المصريون يرفضون التمييز بين جماعة الإخوان و«أنصار بيت المقدس»!

لا يعرف المصريون التمييز بين جماعة الإخوان المسلمين وجماعة أنصار بيت المقدس، التى تعلن مسئوليتها عن ارتكاب معظم الجرائم التى تقع فى سيناء!، ولا يرون فروقاً حقيقية تبرر هذا التمييز، ومنذ أطلق قبضاى جماعة الإخوان محمد البلتاجى صيحته الشهيرة بأن كل ما يجرى فى سيناء يمكن أن يتوقّف فى اللحظة التى يتم فيها الإفراج عن محمد مرسى، والمصريون على يقين كامل بأن هذا التمييز بين الجماعتين ضحك على الذقون وإفك وخداع!، وأن الفاعل فى كل هذه الجرائم، سواء داخل سيناء، أو على الجبهة الغربية فى ليبيا، أو داخل مصر، هو جماعة الإخوان المسلمين، وإن تعددت الأسماء والشعارات!، ولهذا خرج المصريون بعد حادث سيناء الأخير فى معظم قرى مصر يطالبون بإعدام جماعة الإخوان دون أن يأتوا على ذكر جماعة بيت المقدس!، لأنهم يعرفون بفطنتهم أن الجماعة هى الفاعل الأصلى فى كل الجرائم، هى المخطط والمنسق والجانى الذى ارتكب الجريمة!، وهى التى قتلت المئات من جنود الأمن والشرطة فى سيناء والفرافرة والإسماعيلية والعريش ورفح والشيخ زويد ولطخت يديها بدماء المصريين، على امتداد السنوات الأربع الماضية! ولن تبرأ الجماعة أبد الدهر من هذا الإثم العظيم الذى سوف يشكل نهايتها المأساوية فى مصر عندما يدفنها التاريخ باعتبارها جماعة إرهابية، أمعنت الولوغ فى دماء المصريين، واصطنعت المكر والخديعة لتخدع مصر والعالم أجمع، ونجحت، إلى حد كبير، رغم تاريخها الدموى فى أربعينات وخمسينات القرن الماضى، فى أن ترسم لنفسها صورة جديدة خادعة لجماعة معتدلة الفكر، تقبل بقوانين الديمقراطية وتستطيع التعايش مع الآخر!، صدقها معظم المصريين، كما صدقها الكثيرون فى عالمنا العربى والإسلامى، بل فى العالم أجمع، إلى أن تكشف وجهها القبيح ليظهر جوهرها الحقيقى الذى أفصح عن جزء منه إمامها الحقيقى سيد قطب، جماعة تكفيرية ظلامية متطرّفة تحتكر الإسلام وتؤمن بسياسة المراحل، وتُظهر غير ما تبطن، وتُخفى مقاصدها الحقيقية، إلى أن تبلغ مرحلة التمكين لها، وجه علنى كاذب، مهمته خداع العوام والبسطاء وتحقيق انتشار الجماعة، وخلق شبكة من المصالح بين أفرادها تجعل الجماعة كلاً واحداً وأسرة مترابطة!، لكن وجهها الحقيقى غاية فى القبح والبشاعة تستحل دماء المسلمين، وتوظف القرآن والسنة والشريعة لغاية واحدة تخلص فى تمكين الجماعة من السلطة بأى ثمن، حتى لو كان الثمن خيانة الوطن!، وتتحالف مع الشيطان من أجل الوصول إلى أهدافها، تحالفت مع الملك فاروق فى عز فساده، وتحالفت مع صدام حسين فى أوج ديكتاتوريته، وتحالفت مع «داعش» وباركت تحويل سيناء إلى إمارة فى خلافة أبوبكر البغدادى!، توظف الصدقات لشراء الأسلحة والمتفجرات وتجنيد التابعين!، وتستغل حاجة الفقراء والمحرومين لتوظفهم فى مخططاتها الخبيثة، تشترى أصواتهم الانتخابية بزجاجات الزيت وعبوات الدقيق!، وتحشدهم فى ميدان رابعة بأجر يومى، ليكونوا جزءاً من تظاهراتها المسلحة! وحدهم المصريون هم الذين كشفوا هذه الحقيقة، وتيقنوا من أن جماعة الإخوان هى «القاعدة» و«داعش» و«أنصار الشريعة» و«جبهة النصرة» و«بوكو حرام»، وكل هذه المسميات التى تشكل أقنعة كاذبة لجماعة من الخوارج يصعب إصلاحها وعلاجها، مصيرها الحتمى الزوال، لأنها استحلت دماء المسلمين، وقتلت أشرف وأنقى أبناء شعبها من جنود وضباط الأمن والقوات المسلحة، وجعلتهم ضمن أول أهدافها، تحرّض على قتلهم علانية، وترهب أسرهم وعائلاتهم، وتترصّدهم بكل وسائل القتل والتدمير لمجرد أنهم يدافعون عن أمن هذا الشعب وأمان مواطنيه!، لا يستحيى قادتهم من أن يعلنوا على الملأ أن هدفهم الأول تدمير القوات المسلحة المصرية وإبادة الأمن والشرطة، كى يصبحوا قوة الشر التى تملأ فراغ السلطة! وثمة عشرات، بل مئات الشواهد والأدلة، التى تؤكد صدق إحساس المصريين، وحسن فطنتهم فى رفض التمييز بين «أنصار بيت المقدس» وجماعة الإخوان باعتبارهما كلاً واحداً وعملة ذات وجهين!، كشفت عنها محاكمات قضية التآمر على اقتحام سجن وادى النطرون، كما كشفت عنها تصريحات محمد مرسى، وهو فى عنفوان سلطته، يوصى القوات المسلحة المصرية خيراً بخاطفى الجنود المصريين!، ويأمر بالإفراج عن المئات من عتاة الإرهاب يشكلون الآن العمود الفقرى لجماعة أنصار بيت المقدس!، صدرت بشأنهم قرارات إفراج جمهورية نشرتها «الوقائع المصرية»!، ويعطى شهادات الجنسية المصرية للآلاف من أعضاء «حماس»، ويوظف من بين أعضاء الجماعة مبعوثين رسميين إلى منظمات الإرهاب فى سيناء، بدعوى التصالح!، ويعلن أمام القضاء بغباء بالغ فخاره، لأنه عمل جاسوساً لحساب «حماس»، يعمى عن أن يرى أى فروق بين مصالح مصر الوطنية العليا ومصالح «حماس» باعتبارها قوة أجنبية مسلحة، لها أهدافها ومخططاتها التى يستحيل أن تتطابق مع أهداف مصر ومصالحها العليا. ولست أشك فى أن ما اكتشفه المصريون مبكراً سوف تكتشفه باقى الأنظمة العربية التى لا تزال جماعة الإخوان تشكل جزءاً من تحالفاتها الحاكمة، رغم جهود الجماعة فى تلوين مواقفها، عملاً بمبدأ التقية، إلى أن تهدأ العاصفة!، لأن الجماعة ترى فى نفسها البديل الوحيد الصحيح لكل أنظمة الحكم الراهنة التى تعتقد الجماعة أن معظمها آيل للسقوط، ولأن جماعة الإخوان التى تحالفت مع صدام حسين فى غزوه للكويت وتهديداته لكل دول الجزيرة والخليج، رغم السخاء البالغ الذى عُومل به أعضاء الجماعة فى السعودية خلال وجودهم فى المنفى بعد صدام الجماعة مع «عبدالناصر» فى بداية الخمسينات!، وتحالفت مع «أوباما» لتمرير مخطط تصفية القضية الفلسطينية وتوسيع قطاع غزة، على حساب الأرض المصرية!، وتحالفت مع «القاعدة» و«داعش»، وباركت تحويل سيناء إلى إمارة ضمن دولة الخلافة الداعشية!، مثل هذه الجماعة لن تتورع عن التحالف مع الشيطان من أجل تحقيق مآربها، وما من شك أن حرص جماعة الإخوان المسلمين على تشكيل تنظيمات سرية وعلنية لها فى معظم الدول العربية، والذى تكشف بوضوح فى دولة الإمارات، يؤكد، على نحو قاطع، أنه ما من دولة عربية يمكن أن تكون بمأمن من مخططات الجماعة حتى لو حرصت هذه الدولة على مهادنة الجماعة إيثاراً للسلامة!، لأن الجماعة التى عضت يد السعودية فى عملية غزو الكويت، وخانت وطنها وتواطأت على سرقة أراضيه، وقبلت بانسلاخ جزء منه كى يصبح جزءاً من خلافة «داعش»، يمكن أن تعاود خيانتها إن أصبحت على وشك الوثوب على السلطة، غير أن الحقيقة الدامغة التى يتحتم أن يضعها الجميع فى الحسبان أن الجماعة بفجور خصامها مع مصر واستحلالها دماء الجيش والأمن المصرى، وإصرارها على معاقبة شعبها وتدمير مقدراته من خلال عمليات تفجير أبراج ومحولات الكهرباء، ومحاولات نسف عربات وخطوط السكك الحديدية فى الأقاليم وحرق أوتوبيسات النقل العام، وتوزيع شحناتها الناسفة على الأحياء الشعبية كثيفة السكان، وتهديد استقرار الوطن لمجرد الثأر والانتقام من الشعب الذى عزلها عن السلطة، يستحيل أن تكون جماعة وطنية، لأنها وضعت نفسها خارج التاريخ وحكمت على مصيرها بالموت، بما يجعل عودتها إلى الحياة ضرباً من المستحيل.