«مصر واليابان» 161 سنة شراكة.. التعاون يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية

«مصر واليابان» 161 سنة شراكة.. التعاون يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية
- مصر
- اليابان
- التعاون بين البلدين
- العلاقات المصرية - اليابانية
- مصر
- اليابان
- التعاون بين البلدين
- العلاقات المصرية - اليابانية
اليابانيون شعب يجمعه بالمصريين رصيد كبير من المحبة والتقدير المتبادل، فكلاهما ينتمى إلى جذور حضارية محبة للثقافة الفنون، وكلاهما يدرك قيمة السلام ويسعى لترسيخ دعائمه، كما يجمع بين دولتيهما ميراث طويل من الصداقة يمتد إلى أكثر من 161 عاماً، صداقة أسفرت عن علاقات دبلوماسية وشراكة اقتصادية، تؤكد إدراك كلتا الدولتين لمكانة وأهمية كل منهما، فضلاً عن تأثيرها فى محيطها وعلى مستوى العالم، وهذا ما يؤكده خبراء العلاقات الدولية.
العناني: العلاقات شهدت طفرة غير مسبوقة منذ تولي الرئيس السيسي حكم البلاد انعكست بالإيجاب على حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين
قال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن زيارة رئيس الوزراء اليابانى «فومو كيشيدا» تأتى فى إطار الجهود المستمرة التى تبذلها مصر واليابان لتحقيق التنمية المستدامة والتعاون الإقليمى والدولى، وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، مشيراً إلى أن مصر شريك مهم لليابان فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف «العنانى» لـ«الوطن» أن العلاقات المصرية - اليابانية تتميز بالقوة والمتانة وتقارُب الرؤى السياسية والعمل المشترك لتحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما وفّر المناخ لزيارات متبادلة لقيادات البلدين، مشيراً إلى أن هذه العلاقات شهدت طفرة غير مسبوقة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، وهو ما انعكس بالإيجاب على حجم التعاون الاقتصادى بين البلدين.
وأوضح أن العلاقات المصرية - اليابانية تتسم بالتوافق، فكلتا الدولتين تؤمن بضرورة تعزيز السلام العالمى من خلال دفع جهود المجتمع الدولى نحو حل الصراعات بالطرق السلمية، خاصة مع ما يمر به المجتمع الدولى من أزمات وتحديات ضخمة، تفرض على الجميع التعاون بدلاً من الانقسام والصراع، مضيفاً أن اليابان تدرك جيداً أن مصر دولة كبرى فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وأنها بوابة مهمة لها نحو تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية فى القارة الأفريقية، موضحاً أن زيارة رئيس الوزراء اليابانى تأتى فى ظل زيادة الأهمية الاستراتيجية للشراكة بين البلدين فى مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية فى منطقة الشرق الأوسط.
وأشار «العنانى» إلى أن العلاقات المصرية - اليابانية تستند أيضاً إلى جوانب إنسانية متمثلة فى «شنزو آبى»، رئيس الوزراء اليابانى السابق، الذى توفى فى يوليو الماضى، حيث إن إسهاماته ستظل فى ذاكرة المصريين، وأبرزها العلاقات الاقتصادية عبر تنظيم المؤتمر المشترك لمجلس الأعمال المصرى - اليابانى بالقاهرة، تحت عنوان مصر واليابان معاً لمستقبل أكثر إشراقاً، والذى جرى خلال زيارته إلى مصر فى شهر يناير من عام 2015، وقدّم بعدها «آبى» مساعدات تصل قيمتها إلى 2.5 مليار دولار لقطاعات متعدّدة التخصّصات، إضافة إلى التعاون بشأن إنهاء أعمال المتحف المصرى والجمعية اليابانية، مما عزّز العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطوكيو، كما أن الدولة المصرية أطلقت اسم الراحل، الذى شغل أطول فترة فى رئاسة وزراء اليابان، على محور يربط بين شرق القاهرة بطريق السويس بطول ٨ كيلومترات، تقديراً لدوره ووقوفه إلى جانب مصر عقب ثورة ٣٠ يونيو، و«محور شنزو آبى» أحد المشروعات العملاقة فى منظومة الطرق والكبارى بمصر، وذلك بتعاون يابانى مصرى.
«بركات»: تزايد حجم الاستثمار والتبادل التجاري الثنائي خلال الأعوام السابقة نتيجة التجارة البينية المستمرة بين القاهرة وطوكيو
من جانبه، شدّد محمد بركات، الباحث فى العلاقات الدولية، على أن زيارة رئيس الوزراء اليابانى إلى مصر تؤكد حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع مصر، ودعم جهودها فى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز استقرار المنطقة، وفتح الطريق للاستثمارات وتعزيز التعاون فى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما فى ما يتعلق بالأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.
وأضاف «بركات» لـ«الوطن» أن العلاقات بين القاهرة وطوكيو تاريخية وعميقة وتتّسم بقدر كبير من الود والتفاهم، موضحاً أن هذه العلاقات بدأت من أول بعثة ساموراى إلى مصر عام 1862، فاليابان تنظر إلى مصر باعتبارها محور العلاقات الدبلوماسية مع دول المنطقة، ودولة مهمة لاستقرار الشرق الأوسط، الأمر الذى كان سبباً رئيسياً فى نمو حجم الاستثمار والتبادل التجارى بين البلدين خلال الأعوام السابقة، نتيجة التجارة البينية المستمرة بينهما.
وتابع: «زيارة رئيس الوزراء اليابانى فومو كيشيدا إلى مصر، ضمن جولة فى القارة الأفريقية، وتأتى فى توقيت غاية فى الأهمية لاسيما أنها قبل أسابيع من استضافة اليابان قمة لمجموعة الدول السبع الصناعية فى العالم، ورغبتها فى خلق موقف عالمى موحّد تجاه الأزمة الروسية - الأوكرانية، بالإضافة إلى وجود رغبة من جانب اليابان لتعزيز علاقاتها مع مصر ودول القارة الأفريقية». وأوضح «بركات» أن العلاقات المصرية - اليابانية اكتسبت قوة دفع كبيرة للغاية، خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013، ويحرص الإمبراطور اليابانى «أكيهيتو» على تعزيز التواصل مع مصر، وتبادل الاتصالات مع القيادة المصرية منذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيساً للجمهورية.