«جمالات» تنفق على أولادها من دريس القمح بالأقصر: «باستناه من العام للعام»

كتب: أبو الحسن عبد الستار

«جمالات» تنفق على أولادها من دريس القمح بالأقصر: «باستناه من العام للعام»

«جمالات» تنفق على أولادها من دريس القمح بالأقصر: «باستناه من العام للعام»

بوجه باسم وشوق، تنتظر جمالات أحمد موسم حصاد القمح من العام إلى العام، لتأمين قوت السنة من مخزون القمح الاستراتيجي، مقابل عملها في تلقف الغلال التي تخرج من آلة دريس القمح.

«جمالات»، سيدة ستينية من قرية البغدادي شرق الأقصر، وتتقن جميع أعمال الزراعة من حصاد وتشغيل الدرّاسة وعزيق الأرض وغيرها من الأعمال الشاقة كي تنفق على أبنائها الثلاثة. تقول إنها تعتبر موسم حصاد القمح بمثابة عيد لها، فهي تخرج يوميا للبحث عن أي مزارع يحتاج لعمالة مدربة، سواء في حصيد القمح أو رمي «الشلح» في الدرّاسة أو جمع غلة القمح وتعبئتها في الأجولة، مقابل «جردل» من القمح أو أكثر من ذلك.

الإنفاق على الأبناء الثلاثة

تعلمت «جمالات» كل تلك المهن الشاقة من والدها، وبسبب الظروف اضطررت إلى العمل بها، كي تنفق على أبنائها وتعليمهم. تذكر «حتى الآن أعمل لكن على قدر صحتي، التي لم تعد تقوى على العمل في كل تلك الأعمال، وأعمل فقط السهل منها».

وتتابع: «لم أعد ألتفت إلى نظرة الناس وكلامهم في قريتي بالأقصر، والتي تستغرب من عمل المرأة في تلك الأعمال الشاقة، خاصة أنني سيدة مسنة، لكن كل ذلك لا يهمني فسأظل أعمل وأعمل حتى النهاية، بدلا من أن أمد يدي لغيري».

نموذج يستحق التقدير والاحترام

جمعة محمود محمد، أحد المزراعين بقرية البغدادي شرق الأقصر، قال إن السيدة جمالات نموذج يستحق التقدير والاحترام، فما تفعله لا يستطيع رجل فعله، فما بالك بسيدة ومسنة، فكثيرا ما نعرض عليها أن تأخذ بعض القمح دون أن تعمل لكنها ترفض وتطلب أن تأخذ أجرها نظير عملها، كما أنها دائمة الغناء وتنشر البهجة أثناء العمل.


مواضيع متعلقة