بعد تعيين "بيكروفت".. 7 عوامل توضح مستقبل علاقة مصر بأمريكا

كتب: محمد مصري

بعد تعيين "بيكروفت".. 7 عوامل توضح مستقبل علاقة مصر بأمريكا

بعد تعيين "بيكروفت".. 7 عوامل توضح مستقبل علاقة مصر بأمريكا

حلل المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، قرار الإدارة الأمريكية بتعيين روبرت ستيفين بيكروفت سفيرًا جديدًا بالقاهرة بعد مصادقة لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس على أوراق تعيينه. وقال المركز، في تقرير له، إن الخارجية الأمريكية لديها اتجاه عند اختيار سفرائها بالقاهرة بترشيح سفراء ذوي خبرة دبلوماسية عالية، يكونوا خدموا في دول ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، ويتضح ذلك في الخبرة الدبلوماسية لبيكروفت. وانضم السفير الأمريكي الجديد إلى السلك الدبلوماسي للولايات المتحدة عام 1994، وشغل منصب مساعد تنفيذي لاثنين من وزراء الخارجية السابقين كولن باول وكونداليزا رايس، كما تقلد مناصب أخرى بالأمانة التنفيذية لوزارة الخارجية ومكتبها لشؤون الشرق الأدنى. وأكد المركز، أن السفير الأمريكي ستيفن بيكروفت يواجه مهمة صعبة، هي إعادة العلاقات المصرية الأمريكية إلى سابق عهدها بعد الفتور الذي أصابها منذ ثورة 30 يونيو، حيث يأتي في وقت لا تزال فيه العلاقات الأمريكية المصرية تشهد توترًا نتيجة تصريحات العديد من المسؤولين الأمريكيين، وانتقادهم أوضاع حقوق الإنسان في مصر. ويرى المركز، أن الأسباب وراء قرار أمريكا تعيين روبرت بيكروفت سفيرًا لها في مصر، تتمثل في الآتي: 1- المصادقة على تعيين روبرت بيكروفت سفيرًا لواشنطن في مصر يؤكد اتجاه إدارة أوباما إلى اعتماد استراتيجية جديدة للتعامل مع الأوضاع في مصر، خاصة إبان قرب نهاية ولايته الرئاسية، حيث تم اختياره نظرًا لامتلاكه العديد من الخبرات التي تؤهله لهذه المهمة. 2- رؤيته للأهمية الاستراتيجية لمصر كشريك للولايات المتحدة، حيث أكد خلال شهادته أمام الكونجرس استعداده للعمل مع مصر من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية المصرية الأمريكية، وأن أمن واستقرار مصر عامل مهم لجميع الدول المجاورة لمصر، وأشار إلى أن مصر تمثل ربع سكان العالم العربي، كما أنها مقر جامعة الدول العربية، إلى جانب تأثيرها الثقافي على مختلف أنحاء المنطقة. 3- ترى الإدارة الأمريكية أن خبراته في العراق واكتسابه مهارات التعاطي مع ممارسات التناحر الداخلي بين مكونات المجتمع العراقي، يتناسب مع طبيعة المرحلة التي تمر بها مصر الآن، وستساعده على الاتصال بكافة الفئات المتناحرة في مصر. 4- اتجاه واشنطن إلى تعيين سفير جديد بالقاهرة يعكس تحولًا واضحًا في موقف الإدارة الأمريكية حيال الحكومة القائمة في مصر، بعدما مثل امتناع واشنطن فترة طويلة عن تسمية سفير لها في مصر آلية من آليات التحفظ على المرحلة الانتقالية، واتجهت واشنطن إلى إرجاء ترشيح سفير لها نتيجة حالة التوتر التي شهدتها العلاقة بين البلدين في أعقاب 30 يونيو. 5- خطوة ضرورية لتمهيد عودة العلاقة شديدة التوتر بين واشنطن والقاهرة، حيث إن قرار تعيين بيكروفت جاء قبل أسابيع قليلة من أول انتخابات رئاسية عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، ويبدو أن الإدارة الأمريكية لم تقدم على تلك الخطوة حتى اتضحت لها ملامح المرحلة الانتقالية. 6- يتماشى هذا القرار مع نمط بدأ مؤخرًا من جانب الإدارة الأمريكية، ألا وهو تقارب أمريكي - مصري مؤشراته الإفراج عن جزء من المساعدات الأمريكية، وإرسال عشرة طائرات أباتشي إلى مصر، من أجل دفع جهودها في مجال مكافحة الإرهاب. 7- قرار واشنطن بتعيين سفير جديد خلفًا لآن بترسون التي انتهي عملها في أغسطس الماضي، بمثابة خطوة للأمام في طريق تحسين العلاقات المصرية الأمريكية، وإزالة التوتر الذي اعتراها، ورغبة الولايات المتحدة الأمريكية في استعادة العلاقات الطبيعية التي تميزت دائمًا بالقوة مع مصر، واعترافًا من جانب واشنطن بالواقع المصري الجديد والمرحلة الحاسمة التي تمر بها مصر. كما ذكر المركز، أن هناك العديد من التحفظات على توجهات السفير الأمريكي الجديد، والتي قد تكون محل جدل خلال الفترة المقبلة، أهمها: 1- أوضاع حقوق الإنسان المتدهورة في العراق أثارت الكثير من التساؤلات حول أداء بيكروفت كسفير للعراق، وتغاضيه عن انتهاكات عديدة لحكومة نوري المالكي، وظهرت العديد من التجاوزات في تقرير منظمة "هيومن ووتش" الذي رصد الأوضاع الحقوقية في العراق عام 2013. 2- طبيعة الوضع الداخلي في البلد التي سبق وخدم فيها بيكروفت العراق، فذلك يعكس رؤية أمريكية بأن مصر تمر بمرحلة مشابهة للعراق.