مسار السيارات المفخخة: «الطريق الدائرى.. المزرعة.. المطار»

كتب: محمد أبوضيف

مسار السيارات المفخخة: «الطريق الدائرى.. المزرعة.. المطار»

مسار السيارات المفخخة: «الطريق الدائرى.. المزرعة.. المطار»

صار الأمر لغزاً يصعب على الجميع حله، وبات السؤال الملح، الذى يتردد فى كل أرجاء مدينة العريش، هو: «كيف وصلت السيارات المفخخة إلى موقع الانفجار وقت الحظر؟ وكيف استطاعت أن تسير فى شوارع المدينة التى يسكنها الظلام فى السابعة مساءً؟».. «الوطن» تتبعت خط سير السيارات المفخخة فى شوارع مدينة العريش. الطريق الدولى، هو الطريق الواصل بين مدينة العريش وباقى مدن سيناء، يقطع المدينة من المنتصف، ويفصل بين الكمين الأمنى الذى يحد المنطقة من جنوبها «الميدان»، والكمين الآخر «الريسة»، وبوابة العبور إلى الشيخ زويد ورفح، وينتهى فى شمالها، والمسافة بينهما بضعة كيلومترات، تستطيع أى سيارة تصل للمدينة من الطرق الخلفية كطريق المزرعة، أو الطريق الدائرى، غير المؤمن، السير فيه بأمان. يؤكد شلبى سالم، أحد شهود العيان، تصادف مروره وقت دخول عربة المياه الكتيبة 101، قبيل انفجارها، أن السيارة كانت مدهونة باللون الزيتى ومرت من الشارع الدولى وقبل بضعة أمتار من كمين «الريسة» انحرفت لتسلك عدداً من الطرق الفرعية المعروفة بطريق المطار، ومن هناك دخلت الكتيبة من جهة المتحف، المدخل المعروف باسم «مدخل المتحف». هناك عند المدخل، الذى يتطلب الوصول له الانحراف عن الطريق الدائرى قبل ميناء العريش، ودخول أحد الأزقة عند حى «آل ياسر»، ومنه تصل إلى ذلك المدخل، الذى تقف عنده دبابة وعلى متنها عسكرى مدجج بالسلاح، وعلى مقربة منه تظهر أسوار الكتيبة، ومدخلها المهشم جراء الانفجار، وإلى جوارها حوائط متحف العريش المنهار، من هنا استطاعت السيارة أن تخترق مدخل الكتيبة، يقول «شلبى» إنه حين وصلت السيارة إلى مدخل الكمين قالت إنها تحمل المياه للكتيبة ولذلك سمحوا لها بالدخول نحو البوابة. عدد من شهود العيان أكدوا لـ«الوطن» أن السيارة كانت مسرعة والبعض يشير إلى أنها كانت تمشى ببطء، ولكن الجميع يتفق على أنه قبل دقائق من الانفجار كانت سيارة المياه تسير فى الشارع الدولى دون أن يعترضها أحد.