العطش يجبر «الكمائن» على تسهيل مرور سيارات المياه

كتب: حسين إبراهيم

العطش يجبر «الكمائن» على تسهيل مرور سيارات المياه

العطش يجبر «الكمائن» على تسهيل مرور سيارات المياه

كشفت تفجيرات الخميس الماضى للكتيبة الأمنية 101 بالعريش عن قصور الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى فى توصيل مياه الشرب إلى كل المناطق بشمال سيناء، فالكتيبة الأمنية «101»، أكبر المعسكرات الأمنية بشمال سيناء، حالها كحال القرى المهمشة والكمائن والكتائب العسكرية، ومع أنها موجودة داخل نطاق العريش، فإنها تستجدى مياه الشرب من سيارات نقل المياه، وهذا ما حدث بالضبط ليلة الخميس الأسود، حينما تمكنت سيارة كبيرة من الدخول إلى عمق المعسكر المحاط بالارتكازات الأمنية والقناصة من كل جانب، وهذا القصور نتج عن شح المياه فى شمال سيناء. تعود بداية الأزمة إلى ما يزيد على العام حين نظم أهالى العريش ومدن شمال سيناء العديد من التظاهرات والاحتجاجات أمام شركة مياه الشرب ومكتب المحافظ، بسبب أزمة نقص مياه الشرب، واكتفى رئيس الشركة بتأكيده عدم وجود أزمة فى توصيل المياه للمنازل، فيما أكد أهالى جنوب الشيخ زويد ورفح أنهم يشترون المياه من محطات التحلية بحى الكوثر بسعر 120 جنيهاً للطن، وكذا الحال مع أهالى رفح، رغم أن السعر الأصلى للطن 20 جنيهاً أو أقل.[FirstQuote] وجاء رد رئيس شركة المياه والصرف الصحى مؤكداً أن المياه تصل بالفعل إلى كل المناطق، لافتاً إلى تقسيم المحافظة إلى دوائر ومحطات، على أن يوزع نصيب المياه المقبل من الإسماعيلية على بالوظة وبئر العبد والعريش ورفح، ليكون نصيب كل منطقة 5 آلاف متر مكعب من المياه، كل 3 أيام، عدا العريش المخصص لها 20 ألف متر مكعب من المياه، وبئر العبد وبالوظة 10 آلاف متر مكعب، وهو التقسيم الذى لم تلتزم به محطة توزيع المياه التابعة لمرفق المياه بشارع أسيوط بالعريش. القوات المسلحة بدورها تبرعت منذ عامين بـ10 سيارات مياه لتقوم بتوصيل المياه إلى القرى البعيدة بعد شكاوى تلقتها محافظة شمال سيناء من المواطنين، لتقوم القوات المسلحة بدعم مجالس المدن بسيارات جديدة باللون الزيتى لتشبه سيارات الجيش. فيما أرجع المحافظ مشكلة نقص المياه للتعديات على الخطوط من المزارعين قبالة قرى بئر العبد بين العريش والقنطرة، ومنطقة قبر عمير بين العريش والشيخ زويد، وقامت حينها القوات الأمنية بإزالة التعديات، وأصدر محافظ شمال سيناء قراره بتجريم تلك التعديات. أحمد عمر، من أهالى الشيخ زويد، أكد أن الاتفاقات التى تم عقدها بين الأهالى والمحافظة تبخرت، وقال إبراهيم خليل، رئيس مرفق المياه بالشيخ زويد، إن هناك عطلاً كهربائياً بمحطة التحلية بساحل بحر الشيخ زويد سوف يتم إصلاحه، وهو ما تم بالفعل بعد سنة كاملة من الشكاوى من الأهالى ضد المرفق والمجلس والمحافظة، لتخرج بعد ذلك القوانين غير المكتوبة بأن تُضخ مياه الشرب للشيخ زويد ورفح كل أسبوع مرتين لمدة 3 ساعات على الأقل، لكى يتمكن الأهالى من تعبئة فناطيس المياه فى المنازل، ولكن المرفق لم يلتزم، فتأتى المياه كل أسبوع وربما كل أسبوعين أو أكثر داخل المدن فى الشيخ زويد ورفح.[SecondQuote] وقال أحمد أبومحمد إن سيارات نقل المياه تدخل على الكمائن والطرق المغلقة، ولذلك وصل العام الماضى تهديد من المسلحين لسائقى سيارات المياه ذات اللون الزيتى التى تبرعت بها قوات الجيش إلى مجالس المدن بعدم نقل المياه إلى المعسكرات والارتكازات والأقسام، ولكن أغلب السائقين لم ترهبهم التهديدات إلا بعد مقتل أحد السائقين جنوب الشيخ زويد، ويُدعى «توفيق. ش»، 45 عاماً، من أبناء الشيخ زويد، وقُتل بـ20 رصاصة فى الرأس، وقُيدت الواقعة ضد مجهول، ولم تتلق عائلته العزاء حتى يومنا.