مصر حضن يتسع للجميع.. «الوطن» بين العائدين من السودان في أولى رحلات الإجلاء الجوي من «بورتسودان»

مصر حضن يتسع للجميع.. «الوطن» بين العائدين من السودان في أولى رحلات الإجلاء الجوي من «بورتسودان»
- العائدين من السودان
- السودان
- مصر
- الطائرات العسكرية
- الجيش السودانى
- السيسي
- العائدين من السودان
- السودان
- مصر
- الطائرات العسكرية
- الجيش السودانى
- السيسي
«الحمد لله على نعمة مصر»، بهذه الكلمات عادت عشرات الأسر والطلاب والموظفين المصريين العاملين فى السودان إلى قاعدة شرق القاهرة الجوية، على متن عدد من الطائرات العسكرية من طراز «سى 130»، فى ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالعمل على إجلاء المصريين الراغبين فى العودة من السودان إلى القاهرة، بعد التوترات الأمنية التى تعيشها «الخرطوم» والولايات السودانية، فى إطار المواجهات الدائرة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
طائرات عسكرية وسفن تنقل المصريين جواً وبحراً وإجراءات لتيسير الدخول براً.. والعائدون أسر وطلاب وموظفون
المصريون العائدون من السودان حرصوا على اصطحاب «علم مصر» معهم، ورفعه عالياً خفاقاً فور وصولهم إلى أرض الوطن، ومن بينهم الطفلة شاهيناز فرج، التى لا يزيد عمرها على 10 سنوات، والتى وُجدت فى الأراضى السودانية مع والدها خلال عمله فى أحد البنوك الدولية بالسودان.
وقالت «شاهيناز»، لـ«الوطن»، إن والدها فور سماعه إطلاق النيران، حرص على تجنب مَواطن المواجهات المسلحة، وطلب منها أن توجد داخل المنزل، لحين التواصل مع الجهات المعنية، وفور اتخاذ قرار إجلاء الجالية المصرية من السودان، حرص على التواصل مع السفارة المصرية، وردت عليه «من أول جرس»، وأعطوهم تعليمات أسهمت فى إنقاذ حياتهم من أية مخاطر محتملة، من بينها التوجه إلى النقطة الآمنة فى «بورتسودان»، تمهيداً لإخلائهم.
طفلة تهبط من الطائرة «سي 130» بعَلَم مصر: تعليمات السفارة أنقذتنا
وأوضحت الطفلة المصرية أنها فور نزولها من الطائرة قبَّلت أرض الوطن، متابعة: «فعلاً الحمد لله على نعمة مصر.. بلد الأمن والأمان والرخاء»، وتوجهت بالشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، لحرصه على أمنهم وسلامتهم، وتوجيه عدد من الطائرات العسكرية، والسفن عبر البحر الأحمر، والإجلاء البرى للمصريين الموجودين فى السودان، الراغبين فى العودة لوطنهم الأم، وتوجهت بالشكر للقوات المسلحة، وجميع الأجهزة المعنية فى الدولة، التى لعبت دوراً كبيراً فى تأمينهم، وتوفير احتياجاتهم، وصولاً لأرض الوطن.
حديث «شاهيناز» لم يختلف كثيراً عن حديث والدها فرج محمد عبدالفتاح، الذى قال إنه يشعر بالفخر لأنه مصرى، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الجنسيات الأجنبية على أرض السودان تحلم بالإجلاء والإخلاء، ومصر من أول البلدان التى أجلت رعاياها من الأراضى السودانية، بفضل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجهود الأجهزة الأمنية المعنية، ووزارة الخارجية، قائلاً: «شكراً للرئيس السيسى، ولكل من بذل نقطة عرق وجهد ومجهود حتى نعود لوطننا آمنين سالمين غانمين».
وحرصت خلية الأزمة المشكّلة لمتابعة أوضاع المصريين فى السودان على تنفيذ خطة إجلاء محكمة ومؤمّنة لضمان دقة عملية الإجلاء وسلامة أفراد الجالية المصرية فى الولايات السودانية وفق خطة تقضى بنقل المصريين الموجودين فى «النقاط الآمنة»، مثل «بورتسودان»، التى جاءت أولى الطائرات من السودان منها، وتتابع الأجهزة المعنية أوضاع الجالية المصرية فى السودان على مدار الساعة، مع ضمان تحركاتهم بأقصى درجات الحيطة والحظر حتى لا يصيبهم أى مكروه.
وتتجمع عناصر الجالية المصرية الموجودة خارج العاصمة السودانية الخرطوم فى مقر القنصلية المصرية فى بورتسودان، وفى مكتب وادى حلفا القنصلى المصرى، تمهيداً لإعادتهم إلى أرض الوطن.
وناشدت السلطات المصرية مواطنيها فى الخرطوم الابتعاد عن مناطق التوتر والاشتباكات، مع متابعة مستجدات توجيهات السلطات المصرية المعنية عبر صفحتى وزارتى الخارجية، والهجرة وشئون المصريين بالخارج، ووسائل الإعلام الوطنية المصرية.
شكراً للرئيس السيسي والقوات المسلحة والأجهزة المعنية.. ومصر بلد الأمن والأمان
وأعلنت السلطات المصرية عن خطوط ساخنة لغرفة عمليات القطاع القنصلى بوزارة الخارجية للتواصل مع المصريين الموجودين بالسودان، وأسرهم، لتلقى الاستفسارات بشأن «خطط الإجلاء».
كانت الدولة المصرية قد نجحت فى إتمام إجلاء مواطنيها من دول ليبيا وأفغانستان وأوكرانيا بشكل آمن، بعد موجات الاضطرابات الأمنية فى تلك البلدان خلال السنوات الماضية، مع بقاء مسئولى البعثة الدبلوماسية المصرية فى تلك البلدان حتى الاطمئنان على إجلاء آخر مصرى يرغب فى العودة إلى أرض الوطن.
طالب طب: «بلدنا أثبت أن شبابه غالي وعزيز عليه»
وبدأ مصطفى عبدالفتاح، طالب فى الفرقة الرابعة بكلية الطب فى جامعة شرق السودان، الحديث، بمقطع شعرى قصير، قال فيه: «شباب على قلبك يا مصر.. عزيز وغالى يا بلادى.. المصرى فيكى مصان.. وعايش فى أمن وأمان.. واللى شاكك يبص حواليه.. ويشوف إزاى أهلك فى أمن وأمان يا بلدى.. وغيرك فى وضع لا يحسد عليه».
وأضاف «عبدالفتاح»، لـ«الوطن»، خلال وصوله لقاعدة شرق القاهرة الجوية، إنه لم يكن يتخيل أبداً أنه سيركب طائرة عسكرية، وتتحمل الدولة المصرية تكلفة نقلهم عبر الطائرة، وإجراءات تأمينهم بشكل كامل، أو سيدخل قاعدة عسكرية من الأساس، مؤكداً أن ما حدث يؤكد أن كل مصرى «غالى» على القيادة السياسية للبلاد، وخير دليل على ذلك ما نقلته لهم السفارة المصرية فى الخرطوم بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع موقفهم وحالتهم بنفسه، متوجهاً بالشكر للرئيس، وللقوات المسلحة، وجميع الأجهزة الأمنية المعنية.
«النحاس»: السفارة أبلغتنا أن الرئيس السيسي وجَّه بتوفير كل الدعم لنا حتى عودتنا سالمين ومتابعته جهود إجلائنا بنفسه
وأكدت نبيهة النحاس، إحدى المصريات العائدات من «بورتسودان»، والتى حرصت على ارتداء أزياء بعلم مصر، أنها فخورة بأنها مصرية، لافتة إلى أنها تعرف الكثيرين من جنسيات كثيرة، وسودانيين أنفسهم يحلمون بمغادرة مناطق النزاعات والتوترات فى السودان حالياً، ولكن لا يستطيعون، كما أنهم يحلمون بركوب أى طائرة لأى مكان فى العالم، لكن التوترات الأمنية علقت الكثير من الرحلات، ولم يعد هناك من حل إلا «الطيران العسكرى»، والذى قدمته دول عظمى لإجلاء مواطنيها، وتفخر بأن تكون فى الطائرة الأولى لإجلاء الجالية المصرية من السودان، مؤكدة أنها لم تكن تتخيل أنه سيتم إجلاؤهم وتأمين إخلائهم من السودان بتلك السرعة.
وأشادت «النحاس» بتعامل رجال وزارة الخارجية، وخصوصاً السفارة المصرية فى السودان معهم، قائلة إنها لم تكن تتخيل أن الإجراءات ستكون مبسطة وسهلة مثلما حدث، وأن أى شىء كانوا يتمنونه كان يتم على أرض الواقع بشكل فورى، وأن رجال سفارتنا فى الخرطوم كانوا يبلغونهم بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجَّه بتلبية كل الدعم وتوفير أى احتياجات للمصريين فى السودان حتى عودتهم سالمين غانمين لأرض الوطن، مع متابعته جهود الإجلاء بنفسه.
موظف في بنك: مصر من أوائل البلدان في إنقاذ أرواح رعاياها
وقال هشام موسى، مصرى يعمل فى بنك بالسودان منذ قرابة عامين ونصف، إن الدولة المصرية وفرت لهم كل الدعم فور التواصل معهم، بداية من عمل السفارة المصرية فى الخرطوم على توفير مكان للإقامة فيه، فى وقت صعب للغاية، ومن المستحيل توفير أماكن للإقامة لشخص عادى بنفسه فى ظل حالة الاضطراب الأمنى، فضلاً عن تواصل السفير ورجال السفارة معهم بأنفسهم، وقالوا لهم: «إحنا معاكم، ومش هنمشى من هنا قبل أى مواطن مصرى راغب إنه يرجع يكون رجع، والرئيس السيسى حريص على سلامتكم بنفسه، ويتابع الأمر بشكل مستمر مع جميع الجهات المعنية».
وأضاف «موسى» أن السفارة المصرية فى الخرطوم حرصت على توجيه التعليمات للمصريين هناك، بعدم استعجال التحرك من مكان لآخر خوفاً من الاضطرابات الأمنية، فضلاً عن أهمية التحرك بعقل، ووقف تعليماتهم، والتى تم اتباعها حتى عادوا بأمن وأمان إلى أرض الوطن، ليكون المصريون من أوائل الجاليات التى تم إجلاؤها من السودان.
وشدد على ثقتهم الكاملة منذ بداية الأزمة فى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدولة لن تتخلى عن أبنائها، مثلما حدث مع المصريين فى ليبيا وأفغانستان وأوكرانيا من قبل، لكنهم فقط ينتظرون الوقت المناسب، مشيراً إلى شكر مئات المصريين العائدين من السودان بشكل يومى للقيادة السياسية والعسكرية وجميع الأجهزة الأمنية المعنية لعودتهم سالمين غانمين.
وأكد الطالب أحمد نبيل، أحد المصريين العائدين، أنه تم توفير أطقم طبية متخصصة فحصت القادمين من السودان، مع رسائل طمأنينة أثلجت صدورهم من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدولة المصرية لهم، وصولاً للعودة بأمن وأمان إلى أرض الوطن، مضيفاً: «الحمد لله على نعمة مصر».