وزير الخارجية الأسبق: مصر ترحب بالأشقاء لدعمهم حتى الاستقرار وعودتهم لبلادهم

وزير الخارجية الأسبق: مصر ترحب بالأشقاء لدعمهم حتى الاستقرار وعودتهم لبلادهم
أكد السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، أن مصر ترحب بمختلف الأشقاء من الجنسيات العربية والأفريقية لدعمهم فى أى أزمات قد تنشأ فى بلدانهم حتى عودتهم لها سالمين عقب انتهاء تلك الأزمات.
وأضاف «العرابى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن ما يحدث فى السودان مأساة، حيث أصبحت الأمور هناك على درجة كبيرة من الصعوبة، خاصة فى العاصمة «الخرطوم»، بعد وصول التوتر والاقتتال إلى المستوى المتصاعد حالياً، ما حث عدداً كبيراً من الدول على إجلاء رعاياها.
وإلى نص الحوار:
العرابي: الدولة ليست حريصة على أبنائها المصريين فقط بل على كل الأشقاء
كيف تنظر لاستقبال مصر لأعداد كبيرة من السودانيين النازحين جراء الأزمة؟
- هذه شخصية القائد، فمصر دولة الريادة فى المنطقة وتدار بالحكمة الرشيدة، تحت تعليمات رئيسها السيسى، الذى يدير الملفات الشائكة بكل رزانة وقوة وثبات، فمصر حريصة على دعم الحلول السلمية فى الأزمات المختلفة، ونرحب بمختلف الجنسيات العربية والسودانيين فى المحافظات والمدن المختلفة.
وهل توقيت إجلاء المصريين من السودان كان صائباً؟
- بكل تأكيد، قرار إجلاء المواطنين المصريين من السودان كان صائباً تماماً وتم اتخاذه فى أنسب توقيت ممكن، فالدولة المصرية تعمل على إجراءات تنفيذية ضرورية، سواء كانت من خلال وزارة الخارجية أو مختلف الأجهزة المعنية، بشكل مناسب للموقف الذى يعيشه الرعايا المصريون هناك.
علام يعبر إجلاء الرعايا المصريين من السودان؟
- هذا يعبر عن كفاءة الأجهزة المعنية فى هذا الأمر، فالأمور ليست على أبسط ما يرام، فعمليات الإجلاء صعبة وتحتاج إلى تحرٍّ كبير من الدقة، فهو يتطلب تنسيقاً قوياً من قبل السفارة المصرية فى العاصمة السودانية «الخرطوم» وكل من قنصليات مصر هناك وبورسودان والمكتب القنصلى فى وادى حلفا، بالإضافة إلى مواصلة الجهود على مدار ساعات طويلة لكى تتم عملية الإجلاء.
من وجهة نظرك كوزير سابق للخارجية.. كيف ترى الوضع فى السودان حالياً؟
- الوضع فى السودان فى الفترة الراهنة مأساوى للغاية، خاصة بعد الإعلان عن أنه لا يوجد ماء للشرب، ولا كهرباء، ولا دواء، ولا أى أدوات طبية، ولا إنترنت للتواصل، ولا حتى خطوط اتصال للهواتف المحمولة، إذ إن الأجواء هناك غير مستقرة وبها رصاص طائش بين طرفى النزاع: «الجيش السودانى وقوات الدعم السريع».
ما نصيحتك للرعايا المصريين الذين يقطنون فى السودان قبل إجلائهم؟
- أنصح مواطنينا المصريين القاطنين فى السودان، فى ظل التوترات الراهنة، بضرورة التحرك بحذر، والتوجه لنقاط التجمع التى حددتها السفارة المصرية فى الخرطوم، للحصول على التأمين الكافى خلال إجلائهم، سواء عن طريق البر أو البحر أو الجو، وسرعة التواصل مع الأرقام والخطوط الساخنة التى أعلنت عنها وزارة الخارجية والسفارة المصرية والقنصليات فى السودان، لأن عملية الإجلاء تتطلب تنظيماً دقيقاً جداً.
هل فى مثل هذه الظروف يكون هناك أكثر من سيناريو للإجلاء؟
- بكل تأكيد وزارة الخارجية والقيادة السياسية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، دائماً ما يكونون حريصين كل الحرص على طرح أكثر من سيناريو وخطة لتنفيذ مقاصدهم، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بحياة المصريين الذين يقطنون بالخارج، فدولتنا وقيادتنا السياسية دائماً وأبداً تكون لها مواقف أصيلة فى مثل هذه الظروف، وشاهدنا ذلك من قبل فى تعامل مصر مع المصريين فى أفغانستان وليبيا وأوكرانيا.
الوضع فى السودان مأساوى بعد الإعلان عن عدم توافر مياه الشرب والكهرباء والدواء والأدوات الطبية
العائدون عددهم يوازى رعايا كل الدول الأخرى مجتمعة.. والحكومة لديها أكثر من سيناريو لإجلائهم
الأرقام مطمئنة
الأرقام المعلنة من قبل وزارة الخارجية عن عدد المصريين الذين تم إجلاؤهم مرضية ومطمئنة، فمصر حتى الآن قامت بإجلاء 1539 مواطناً مصرياً، بالتنسيق مع السلطات السودانية، وهذا الرقم كبير جداً ولا يوجد أى سفارة دولة فى السودان أعلنت أكثر من إجلاء 400 شخص كدفعة واحدة، فالدولة المصرية دائماً ترعى مواطنيها فى كل مكان، وهذا موضع اهتمام شخصى للرئيس السيسى.