"داعش".. علامة تجارية تختار "الرعب" عنوانا لها

"داعش".. علامة تجارية تختار "الرعب" عنوانا لها
"داعش"، تنظيم استعرض وحشيته منذ سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا، عارضًا عمليات تنفيذ الإعدام بحق ضحاياه بتصوير ونشر فيديوهات بشعة، كما وصفها السياسيون في أنحاء دول العالم، إلا أن آخر إعداماته للطيار الأردني الكساسبة فاقت وحشية ما قبله في طريقة القتل وتقنية التصوير.
فيديو إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة امتدادًا للسياسة الدعائية لتنظيم "داعش"، تم تصويره من زوايا مختلفة وبطريقة لا تقل احترافية عن تصوير أي فيلم في أحد استديوهات هوليوود الأمريكية، للتأكيد على أن "داعش" لن يتم القضاء عليه بسهولة، حيث إنها المرة الأولى التي يلجأ فيها التنظيم إلى هذه الوسيلة بعد أن نشر فيديوهات سابقة بإعدام رهائن عن طريق الذبح أو إطلاق النار.
التحول في طريقة قتل الرهائن وتصويره لهذا الفيديو بهذه التقنية ما هو إلا أنه توطيد للعلامة التجارية لتنظيم "داعش" الذي اختار الرعب اسمًا له، وفي تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول تنظيم "داعش"، أرجع أهداف الفيديوهات التي ينشرها التنظيم إلي سببين، الأول هو تخويف السكان المدنيين في المناطق الخاضعة للتنظيم، والثاني هو دعائي محرض لاستقطاب المقاتلين الأجانب وجلب مزيد من الدعم لخزائن "داعش".
وأكد التقرير، أن "داعش" يرغم المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ على مشاهدة عمليات الإعدام في معظم الأحيان، كما يرغم أهالي المعارضين له على مشاهدة عمليات إعدام أبنائهم في المناطق التي يسيطر عليها.
لم يقتصر التنظيم على تصوير فيديوهات عادية بإمكانيات بسيطة، بل شكل ذراعًا إعلامية احترافية، ودعمها بحضور كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث نشر فيديو في وقت سابق لعملية إعدام 22 جنديًا من الجيش السوري، وقدر خبراء أمريكيون تكلفة تصوير هذا الفيديو التي كانت مدته 16 دقيقة بـ200 ألف دولار، بالنظر للمعدات الاحترافية وطريقة الإخراج التي اعتمدها التنظيم.
كما أكد الخبراء، أن التصوير تم في مواقع مختلفة وليس في موقع واحد، مشيرين إلى أن تصوير فيلم من هذا النوع يتطلب فريق عمل محترفًا وملمًا بمهن السينما والتواصل.
وبحسب تقارير صحفية، سخر تنظيم "داعش" آلاف من المجاهدين الرقميين في دول مختلفة حول العالم لتسهيل عملية نشر الأفكار الجهادية، على مواقع التواصل الاجتماعي، واتخذت حرب "داعش" الدعائية بعدًا آخر بعد إعدام معاذ الكساسبة حرقًا، بعدما اتجهت مباشرة إلى تهديد قوات التحالف الدولي والتأكيد على أن التنظيم لن يتم تدميره على المدى القريب.