خبراء محكمة الأسرة يقنعون «سعاد» بالعودة لزوجها.. «الصلح خير»

كتب: إسراء عبد العزيز

خبراء محكمة الأسرة يقنعون «سعاد» بالعودة لزوجها.. «الصلح خير»

خبراء محكمة الأسرة يقنعون «سعاد» بالعودة لزوجها.. «الصلح خير»

على عتبة محكمة الأسرة، تنتظر العديد من السيدات، كل واحدة منهن جاءت وهي تحمل في جوفها سببًا أرّق حياتها، وتتنوع الأسباب بين العنف والغرابة أو سببا طريفا لبعضهن، وداخل الممر المزدحم يوجد غرفة لا تتعدى عدة أمتار يجلس فيها خبراء التسوية بين الأزواج ليجدوا حلًا يرضي الطرفين، قبل تحريك الدعوى لينظر بها القاضي، وعثر خبراء التسوية من بين الأوراق على دعوى تقدمت بها سيدة ثلاثينية تدعى «سعاد» تشكو من زوجها بعد أن فاض بها الكيل من ألاعيبه الملتوية.

الزوج رفض حضور الجلسة الأولي

وحكت «سعاد» لـ«الوطن» إنها في تمام الساعة الـ 9 صباحًا كانت تقف أمام غرفة التسوية بمحكمة الأسرة في الجيزة، بعد أن حدد ميعاد الجلسة التي تجمعها بزوجها، وتبدو عليها علامات التوتر، وبعد ساعات حان دورها، وخرج الحاجب ينادي على الدعوى رقم 419، وسط الضجيج الذي يجتاح الممر الضيق "أنتي فين ياست وجوزك جه ولا لسه؟"، وحينها نظرت الزوجة المكلومة حولها ولم تجده، فدخلت الغرفة وهي تحمل غصة في قلبها بسببه، وطلبت من خبراء التسوية تحديد ميعاد أخر ليأتي، وأنها لم تخبر أطفالها أنه تغيب عن الجلسة حتي يحزنوا منه.

سعاد تحكي لخبراء التسوية كواليس زيجتها

واستكملت «سعاد» كواليس الجلسة الثانية وما حدث مع خبراء التسوية الذين قدروا بكل مهارة على عقد التصالح بينهما، قائلة: إنها ذهبت مبكرًا، وجلست كعادتها أمام الغرفة، وكلما كان يقترب الوقت كان يزداد خوفها من عدم مجيئه مرة أخري، وهي تحمل هم العثور على إجابات لأسئلة أولادها، الذين يلقوا عليها اللوم بأنها هي من حرمتهم من والدهم، حتي رأته من بين الزحام، وبعد دقائق دخلت الغرفة، وبصوت تمكنت منه نبرة البكاء، ردت على سؤال الخبير الاجتماعي، بأنها تزوجت منه بطريقة تقليدية بعد أن أصر والدها زواجها منه، بحجة أن لديه دخل ثابت ومعجب بها.

شرحت «سعاد» الأسباب التي جعلتها تتأكد أنها ستعيش معه في عناء، قائلة: «بعد سنة ونص من الخطوبة كنت عايشة فيهم معنفة من عائلتي ومنه، وبعد بطلب من أهلى مكملش في الجوازة لكن أبويا رفض أكتر من مره، وبعد ما انتهينا من تجهيزات الشقة أتجوزنا، وبعد الجواز المعاملة بقيت أسوأ ولحد النهاردة مش قادرة أنسى طريقة معاملته المهينة ليا، وخناقته الي على كل حاجه، وده خلاني أكره وجوده في البيت، وبعد ما خلفت بقا يخوني قدام عيني، ويلومني إني مش مهتمة بيه ولا بالبيت».

الزوج سمم عقول أطفاله 

«وكنت بغضب ويرفض يصالحني بس كنت برجع عشان ولادي الـ 3 عايزين أبوهم، وكل ما أرجع أسلوبه يبقي أعنف معايا كأنه بيعاقبني، ولما طلبت الطلاق طردني من البيت من غير ولادي، ورفض طلاقي، وبعد فترة جابلي الولاد، وفضلت سنتين عايشه في مرار مع ولادي الي كانوا مش عايزين أي حاجه غير أبوهم بعد ما سمم عقلهم من ناحيتي، وكان بيرفض ياخدهم أو حتى يجي يشوفهم»، وفقًا لحديث «سعاد».

صلح أمام خبراء التسوية

بعد أن فشلت سعاد بإقناع زوجها بكل الحلول الودية قررت أن تلجأ للقضاء ليأخذ حقها من زوجها الذي استقوى عليها، وطلبت الطلاق للضرر بمحكمة الأسرة بالجيزة، لكنه رفض حضور الجلسة الأولى وجاء لأطفالها المنزل وسمم عقولهم بأنها تريد حرمانهم منه، لكن تمكن خبراء التسوية خلال التسوية من الصلح بينهم، وتعهد الزوج بحسن معاملتها وهي وافقت على استمرار المعيشة معه من أجل أطفالهما.


مواضيع متعلقة