الأراضي الجديدة.. تجهيز 3.5 مليون فدان خلال 8 سنوات بالاعتماد على تطوير طرق الري وأساليب الزراعة الحديثة

كتب: محمد أبوعمرة

الأراضي الجديدة.. تجهيز 3.5 مليون فدان خلال 8 سنوات بالاعتماد على تطوير طرق الري وأساليب الزراعة الحديثة

الأراضي الجديدة.. تجهيز 3.5 مليون فدان خلال 8 سنوات بالاعتماد على تطوير طرق الري وأساليب الزراعة الحديثة

تعمل الحكومة، ممثلة فى عدد من الوزارات والهيئات المعنية، على زيادة مساحة الأراضى الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية المهمة.

وكشف تقرير صادر عن وزارة الزراعة جهود الدولة للتوسع الأفقى فى المحاصيل، والذى بلغ 3.5 مليون فدان جديدة منذ عام 2014 حتى 2022، بالاعتماد على 4 محاور أساسية آلية للتنمية الزراعية، تشمل التوسع فى الرقعة الزراعية أفقياً ورأسياً، مع الاعتماد على أساليب حديثة للزراعة وتطوير طرق الرى، هذا بجانب التوسع فى الزراعات المحمية، وتنفيذ العديد من مشروعات استصلاح الأراضى الجديدة التى تنفذها الدولة فى سيناء وجنوب الوادى وتوشكى وشرق العوينات ومشروع الـ1.5 مليون فدان.

«القصير»: المشروعات الزراعية واستصلاح الصحراء لزيادة الرقعة بأكثر من 3.5 مليون فدان

وقال السيد القصير، وزير الزراعة، إن خطة الدولة لزيادة مساحة الأراضى الزراعية تستهدف تحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية «القمح والذرة والبنجر والقصب والقطن وفول الصويا وعباد الشمس»، وذلك بالتوسع الأفقى فى الأراضى الجديدة، باعتباره من أهم المحاور لتدعيم سياسة الاكتفاء الذاتى وتقليل الفجوة، والتى استهدفت استصلاح الصحراء لزيادة الرقعة الزراعية بأكثر من 3.5 مليون فدان خلال الفترة القصيرة الماضية والمقبلة، وأهمها مشروع توشكى الخير بمساحة 1.1 مليون فدان والدلتا الجديدة العملاق بمساحة 2.2 مليون فدان، وتنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان، وتنمية الريف المصرى بمساحة 1.5 مليون فدان، إضافة إلى المشروعات الأخرى فى جنوب الصعيد والوادى الجديد بمساحة 650 ألف فدان.

وأكد «القصير» أن الدولة تنفذ هذه المشروعات رغم أنها تتكلف المليارات فى كل مشروع، إضافة إلى الجهود والبحوث والدراسات متعددة الجوانب، ويسير العمل فيها بأقصى معدلات الإنجاز تحقيقاً للأهداف المنشودة، فى وقت يفقد فيه العالم ملايين الأفدنة سنوياً بسبب الجفاف والتصحر وتدهور التربة.

من جانبه، قال الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، إنه «تم التوسع الرأسى لزيادة الإنتاجية ورفع كفاءة وحدتى الأرض والمياه، وذلك عبر تكثيف الدراسات والبحوث التطبيقية التى استهدفت تحسين إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية عبر استنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية ومبكرة النضج وقليلة الاحتياج المائى ومتحملة للتغيرات المناخية، فخلال المرحلة الماضية تم استنباط وتسجيل 5 أصناف جديدة من محصول القمح، لتصل بإنتاجية الفدان إلى أكثر من 20 أردباً، إضافة إلى ما يتم أيضاً بالنسبة لمحاصيل الأرز والذرة والقطن وفول الصويا وغيرها لدرجة أصبحت إنتاجية وحدة الفدان من المحاصيل الزراعية فى مرتبة عالية ومتقدمة بالقياس مع الإنتاجية العالمية لوحدة المساحة».

وأكد «سليمان»، فى تصريحات لـ«الوطن»، إعداد ونشر الخريطة الصنفية لبعض المحاصيل الاستراتيجية، التى تستهدف تحديد الأصناف التى تناسب ظروف ومناطق الزراعة من ناحية طبيعة التربة والظروف المناخية والاحتياجات المائية، كما يتم تحديث الخريطة بصورة مستمرة فى إطار أى مستجدات، مع تخطيط التوسع فيها بالنسبة لكافة المحاصيل الاستراتيجية، مع التوسع فى الحقول الإرشادية والحملات القومية تدعيماً لملف الإرشاد الزراعى والتعاون مع المراكز البحثية خارج الوزارة لتدعيم ذلك، فعلى سبيل المثال ولأول مرة بلغ عدد الحقول الإرشادية لمحصول القمح للعام الحالى نحو 7 آلاف حقل إرشادى، ليكون هناك حقل إرشادى لكل زمام جمعية، خاصة أن النتائج السابقة أظهرت تحقيق معدلات إنتاجية عالية.

من ناحيته، قال الدكتور عباس الشناوى، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة، إنه تم وضع خطة لزيادة الاعتماد على التقاوى المعتمدة بشكل كبير خلال العامين الماضيين لتلبية الطلب المتزايد على التقاوى المحسنة للشركات الوطنية والمستثمرين، خاصة فى مناطق مشروعات الاستصلاح، مشيراً إلى أنه نتيجة ذلك زادت نسبة التغطية من التقاوى المعتمدة لمحصول القمح من 35% فى السنوات الماضية ليرتفع ولأول مرة إلى 70% خلال الموسم الحالى 2022-2023، ومستهدف تغطية كامل المساحة المنزرعة بالقمح، بداية من الموسم المقبل 2023- 2024، مع وجود نسبة 25% احتياطى لتغطية الطلب الخارجى، باعتبار أن هناك طلباً من بعض الدول على الأصناف المصرية لجودتها وزيادة معدلات إنتاجيتها.

من جانبه، أكد الدكتور نعيم مصيلحى، مستشار وزير الزراعة للتوسع الأفقى واستصلاح الأراضى، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أطلق العديد من المبادرات القوية منذ عام 2014 بهدف التوسع الأفقى فى الأراضى الزراعية، ودعم قطاع الزراعة من خلال التوجيه بزيادة الرقعات الزراعية فى المناطق الصحراوية، مثل استكمال مشروع توشكى الذى توقف لفترة زمنية طويلة للغاية أكثر من 25 عاماً ويبلغ 1.1 مليون فدان.

وأضاف «مصيلحى» أن هناك توسعاً أيضاً فى منطقة شرق العوينات على مساحة أكبر من 200 ألف فدان، إلى جانب التوسع الزراعى فى شمال سيناء بحوالى 500 ألف فدان، لافتاً إلى أن هناك دفعة قوية للغاية من أجل تنمية سيناء بالكامل عن طريق إنشاء تجمعات زراعية جديدة، فضلاً عن التوسع الزراعى وغيرهما من المجهودات التنموية.

وأشار مستشار وزير الزراعة إلى أن مشروع الدلتا الجديدة تبلغ مساحته 2.2 مليون فدان، ويضم مشروع «مستقبل مصر» الذى شهد زراعة 350 ألف فدان منه حتى الآن. ويقع المشروع على امتداد طريق محور «روض الفرج - الضبعة» الجديد، وهو الطريق الذى أنشئ ضمن المشروع القومى للطرق ويبعد 30 دقيقة عن مدينة 6 أكتوبر، ومساحة المشروع تصل إلى ألف فدان، وتم الانتهاء من استزراع مساحة 200 ألف فدان باستغلال المياه الجوفية المتاحة بالمنطقة، باستخدام 1600 جهاز رى محورى مطور، على أن تتم زراعتها مرتين سنوياً (فى الموسم الصيفى والموسم الشتوى)، حيث تنتج أجود المحاصيل الزراعية بإجمالى استثمارات 5 مليارات جنيه.

وأوضح «مصيلحى» أن التوسعات الأفقية للأراضى الزراعية على مستوى الجمهورية تبلغ أكثر من 4 ملايين فدان، منها 30% دخلت مراحل الإنتاج، لافتاً إلى أن مصر تنفق مبالغ ضخمة فى ملف الزراعة، كون الغذاء يمثل أمناً قومياً بالنسبة للعالم بأكمله فى الفترة الأخيرة، وذلك بسبب الأزمات العالمية المتتالية من جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وغيرهما.


مواضيع متعلقة