المصري أصل الكرم.. السيناوية: في كل بيت «ضيف»

كتب: حسين إبراهيم

المصري أصل الكرم.. السيناوية: في كل بيت «ضيف»

المصري أصل الكرم.. السيناوية: في كل بيت «ضيف»

«منذ صغرنا ونحن نرى المجالس عامرة بالضيوف، منهم من نعرفهم، ومنهم عابرو الطريق، وكل ما تعلمناه أن للضيف حقاً أصيلاً عندك لا يجب أن تهدره».. بهذه الكلمات بدأ أهالى سيناء حديثهم عن الكرم، وما توارثوه جيلاً بعد جيل من الآباء والأجداد.

ويقول محمد سواركة، أحد أبناء البادية بجنوب الشيخ زويد، إن تصميم البيوت عند أهالى سيناء، فيه حفظ لحق الضيف بتخصيص مكان لإقامته فيه، ويكون معزولاً عن البيت، من حيث المدخل والمرحاض ومكان الأكل والنوم، لكى يكون الضيف على راحته.

ومن عادات وتقاليد أهالى سيناء كما يقول الشيخ عارف أبوعكر أنه إذا جاءك ضيف فى الليل أو فى النهار، يجب ذبح شاة، معزة أو خروف له، حسب الاستطاعة، حتى إن لم يكن معك ثمنها، عليك أن تستلف، وتحافظ على سمعة أهلك وقبيلتك.

ويقول إبراهيم المقلوز، أحد الوجهاء، إنه لا يحق سؤال الضيف المجهول عن سبب مجيئه أو قبيلته قبل 3 أيام من إقامته، وفى اليوم الرابع بعد تناول الإفطار، يمكن سؤاله عن أى شىء، وله على مضيفه واجب الحماية إذا طلبها وإجابة مسألته إذا سأل، والحكمة من الضيافة 3 أيام هى أن الضيف يأخذ الفرصة كاملة ليثق بمضيفه، ولأن البدوى عادة لا يقول سره بكل سهولة.

ويقول الشيخ برهم أرميلات، أحد شيوخ القبائل، إن كرم الضيف غير مرتبط بإمكانياتك المادية، من حيث بناء بيت أو تشييد عشة، فإذا كنت تسكن عشة صغيرة، عليك أن تشيد للضيف عشة أكبر ليقيم فيها، بما يسمى عند البادية المقعد، أو المربوعة، وهو مكان استقبال الضيوف ويكون معزولاً عن المنزل وبعيداً لأكثر من 100 متر على الأقل، حتى لا يسمع ضجيج الأطفال أو النساء.

لم يقف حد الكرم عند أهالى سيناء عند الأكل والشرب والنوم، ولكن إذا استجار الضيف وجاء مغلوباً على أمره، أو واقعاً فى مشكلة أو مصيبة، ويريد المساعدة، تجب مساعدته، فإن المساعدة من المروءة.


مواضيع متعلقة