«خلايا العنف».. حلقة الوصل بين الإخوان والتنظيمات المسلحة

كتب: لطفى سالمان

«خلايا العنف».. حلقة الوصل بين الإخوان والتنظيمات المسلحة

«خلايا العنف».. حلقة الوصل بين الإخوان والتنظيمات المسلحة

أطلق تنظيم الإخوان عدة حركات لاستخدام العنف تحت شعارات ثورية على مدار الفترة الماضية، أبرزها «العقاب الثورى»، و«مجهولون»، و«المقاومة الشعبية»، و«باطل»، شكلت حلقة وصل بين التنظيم والجماعات الجهادية منذ فض اعتصامَى رابعة العدوية والنهضة. وبينما واصل التنظيم فى بياناته الرسمية مزاعم عدم اللجوء للعنف كانت تلك «الخلايا الإخوانية» تحرض علناً على حمل السلاح ونشر الفوضى وإثارة العنف، وتقترب خطوة بعد أخرى نحو جماعات «الإرهاب الأسود». تاريخ الإخوان، منذ تأسيس التنظيم على يد شيخه حسن البنا فى 1928، حاول تحقيق تلك الثنائية من خلال إعلان رسمى بنبذ العنف وممارسات غير رسمية تريق الدماء. «التحالفات فوق الأيديولوجيات»، هكذا يمكن باختصار وصف «تكتيك الإخوان»، الذى يتسم بالانتهازية الشديدة، والسعى لتحقيق المكاسب مهما كانت الظروف، ومن التحالف مع أحزاب مدنية فى «ساعات الود»، إلى الاندماج فى قلب التنظيمات الإرهابية فى «ساعات الحرب». يُعتبر سيد قطب، المنظّر الإخوانى، الأب الشرعى للتنظيمات الجهادية، وخرج من بين الصفحات التى سطرها بيده أشد التكفيريين، وأكثر المتشددين، حتى إن كتابه «فى ظلال القرآن»، يُعد أحد المناهج التى تربى عليها أبومحمد العدنانى، المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف بـ«داعش»، حسب ما أوضح تركى البنعلى، أحد القيادات الفقهية للتنظيم. ظهر مؤخراً الوجه الحقيقى لجماعة «حسن البنا» على الموقع الرسمى لها «إخوان أون لاين» الذى نشر مقالاً بعنوان «رسالة إلى الثوار.. وأعدوا»، تحت اسم مستعار، يحرض الشباب على ما سماه «الجهاد المسلح والمقاومة». وجاء المقال بعد أيام من وفاة جمعة أمين، نائب المرشد، الذى حرض فى آخر كتاباته شباب الإخوان على التضحية بالنفس والمال والجهاد من أجل استعادة الثورة، حسب قوله. ومن جانبها كشفت مصادر لـ«الوطن» عن أن الخلايا الإخوانية التى تمارس العنف تحت مسميات ثورية خلال الفترة الأخيرة على اتصالات دائمة بالجماعات الجهادية والتكفيرية، وتتولى مسئولية تنفيذ عمليات نوعية داخل العاصمة، فى الوقت الذى تركز فيه تلك الجماعات على سيناء والمناطق الحدودية. وأضافت المصادر أن تلك الخلايا منفصلة عن قيادة التنظيم، وتعمل بشكل منفرد على الأرض لتسهيل حركتها. وفى سياق متصل، تتبنى فضائيات الإخوان التى تبث من تركيا خطاباً تكفيرياً وتحريضياً صريحاً، وقال الإعلامى محمد ناصر، على قناة «مصر الآن» الإخوانية: «اقتلوا ضباط الجيش والشرطة، وأعدوا قائمة بأسمائهم»، فيما أذاعت قناة «رابعة» بياناً حذرت فيه من استهداف السفارات ومقرات السفراء والدبلوماسيين، وحذرت السائحين من القدوم إلى مصر، وقال أحد المقدمين: «بعد الاجتماعات المتتالية قررنا مع حركات العقاب الثورى إعطاء الفرصة للجاليات العربية والعالمية والأجنبية وغيرها، وتنتهى المهلة يوم 11 فبراير، وبعدها سيكونون محل استهداف من حركات العقاب الثورى، لذا جرى التنبيه». ودعا البيان الإخوانى الشركات الأجنبية العاملة فى مصر إلى سحب تراخيصها وإلا ستكون محل استهداف من الحركات حتى 20 فبراير، وأعطى جميع السفراء والدبلوماسيين مهلة حتى 28 فبراير، فيما طالب السائحين الذين يخططون للقدوم إلى مصر بإلغاء رحلاتهم، لأنهم غير مرحب بهم فى مصر، وأضاف أنه على جميع الدول المؤيدة للنظام التوقف فوراً وإلا ستتعرض للاعتداءات الشديدة فى الشرق الأوسط.