السمِّيعة: صوت الشيخ محمد رفعت سلطنة من الزمن الجميل

السمِّيعة: صوت الشيخ محمد رفعت سلطنة من الزمن الجميل
أشاد عدد من سميعة القرآن الكريم بتلاوة الشيخ محمد رفعت، مؤكدين أنه جمع الثلاثية النادرة وهى العذوبة والنفس الطويل ودقة الأحكام. محمد النجار، واحد من كبار المغرمين بمُقرئى القرآن الكريم بالمنوفية، قال لـ«الوطن»: بنسمع الشيخ رفعت من أول ما اتولدنا، فهو يمثل الرعيل الأول للقراء، وترك بصمة فى دولة التلاوة، صوته مدرسة مميزة، تنوعت نغمات صوته إلى أن استخرج الموسيقيون أكثر من 18 نغمة موسيقية من صوته، كما كان يحسن التخلص من مقام إلى مقام، بجانب تنقله بين القراءات ليظهر معانى جديدة.
المهندس سعيد حسن الشعراوى، من كبار السميعة بوجه بحرى، أوضح أن أكثر ما يجذب الناس إلى صوت الشيخ محمد رفعت العذوبة والجاذبية، التى تدخل الراحة والطمأنينة إلى القلب، وأذن المستمعين ارتبطت بصوت الشيخ محمد رفعت فى بداية اليوم عبر إذاعة القرآن الكريم وأذان المغرب فى رمضان.
فيما قال الشيخ نور الدين سعدى، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف إن الشيخ رفعت تفرد بصوت مميز وبمقامات متعددة قد نراها فى الآية الواحدة، مؤكداً أن هذا التفرد من الأداء والانتقال السريع بين المقامات المتنوعة يجعل من الصعوبة بمكان على أحد من المشايخ هواة التقليد أن يقلده.
وأكد ياسين داود، مدرس بالمعاش، أن مقام النهاوند عند الشيخ يجمع بين نبرتى الشجن والفرح، وهذا ما جعل صوت محمد رفعت محفوراً فى أذهان المصريين، ويستقطب قلوب الشباب وكبار السن رجالاً وسيدات.
وأكد د. طه عبدالوهاب، خبير المقامات الصوتية، أن الشيخ محمد رفعت كان وسيظل أسطورة فى مدرسة التلاوة، فيمثل جامعة شاملة فى تلاوة القرآن واحترف الانتقال بين المقامات والاستخدام الصوتى، ومدرسة الخشوع والتضرع والاستماع الجيد للنغم، وأبدع فى مقامى «العجم والنهاوند».
وأوضح لـ«الوطن» أن الشيخ رفعت كان قارئاً مثقفاً، ركز على تصوير الآيات، فكان يُسخِّر صوته لإظهار معالم القرآن الكريم، فكان مدرسة جامعة شاملة لتلاوة القرآن الكريم، ودخل لفكر المثقفين موسيقياً، لأنهم وجدوا أن الشيخ الجليل كان متمكناً بشكل كبير جداً ومحترفاً فى الانتقال بين المقامات، والاستخدام الصوتى، فيستخدم كل منطقة جمالية فى صوته ويعرف أن هذا المكان الطبقة الجميلة هى التى تدخل لقلب المستمع، كذلك قرأ فى التفسير جيداً وهذا واضح فى أسلوب تلاوته، وتخرَّج من عباءة الشيخ محمد رفعت الكثير من القراء الذين استخدموا أسلوبه فى الخشوع والمعايشة، فهو تميز بهذا، كذلك نجد هناك قوة فى الصوت وتمكناً فى الجوابات