عن المدن القديمة، ومجابهة الزيادة السكانية المطردة، حيث تم البدء فى تنفيذ 14 تجمعاً عمرانياً جديداً فى شتى أنحاء الجمهورية.

وحول الأسباب التى أسهمت بشكل كبير فى أزمة الزيادة السكانية، يقول الدكتور مجدى خالد، استشارى الصحة الإنجابية، المدير الأسبق لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إنّ هناك أسباباً مختلفة منها ما يتم تصنيفه كونه عوامل ثقافية، حيث تعتمد الثقافة فى الريف على الإنجاب المستمر، أمّا فى محافظات الصعيد فإن الثقافة السائدة هى إنجاب الذكور، ومن هنا تأتى أزمة الزيادة السكانية، وبالتالى تعد ثقافات الشعب وعاداته وتقاليده وأفكاره سبباً مهماً وعاملاً رئيسياً فى زيادة عدد السكان.

وأضاف استشارى الصحة الإنجابية أنّ هناك أيضاً أسباباً اقتصادية، حيث قال: «المجتمعات والأسر الأكثر فقراً يقررون الإنجاب بشكل مستمر ليقوم الأبناء بالعمل ومساعدتهم وانتشالهم من الفقر وفق تفكيرهم واعتقادهم»، لافتاً إلى أنّ ذلك الأمر يؤدى إلى التسريح من التعليم، إضافة إلى ازدياد معدلات عمالة الأطفال، مشيراً إلى أنّ هناك أيضاً أسباباً متعلقة بالسياسة السكانية فى مصر، وأضاف: «مصر من الحكومات التى تراعى الجانب الحقوقى، وبالتالى فهى ليست من الدول التى تقوم بفرض عقوبات على الأسر التى تكثر من الإنجاب معتمدين على التعليم والصحة المجانيين وليس لديهم شعور بواجبهم تجاه الدولة».

وقال «خالد» إن للزيادة السكانية أثراً سلبياً على الاقتصاد والتنمية المجتمعية، وتابع: «زيادة عدد السكان تتسبب فى ابتلاع الدخل القومى للمجتمعات، كما أنّ جودة الحياة تكون فى تناقص وانحدار مستمر، وتزداد الأمراض النفسية نتيجة لغياب الجوانب الترفيهية»، الأمر الذى ينعكس بالسلب على الحالة النفسية للمجتمع. وحول أبرز التوصيات التى ينصح بها الأطباء فيما يتعلق بالحد من الزيادة السكانية، يقول استشارى الصحة الإنجابية إنّه لا بد من التوعية الصحية للمجتمع ورفع الوعى بالمبادرات الرئاسية وتحسينها وتنمية الأسرة والاهتمام بصحة المرأة، بالإضافة إلى التوعية بأهمية وكيفية استخدام وسائل تنظيم الأسرة، كما يجب أن تتم التوعية بالفوائد الاجتماعية والصحية للأسرة الصغيرة والتثقيف ورفع الوعى الصحى للمجتمع المصرى.

من جهتها، قالت سهير عبدالسلام، عضو لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشيوخ، إنّ كل النتائج المترتبة على التنمية تعود بالفائدة المباشرة أو غير المباشرة على المواطن، وتابعت: «كلما زاد عدد السكان تقل نسبتهم من عائد التنمية فضلاً عن استنزاف موارد الدولة»، وأشارت «سهير» إلى أنّ الزيادة تؤثر بشكل سلبى على نوعية الإنسان وإمكانياته ومهاراته ومدى تفاعله مع الحياة واستفادته منها، وأشارت «سهير» إلى أنّ الزيادة السكانية تؤثر على قطاع كبير وضخم من السيدات.

وقالت «عبدالسلام» إن حل هذه المشكلة ليست فقط من قبل الدولة والحكومة، ولكن أيضاً المواطن له دور ولابد أن يغيّر من ثقافته، ولفتت إلى بعض المشكلات والمسببات للزيادة السكانية ومنها تفضيل العديد من المواطنين لإنجاب الذكور عن الإناث، وكذلك جهل البعض بالثقافة الأسرية والصحة الإنجابية، وكذلك الفتاوى المتطرفة والمنحرفة التى تحرض على الزيادة السكانية وتحرّم وسائل تنظيم الأسرة، وكذلك ارتفاع نسبة الطلاق.

وتابعت: «عدد النساء فى سن الإنجاب فى مصر يتجاوز 50%، ونسبة الشباب 60%، وهو ما ينذر بزيادة سكانية ضخمة فى السنوات القادمة فى حال عدم اتخاذ حلول حاسمة لهذه القضية»، وحول الحلول المقترحة للأزمة قالت: «لحل المشكلة السكانية لا بد من التطرق لاستراتيجية مصر 2030، التى أكدت على استهداف خفض معدل الفقر وتحسين مستوى معيشة المواطن، وإتاحة التعليم والحد من البطالة، وتوفير الخدمات الصحية فى مجال تنظيم الأسرة»، مؤكدة على أهمية توفير واستمرارية خدمات تنظيم الأسرة وتوعية المرأة.

وأكدت النائبة بـ«الشيوخ» أهمية حوكمة ملف القضية السكانية، وقيام كل الوزارات والمؤسسات المعنية بدورها فى التوعية والتثقيف ومشاركة المؤسسات الدينية والتعليمية والتربوية والشبابية وغيرها، كما أشارت إلى أهمية التنشئة الاجتماعية، وأهمية دور وزارة الثقافة، من خلال 514 قصر ثقافة منتشرة فى مصر.

دعوة المصريين في الخارج: قدِّموا مقترحاتكم

وجَّهت إدارة الحوار الوطنى دعوة إلى المصريين فى الخارج لتقديم مقترحاتهم وآرائهم حول مختلف قضايا الحوار الوطنى التى تبلغ 19 قضية فى 3 محاور رئيسية، هى المحور السياسى والاقتصادى والمجتمعى.

وقالت إدارة الحوار الوطنى فى دعوتها عبر صفحتها الرسمية أمس: «هم دائماً ضلع أساسى من أضلاع الحياة السياسية والاقتصادية فى مصر، وأينما وُجدوا لم تغب أوطانهم عنهم».

وأضافت: «لأن نافذة الحوار تطل على الجميع؛ تدعو إدارة الحوار الوطنى المصريين فى الخارج للمشاركة بمقترحاتهم والتحديات التى تواجههم ورؤيتهم فى علاجها».

وأوضحت إدارة الحوار الوطنى استقبال المقترحات والآراء من خلال الموقع الإلكترونى الرسمى لمؤتمر الشباب، وهو:

https://egyouth.com/ar/register/


مواضيع متعلقة