مجلة علمية توثق علاج طبيب مصري لمريض جذام قبل 100 سنة.. بوصفة طبيعية

كتب: هاجر عمر

مجلة علمية توثق علاج طبيب مصري لمريض جذام قبل 100 سنة.. بوصفة طبيعية

مجلة علمية توثق علاج طبيب مصري لمريض جذام قبل 100 سنة.. بوصفة طبيعية

بالتزامن مع إعلان وزارة الصحة المصرية القضاء على مرض الجذام بمصر والبالغ عدد المصابين به 500 مريض بحلول عام 2030، وثقت مجلة علمية مصرية يرجع تاريخ صدورها لعام 1902، أول رحلة علاج قام بها الدكتور حسن محمود باشا لمريض مصري عام 1900، من خلال توثيقها لمقالة ألقاها الطبيب باللغة الفرنسية في الجمعية الطبية بالمحروسة في 4 يناير 1902، وعن رحلة علاجه لمريض مصري بمرض الجذام عام 1900، أي منذ أكثر من قرن من الزمان، قال: «سادتي الأفاضل أعرض على مسامعكم مشاهدة طبية جزيلة الفائدة شاهدتها في معالجة مريض مصاب بالجذام، جاءني هذا المجذوم في 2 أكتوبر عام 1900 وطلب مني أن أعالجه من هذا الداء الخبيث وهو مولود من أبوين سليمين وسنه نحو 50 سنة، ويقيم بقرية من قرى مديرية الغربية.

كان يتمتع بصحة جيدة

وتابع: «قال لي إنه كان يتمتع بصحة جيدة إلى أن بلغ السنة الثامنة والثلاثين من العمر وحيئذ بدأ يحس بخدر في يده اليسرى ثم في الطرف الأسفل الأيمن فأشير عليه بفتح حمصة في هذا الطرف وبتعاطي العشبة ولكن هذه الوسائط لم تأت بفائدة ثم ظهرت حبوب في وجهه بعد خمس سنوات».

متزوج بامرأتين ولديه 6 أبناء

«وهو متزوج بامرأتين وله منهما أربع بنات وابنان، والبنات تزوجن وأنجبن ذكورا، ولم يشكو أحد من عائلته من هذا الداء مع أنه مقيم معهم في منزل واحد» بحسب ما ذكر الطبيب المصري بروايته.

أعراض الإصابة بالجذام في مصر منذ 100 عام

وأكملت المجلة المقالة: «المصاب قوي البنية قبل أن يصيبه الجذام وصار ضعيفها الآن وتغيرت سحنته فظهر في وجهه درن مختلف الحجم، أصغره في حجم العدسة وأكبره في حجم البندقة وشكله مختلف ولونه أحمر قانئ وفي درنتين منه لونه اردوازي».

ويستمر الطبيب المصري في الإدلاء بشهادته: «رأيت درنًا في جلد الأطراف العليا والسفلى والصدر والظهر، وحصل لين وتقرح في الدرن الذي في أصابع اليدين امتد إلى الأجزاء الرخوة كالجلد والعضل والأوتار ولكنه لم يصب عظامها واتجهت بعض القروح نحو راحتي اليدين؛ ليسرد الطبيب العديد من التفاصيل الخاصة بأعراض مرض الجذام على المريض»، خاتمًا حديثه عن الأعراض بـ «كان المريض ضعيفًا جدًا حتى أنه يجر رجليه جرًا عند المشي، هذه هي الظواهر المرضية التي شاهدتها فيه».

علاج الجذام بمصر منذ 123 عام .. المريض شفي تمامًا

وعن طريقة العلاج التي اتبعها حسن محمود باشا لمريض الجذام كتب: «عالجته بزرنيخات الصودا وزيت الشالموجرا فوصفت له محلولًا من 10 سنتيجرامات من الزرينخات في 300 جرام من الماء المقطر يؤخذ منه ملء ملعقتين كبيرتين في اليوم، وأعطيته زيت الشالموجرا أولًا من 60 إلى 100 نقطة في اليوم، ثانيًا حقنته تحت الجلد بسنتيمتر مكعب كل يومين مرة مع مس الدرن واللطخ بصبغة اليود كل ثلاثة أيام مرة فتحسنت حالته وهبط كل الدرن واللطخ وعادت قوة المريض نوعًا وعادت أيضًا شهيته للأكل، فصار يأكل كل يوم رطل لحم تقريبًا وبيضًا وخضرًا، ولما وجد أن حالته تحسنت عاد إلى بلدته منذ ثلاثة أشهر ولم أعد أراه».

الجذام بمصر غير معدي ولا ينتقل بالتلقيح

واختتم الطبيب المصري روايته بعدة نتائج توصل إليها عن مرض الجذام بمصر في أوائل القرن العشرين، وهي: «وقد استنتجت من مشاهدته ومن مشاهدات أخرى غيرها النتائج الآتية، وهي؛ أولًا: أنه يوجد ثلاثة أشكال من الجذام وهي الدرني واللطخي والفاقد الحس، ثانيًا: يمكننا القول إن الجذام ليس وراثيًا لأن هذا الرجل وغيره من المجذومين عالجتهم لم يولدوا من آباء مجذومين ولا أورثوا الجذام لأولادهم، ثالثًا أن الجذام غير معدٍ على الأقل في مصر لأن زوجتي الرجل لم تعديا منه وكذلك أولاده والذين كانوا معه بالمستشفى لم يعدوا منه وابنه الذي ولد له بعد إصابته بالجذام لم يصله الجذام بالإرث ولا بالعدوى، وجرب نقل الجذام بالتلقيح فلم ينتقل».

مرض الجذام (هانسن) كما يعرفه الموقع الطبي البريطاني Medical News Today

يذكر أن مرض هانسن، الذي كان يُعرف سابقًا باسم الجذام، هو عدوى بكتيرية تؤثر على الجهاز العصبي والجلد والأنف والعينين، ويمكن علاجه بالمضادات الحيوية، ولكن دون علاج مبكر يمكن أن يسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه، حسب ما ذكر الموقع الطبي البريطاني Medical News Today، فالبكتيريا التي تسبب مرض هانسن تنمو ببطء، ويمكن أن تستغرق الأعراض ما يصل إلى 20 عامًا لتظهر في كثير من الأحيان، وهو ما يجعل المصاب لا يلاحظ التغييرات أو يدرك بطريقة أخرى أن المرض يتقدم.

وأشار الموقع الطبي البريطاني إلى أن 90% من الأشخاص المصابين بمرض هانسن أو الجذام، يكون التنميل هو أول الأعراض التي يشعرون بها، يليها في بعض الأحيان فقدان الإحساس، وذلك قبل عدة سنوات من حدوث تغيرات في الجلد، وعادة ما يصاحب الأعراض ما يلي: ارتفاع بدرجة الحرارة، والشعور بزيادة التنميل حتى حدوث الالتهابات المتعارف عليها.

مبادرة وزارة الصحة للقضاء على الجذام 2030

وأعربت الدكتورة مروة جميل طبيبة جلدية بمستعمرة الجذام بأبو زعبل لـ«الوطن»، عن سعادتها بمبادرة وزارة الصحة بالقضاء على مرض الجذام بحلول عام 2030، وتابعت معلقة على المقالة الطبية المنشورة منذ أكثر من قرن من الزمان، بأن العلاج بالأعشاب من الأمور الواردة، إذ أن الأدوية التي تسخدم للعلاج يتم استخلاصها من الأعشاب بالأساس، مشيرة إلى أن العلاج الحديث الآن يتضمن علاج مستخلص من الأعشاب، إضافة إلى علاج كيميائي يتم تصنيعه.

الطب الحديث تم تجربته على البشر واختبار نتائجه

وأشارت طبيبة الجلدية بمستعمرة الجذام، أنها على غير علم بالمقالة العلمية بالمجلة الطبية القديمة ولم تشاهدها من قبل، ولا يمكنها الحكم على مدى صحة الخطة العلاجية من عدمه، غير أنها تفضل الخطط العلاجية الحديثة التي جاءت بعد تطور الطب ودراسة الطب وما توصل له العلم من علاج يعرف الأطباء «الميكنزم» الخاص بها، وتم تجريبه على العديد من المرضى وتم دراسة نتائجه.


مواضيع متعلقة