لبلبة: «الكتيبة 101» حقق حلم والدتي بالمشاركة في عمل وطني وكنت أبكي مع حكايات «أمهات الشهداء» في التليفزيون

لبلبة: «الكتيبة 101» حقق حلم والدتي بالمشاركة في عمل وطني وكنت أبكي مع حكايات «أمهات الشهداء» في التليفزيون
برهنت الفنانة الكبيرة لبلبة على أن قوة التأثير لا تُقاس بمساحة الدور على الشاشة، وإنما بحرفية الأداء التى قد تُمكن صاحبها من توصيل رسالته ولو بمشهد واحد، وهذا ما تحقق مع شخصية «زاهية» فى مسلسل «الكتيبة 101» الذى عُرض فى سباق دراما رمضان المنقضى، فعلى الرغم من ظهورها فى دور ضيفة شرف بحسب الأحداث، فإنها خطفت أنظار الجمهور بمشاهد صعبة تركت تأثيراً كبيراً فى نفوسهم. «لم أتردد للحظة فى الموافقة بعد إعجابى بالحلقات المكتوبة».. هكذا كشفت لبلبة عن موقفها من «الكتيبة 101» حينما تلقت عرضاً بشأنه.
تأثرت بمشهد إصابة «نور» ونقله للمستشفى
مؤكدة، فى ندوة «الوطن»، أن مشاركتها فى عمل وطنى كانت أمنية لوالدتها تحققت بعد وفاتها، كما كشفت عن مراحل تحضيرها لشخصية «زاهية» التى أجرت لها معايشة تخيلية، بدأتها بمرحلة ولادتها لـ«نور».
أجريت معايشة تخيلية بدأت بولادتى لعمرو يوسف وانتهت بعمله كضابط
وجسّد دوره النجم عمرو يوسف، وصولاً لعمله كضابط، مؤكدة أنها استمتعت بالعمل مع الأخير واعتبرت نفسها واحدة من جمهوره، كما كشفت عن مصير فيلم «الجواهرجى» الذى يجمعها بالثنائى محمد هنيدى ومنى زكى، وذلك بعد وفاة الفنان أحمد حلاوة الذى لم يكن قد انتهى من تصويره.
توقيعى على عقد «الكتيبة 101» كان الأسرع فى حياتى
بداية.. ما أسباب قبولك المشاركة فى «الكتيبة 101» رغم امتناعك عن تقديم أدوار ضيفة الشرف على مدار مشوارك؟
- المشاركة فى عمل وطنى أمنية تراودنى منذ سنوات، وتحديداً منذ كانت والدتى على قيد الحياة، حيث كنت أسألها فى المناسبات الوطنية قائلة: «أنا ليه مش بغنى فيها رغم إنى مسجلة أغانى وطنية جميلة فى الإذاعة؟»، فكان ردها: «إنتى بتقدمى فكاهة وممكن مايكونش لايق عليكى تعملى حاجات جادة»، ولكنها كانت تتمنى مشاركتى فى أى مناسبة وطنية.
وبالرجوع إلى أصل سؤالك، فحينما حدّثنى المخرج محمد سلامة بشأن شخصية «زاهية» فى «الكتيبة 101»، أبلغنى أنه اختارنى لها لقدرتى على إضحاك الناس وإبكائهم فى الوقت ذاته، وطالبنى بقراءة السيناريو الذى تسلَّمت منه 16 حلقة آنذاك، وبدأت فى قراءتها على الفور، وبعد انتهائى منها حدّثته وقتها قائلة: «أنا موافقة»، ووقعت على العقد فى 4 دقائق ليُعتبر «الكتيبة 101» أسرع عقد وقعته فى حياتى، فلم أتحدث عن شروط أو أجر وما إلى ذلك، بل قلت له: «أنا عاوزة أعمله من غير فلوس».
معنى كلامك أن «الكتيبة 101» حقق أمنية لوالدتك لم تتحقق فى حياتها؟
- حقق أمنيتها وأمنيتى فى الوقت نفسه، وبالمناسبة هناك حلمان تحققا لوالدتى خلال الأشهر الأخيرة، أولهما تكريمى من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة، وثانيهما كان مشاركتى فى «الكتيبة 101».
على ذكر والدتك التى حلت ذكرى رحيلها قبل أيام.. كيف كان وقع هذا اليوم عليكِ؟
- زرتها فى المقابر دون أن يرافقنى أحد، حيث تعتاد زوجة أخى على مرافقتى دوماً، ولكنها أصيبت بإنفلونزا حادة حالت دون وجودها معى، والحقيقة أن ذكرى رحيل أمى هى أصعب يوم فى حياتى، ولذلك لا أتمالك دموعى حينما أقف أمام قبرها، وإن كانت هى لا تفارقنى فى حياتى، إذ إننى ما زلت مقيمة فى نفس المنزل الذى كانت تقيم فيه، وذلك على الرغم من أنها قالت لى «لو جرالى حاجة روحى بيت تانى يكون قريب من أخوكى الكبير علشان يراعيكى»، وشاءت الأقدار أن يُتوفى أخى بسكتة قلبية قبل وفاة أمى بـ4 أعوام، لأقرر حينها البقاء فى شقتى بمنطقة الدقى.
فوجئت بـ«النيل» بيضحك لى عند دعائى بالتوفيق فى تجسيد «زاهية»
كيف رسمتِ ملامح شخصية «زاهية» لتجعليها مختلفة عن كل أدوار الأم التى جسدتِها فى السابق؟
- دعوت الله أن يوفقنى فى تجسيد «زاهية»، وكنت حينها فى الشرفة المطلة على النيل، «والله لقيت النيل بيضحك لى مش عارفة ازاى»، وبعدها أجريت معايشة كاملة لشخصية «زاهية» الأم، بمعنى أننى عشت مرحلة حملى لـعمرو يوسف ونموه داخل أحشائى ثم ولادته مروراً بكل مراحل طفولته، وكنت أصطحبه فى سيارتى بمنطقة مصر الجديدة، وأخشى عليه من الحسد جرَّاء نظرات الناس لعيونه الملونة، وذلك وصولاً إلى أن أصبح ضابطاً يخدم بلده.
وأذكر أن هناك مشهداً جمعنى بابنتى، بحسب الأحداث، حيث قالت لى «انتى بتحبى نور أكتر منى؟»، فرددت عليها «أيوه.. بحبه وبخاف عليه، ده بيخرج من الباب مش عارفة هيرجع ولا لأ»، وهذه الجملة لم تكن مكتوبة فى السيناريو، ولكنها أعجبت المخرج محمد سلامة حينما قلتها فى البروفة.
ألم تخشى من الظهور دون ماكياج فى مشاهدك بالمستشفى؟
- على الإطلاق، علماً بأن أول يوم تصوير لى كان داخل المستشفى، حيث نقلنى ابنى إلى هناك بعد إصابتى بأزمة قلبية، بحسب الأحداث، وأتى الماكيير علاء التونسى لوضع ماكياج يُبرز الشحوب تحت عينى، ولكن الأستاذ محمد سلامة قال له «مش عاوز أى حاجة تتحط على وش لبلبة، عاوزها تغسل وشها وتيجى.. انتى موافقة؟»، ووافقت دون تردد، فقال لى: «أصل فيه ممثلات مش بيرضوا يطلعوا من غير ماكياج».
كيف خلقتِ حالة الألفة بينك وبين عمرو يوسف مثلما رأيناها على الشاشة؟
- لم يسبق أن تحدثت مع الأستاذ عمرو فى أى أوقات سابقة، حيث كنت أراه فى المهرجانات السينمائية «وماكناش بنبقى عارفين نكلم بعض من الزحمة»، ولكنى كنت أشاهد أعماله وأعتبر نفسى من جمهوره، إلا أننى كنت مهمومة بسؤال مفاده «أنا هقدر أشوفه كابنى، لكن هل هو عينه ممكن تشوف إنى مامته؟».
والحقيقة أن أول مشهد جمعنا التقت أعيننا فيه كأم وابنها، وتحديداً حينما قلت له: «أنا عاوزاك تتجوز لإنى عاوزة أشوف نور الصغير»، كان مشهداً أكثر من رائع.
هل تأثرتِ بمواقف وحكايات أمهات الشهداء على شاشات التليفزيون أثناء رسمك لملامح شخصية «زاهية»؟
- على الإطلاق، ولكنى كنت أشاهد أمهات الشهداء على شاشات التليفزيون، وكنت أبكى لبكائهن حينما يتحدثن عن أبنائهن الأبطال، وكنت أدعو الله أن أجسّد دور أم لبطل أو أم لشهيد يوماً ما، وأنا بطبعى ممثلة أحلم بأدوار كثيرة، لأن حياتى هى الفن «ماعنديش غيره فى دنيتى».
وكيف استحضرتِ مشاعر الأم «زاهية» فى التعامل مع نجلها «نور» بعد إصابته ونقله للمستشفى، بخاصة وأنك لم تعيشى هذه المشاعر فى حياتك العادية؟
- وضعتُ نفسى مكان «زاهية» وتركت لمشاعرى العنان، والحقيقة أنه كان مشهداً فى غاية الصعوبة، حيث انهرت من البكاء لمدة 3 ساعات متتالية، لدرجة أن الأستاذ محمد سلامة قال لى «هناخده من زاوية تانية»، وكانت الدموع تنهمر من عينى دون توقف.
وماذا عن ردة فعل عمرو يوسف بعد انتهاء تصوير هذا المشهد؟
- «كان خايف علىّ جداً» لأنه شخص حساس ويتمتع بأخلاق عالية، لقد سعدت بالعمل معه حقاً هو والمخرج محمد سلامة.
هل من مشاهد أخرى شعرتِ بصعوبتها؟
- أمسكت بشخصية «زاهية» من زاوية إنسانية وليست كوميدية، وتحديداً الأم التى تتمنى أن تفرح بنجلها وترى أولاده، علماً بأن هناك مشاهد أضحكت الجمهور ولم أكن متعمدة لذلك، ومنها المشهد الذى جمعنى بـ«نور» وقلت له حينها «يا ابنى البنت دى معاها دكتوراه فى الكمبيوتر»، وهى كانت «هبلة» مش معاها حاجة أصلاً، ووقتها عمرو كاد ينفجر من الضحك ولكنه تمالك نفسه، وهو ما يعكس اندماجه معى فى المشهد، وأذكر أن كل العاملين بالمسلسل كانوا يقولون لنا «إيه الكيميا اللى بينكم دى؟»، والحقيقة أنها كانت منحة من عند ربنا سبحانه وتعالى.
رسالتى للأجيال الجديدة «أخلصوا لشغلكم هتحققوا اللى نفسكم فيه»
حدثينا عن آخر أيام التصوير التى خلعتِ فيها عباءة «زاهية» وعدتِ لشخصيتك الحقيقية؟
- ظللت فترة مرتدية عباءة «زاهية»، وأذكر أن المخرج محمد سلامة هنأنى بانتهاء التصوير، فقلت له «مش عاوز مشهد تانى منى؟»، ماكنتش عاوزة أمشى خالص، ومن هنا أريد توجيه رسالة للأجيال الجديدة، سواء فى الفن أو أى مجال آخر، مفادها: «لو أخلصتم لشغلكم هتوصلوا، انتوا أملنا» مع العلم أن هناك أدواراً معينة لم يرها الناس منى وأتمنى تجسيدها خلال الفترة المقبلة.
وما أبرزها؟
- ما زلت مصرة على تقديم عمل للأطفال، فهذه الفكرة تراودنى منذ سنوات طويلة، ولا أمانع فيها الظهور كضيفة شرف، على أن يكون الأطفال هم الأبطال، كما أحلم بتقديم عمل عن ذوى الهمم بحكم قربى منهم منذ نحو 25 عاماً وأكثر، حيث كنت أزورهم من دون أن أعلن ذلك، فأتمنى تجسيد دور أم لابن أو ابنة من هذه الفئة، أو تجسيد دور سيدة لديها درجة من درجات الإعاقة.
كيف ترين حالة التنوع التى أحدثتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى الدراما الرمضانية هذا العام؟
- سعدت بحالة التنوع فى تيمات الدراما المقدمة هذا العام، وأشبهها بالطاولة التى نجد عليها كل أنواع المأكولات، فمن يحب المحشى سيأكل وكذلك الفراخ والسمك... إلخ، والحقيقة أننى لمست مجهوداً من صُناع المسلسلات هذا العام، وأدرك جيداً حجم تعبهم وجهدهم المبذول لخروج تلك الأعمال على أفضل صورة ممكنة، فعلى الرغم من ظهورى كضيفة شرف فى «الكتيبة 101»، فإننى كنت أستيقظ فى الرابعة فجراً لأبدأ تصوير مشاهدى حتى صباح اليوم التالى.
الشركة المتحدة قدمت للجمهور وجبة درامية متنوعة فى رمضان.. ومنى زكى أبهرتنى
وما أبرز المسلسلات التى نالت إعجابك؟
- لم أتمكن من مشاهدة كل المسلسلات المعروضة، ولكنى أُعجبت بـ«تحت الوصاية» للمخرج محمد شاكر خضير، ووجدت الأستاذة منى زكى مبهرة وعبقرية، كما أن السيناريو كان محبوكاً بعناية فائقة، ودائماً ما أشبّه النص بتروس السيارة، فلو كان بعض التروس «مفوتة» سينعكس ذلك على الباقى، كما شاهدت «جعفر العمدة» للمخرج محمد سامى، والحقيقة أن الأستاذ محمد رمضان قدم دوراً فى غاية الصعوبة بسبب عمر الشخصية.
وقد تمكّن من تجسيدها دون أن تفلت منه أى تفصيلة، فأهنئه على النجاح، كما أهنى المخرج محمد سامى اللى بعتبره «نفَسه حلو» فى الإخراج، وأهنئ الأستاذة هالة صدقى على أدائها لشخصية «صفصف» بشكل جميل، كما سعدت بمستوى مسلسل «ضرب نار» لياسمين عبدالعزيز والعوضى وكذلك الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوى»، كنت بموت من الضحك على أحمد مكى، الذى يمتلك القدرة على الإضحاك من غير ما يقول إنه عاوز يضحّكك.
وما آخر المستجدات بالنسبة لفيلمك «الجواهرجى» مع محمد هنيدى ومنى زكى؟
- ما زال يتبقى 6 أيام على الانتهاء من تصويره، والحقيقة أن هذا الفيلم شهد واقعة حدثت لأول مرة فى حياتى، وهى وفاة الفنان الدكتور أحمد حلاوة قبل انتهاء تصوير دوره، وهو تلك الشخصية الجميلة التى دخلت قلبى من دون استئذان، فجأة توفى وما زال هناك 6 أيام من التصوير، وهنا وقع مسئولو الإنتاج فى مأزق كبير، «ولحد دلوقتى مش عارفة هيعملوا إيه»، ولكنهم وعدونا باستكمال تصوير الأيام المتبقية خلال الفترة المقبلة، والحقيقة أننى سعيدة بعودة العمل مع هنيدى بعد تعاوننا السابق فى فيلم «وش إجرام»، والذى بسببه ما زال الجمهور ينادينى فى الشارع بـ«أم طه» انطلاقاً من دورى فى الفيلم.
الإخلاص فى العمل
اعتدت على تقديم أعمالى بحب وإخلاص لإيمانى الكامل بأن «لكل مجتهد نصيب»، فلم أعتد التعامل مع مهنتى من منطلق «يا لا انزلى اعملى المشهدين دول واخلصى»، أو «إمتى بقى يخلص العمل ده؟»، فإذا لم أحب ما أقدمه فلا أستطيع الوقوف أمام الكاميرا، والحقيقة أننى كنت سعيدة الحظ بالتعاون مع المخرج المبدع محمد سلامة، لأنه صاحب «إحساس عالى» ويساعد الممثل فى توصيل ما يريده بمنتهى السلاسة، «حسيت إنى اشتغلت معاه 9 أفلام قبل كده رغم إنه لسه صغير فى السن».