هل تحدث زلازل على أسطح الكواكب الأخرى؟ شبكة «الكوارتز» الأمريكية تُجيب

كتب: أحمد عادل موسى

هل تحدث زلازل على أسطح الكواكب الأخرى؟ شبكة «الكوارتز» الأمريكية تُجيب

هل تحدث زلازل على أسطح الكواكب الأخرى؟ شبكة «الكوارتز» الأمريكية تُجيب

يتعرض كوكب الأرض للعديد من الزلازل على فترات متقطعة، وقد تكون هزات خفيفة لا يشعر بها الإنسان، وأحياناً تكون بقوة كبيرة تدمر مناطق بأكملها، ويتساءل البعض عن إمكانية تعرض الكواكب الأخرى، وهو ما يجيب عنه هذا التقرير وفقا لمصادر علمية.

عدد لا يحصي من الكواكب تعاني من نشاط تكتوني

ووفقا لما نشرته شبكة «الكوارتز»، الأمريكية، هناك كواكب تتعرض لنشاط تكتوني بسبب خصائصها الجيولوجية وتكوينها، وشهدت كواكب «القمر وكوكب الزهرة والمريخ»، زلازل ذات يوم، ويمكن افتراض أن هذه الزلازل قد تجاوزت قوة الزلازل الأرضية بسبب الجبال الهائلة والوديان المتصدعة التي يمكن ملاحظتها، بحسب ما ذكرته الشبكة.

ووفقا للشبكة، هناك قنوات للحمم البركانية على كوكبي الزهرة، والمريخ، مما يشير إلى حركة تكتونية كبيرة بين الصفائح القارية، ومع ذلك، هناك حصة معينة من المياه اللازمة في الغلاف الصخري للكوكب تعمل على إعادة تدوير القشرة بنجاح، لكي تتمكن الصفائح التكتونية من الحركة، وأصبح الغلاف الجوي لهذه الكواكب غير مضياف لوجود الماء في حالة سائلة، ما يؤشر إلى تعرضها للزلازل.

وفي الوقت الحالي، تتوفر أجهزة مخصصة لقياس قوة الزلازل على سطح القمر والمريخ، ما يسمح للعلماء بدراسة الأجزاء الداخلية للكوكبين، وعلى الرغم من الاختلاف في شكل سطح القمر والمريخ مقارنة بالأرض، فإن الدراسات أظهرت وجود عوامل مشتركة بين باطن الأرض وسطح القمر والمريخ، وفقا لما نشرته الشبكة.

زلازل في القمر

وعلى الرغم من أن حركة الصفائح داخل الأرض هي التي تسبب الزلازل الأرضية، إلا أن الزلازل القمرية تحدث لأسباب مختلفة تمامًا، حيث تنتج نتيجة اصطدام النيازك بسطح القمر أو بسبب جاذبية الأرض التي تضغط وتمدد باطن القمر، بطريقة مشابهة لحركة المد والجزر في المحيطات الأرضية، وفقًا لما ورد على موقع «أوروبي».

ويمكن أن يؤدي تقلص القمر نتيجة انخفاض درجات الحرارة في باطنه إلى حدوث زلازل أخرى، حيث تلتوي القشرة وتتكسر، وبالنسبة للزلازل الحرارية، فإن حرارة الشمس يمكن أن تؤدي إلى حدوثها، حيث تتغير درجات الحرارة في القشرة القمرية عندما تتعرض لأشعة الشمس.

وتم نشر 5 مقاييس لقياس الزلازل على سطح القمر، وذلك خلال بعثات أبولو التي جرت بين عامي 1969 و1972، وكانت المهمة الأولى لرواد الفضاء نيل أرمسترونج وباز ألدرين في مهمة أبولو 11 هي إنشاء أول مقياس للزلازل القمرية.

وتم ترك 4 أجهزة أخرى لقياس الزلازل في المهمات اللاحقة، وتم تشغيلها حتى عام 1977، أي بعد 5 سنوات من رحلة أبولو الأخيرة إلى سطح القمر، وحتى بعد مرور ما يقرب من 43 عامًا، لا يزال العلماء يستخدمون البيانات التي تم تسجيلها بواسطة تلك الأجهزة في أبحاثهم.

زلزال كوكب المريخ

واكتشف العلماء وجود نشاط زلزالي في كوكب المريخ أيضًا، حيث قام مسبار «إنسايت»، التابع لوكالة ناسا برصد زلزال يقدر قوته بـ 5 درجات على مقياس ريختر في الرابع من مايو 2022، وهذا الزلزال يُعد أكبر زلزال تم رصده على الإطلاق في كوكب آخر.

وعلى الرغم من أن هذا الزلزال يُعتبر متوسط الحجم مقارنةً بالزلازل التي تحدث على سطح الأرض، إلا أنه واحدٌ من أكثر من 1313 زلزالًا تم اكتشافه بواسطة «إنسايت»، منذ هبوطه على سطح المريخ في نوفمبر 2018، وكان أكبر زلزال تم رصده بقوة 4.2 في 25 أغسطس 2021.

لماذا يدرس العلماء الزلازل في المريخ؟

وعندما تمر الموجات الزلزالية عبر قشرة وغطاء ولب المريخ، فإنها تتغير بطرق يمكن لعلماء الزلازل دراستها لتحديد عمق هذه الطبقات وتركيبها، ويساعد هذا الاكتشاف العلماء على فهم تكوين المريخ والعوالم الصخرية الأخرى، بما في ذلك الأرض والقمر، إذ يتمكنون من استخدام هذه المعلومات لتحسين فهمهم للبنية الداخلية والتاريخ التكويني لتلك الكواكب.

ويشير الباحث في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، بروس بانيردت، والذي يقود مهمة مسبار «إنسايت»، إلى أنهم كانوا يتوقعون العثور على زلازل كبيرة منذ تعديلهم مقياس الزلازل في ديسمبر 2018، ومن المؤكد أن الزلزال الأخير المكتشف سيساعد العلماء في فهم المريخ بصورة أفضل، إذ سيتم تحليل البيانات الجديدة التي تم جمعها لاكتشاف أسرار جديدة عن تكوين الكوكب.

ومع ذلك، يواجه العلماء تحديات كبيرة في هذه المهمة، حيث يحتوي الهواء في المريخ على الكثير من الغبار، وخاصةً خلال فصل الشتاء، مما يؤثر سلبًا على الألواح الشمسية الموجودة في المسبار، حيث يقلل الغبار من كمية الضوء الواصل للألواح.


مواضيع متعلقة