أوكرانيا.. تواصُل على مدار الساعة مع أبناء الجالية وطيران عاجل لإجلائهم

كتب:  محمد حسن عامر

أوكرانيا.. تواصُل على مدار الساعة مع أبناء الجالية وطيران عاجل لإجلائهم

أوكرانيا.. تواصُل على مدار الساعة مع أبناء الجالية وطيران عاجل لإجلائهم

ما إن توترت الأجواء فى أوكرانيا، مع العملية العسكرية الروسية فى الرابع والعشرين من فبراير 2022، كانت القيادة المصرية حاضرة وجاهزة من أجل حماية أبناء المصريين، حيث تم تشكيل ما يشبه خلية أزمة فى حالة انعقاد دائم من أجل التواصل مع الجالية والعمل على تلبية احتياجاتهم، سواء من خلال وزارة الخارجية أو السفارات المصرية فى أوكرانيا والدول المجاورة أو من خلال وزارة الهجرة.

ومع اندلاع الحرب ناشدت وزارة الهجرة المواطنين هناك سرعة التواصل مع السفارة المصرية، ومع ممثلى الجالية المصرية فى أوكرانيا. وشددت على ضرورة الحرص على الالتزام بالتعليمات الصادرة من السلطات المختصة، ومنها السفارة المصرية والجالية المصرية بأوكرانيا. ولفتت «الهجرة» إلى أنه عند التحرك يجب التواصل مع السفارة المصرية وممثلى الجالية حتى يتم الوصول بأمان إلى المناطق الحدودية، فضلاً عن الالتزام بتوقيتات وتعليمات الحظر المعلنة، واللجوء إلى أماكن الإيواء فى المناطق الأشد خطراً.

تسهيل الدخول عبر الحدود الأوكرانية لسلامة المواطنين

وتواصلت السفارة المصرية فى أوكرانيا مع عدد من البعثات المصرية بالدول المجاورة لها لتسهيل الدخول عبر الحدود الأوكرانية لسلامة المواطنين، ومن ثم نقلهم إلى وطنهم عبر طائرات خاصة، كما نشرت أرقاماً للتواصل مع سفارات دول أخرى لمعرفة أماكنها وكيفية الدخول إليها، خصوصاً الدخول بجواز السفر المنتهى، ومن ضمن هذه الدول بولندا، والمجر، وسلوفاكيا، ورومانيا.

وحرصت السفارة المصرية فى أوكرانيا على تقديم النصائح والإرشادات، حفاظاً على سلامة المصريين فى البلاد، تمثلت فى عدم الخروج من المنازل والاحتفاظ بمستندات إثبات الشخصية، ومتابعة تعليمات السلطات الأوكرانية لحين استقرار الأوضاع، والالتزام بالوجود فى المخابئ حتى يتم التفاوض على توفير مسار آمن لخروجهم، والتسجيل على البريد الإلكترونى للسفارة مع توضيح الاسم ورقم الهاتف والعنوان، ليتم حصر الأعداد بدقة وأماكن وجودهم. وفيما يتعلق بالمواطنين فى المدن الغربية، ممن لديهم القدرة على التوجه إلى الحدود البولندية، فإن السلطات هناك تسمح بدخول الجنسيات كافة، وتمنحهم فيزا لـ15 يوماً للعودة إلى أرض الوطن. وبدأت السلطات المصرية بعد ذلك فى إرسال الطائرات لنقل المصريين من الدول المجاورة لأوكرانيا وإعادتهم إلى وطنهم فى أمان تام.

«التعليم العالي» تتحرك للتعامل مع ملف الطلبة.. والسفارة تتواصل مع دول الجوار لتأمين أوضاع المصريين

أما فيما يخص ملف الطلبة المصريين فى أوكرانيا، فقال وزير التعليم العالى وقتها إنّ الدولة نسّقت مع الجهات المعنية وتواصلت مع الطلاب بعد إعلان الحرب، لافتاً إلى أن هناك نوعين من الطلاب يدرسون خارج مصر، تحت الإشراف العلمى أو تحت إشراف المكاتب الثقافية، لافتاً إلى أن دور الدولة وواجبها أن تطمئن على أحوال الطلاب بمختلف المراحل الدراسية. كما تم إرسال كشوف الطلاب لجامعتى القاهرة وعين شمس لإجراء اختبارات مركزية لهم، وبالنسبة للطلبة والطالبات تخصص «طب وصيدلة» فتم اختبارهم فى جامعة القاهرة لتحديد مستواهم الدراسى، وبالنسبة لطلاب الهندسة والطب البيطرى فتم اختبارهم بجامعة عين شمس، أما باقى التخصصات فيلتحق طلابها بالجامعات التى يرغبون الالتحاق بها. وأكدت الوزارة أن هذا ظرف استثنائى بسبب ظروف الأزمة الروسية الأوكرانية والحرب الدائرة، وعلى ذلك تم التغاضى عن شرط المجموع، مؤكدة أنه يتم إجراء الاختبار لهم لمعرفة مستوى الطلاب لإلحاقهم بالسنة الدراسية المناسبة لمستواهم العلمى.

وفى إطار المتابعة المستمرة للأحداث ومع تصاعدها فى أوكرانيا، طالبت سفارة مصر لدى «كييف»، فى أكتوبر من العام الماضى، المصريين الموجودين داخل أوكرانيا بسرعة مغادرة البلاد فى أقرب وقت ممكن. وقالت سفارة مصر لدى أوكرانيا، فى بيان لها: «فى إطار متابعة التطورات المتلاحقة للأزمة الأوكرانية، وحرصاً على ضمان أمن وسلامة جميع أبناء الجالية المصرية، فإن السفارة تهيب بهم سرعة مغادرة أوكرانيا فى أقرب وقت ممكن عبر الطرق البرية المتاحة مع دول الجوار الغربى الأوكرانى، مع أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم الوجود أو العبور فى مناطق الخطر أو بالقرب منها». وأشارت السفارة المصرية إلى أنه على من يقرر الاستمرار فى الوجود بأوكرانيا أن يقوم بتحديث بياناته لدى السفارة، حتى يتسنى إبلاغه بأى معلومات مستقبلية بشأن التطورات فى أوكرانيا.

«الشريف»: الجمهورية الجديدة فى عهد «السيسى» قادرة على توفير الحماية لأبنائنا

فى هذا السياق، قال محمد فتحى الشريف، الباحث فى الشئون العربية، خلال اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن الكل كان على ثقة تامة وقت اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية أن مصر قادرة على التعامل بحرفية مع ملف المصريين الموجودين فى أوكرانيا، لأن الوقائع السابقة تؤكد ذلك. وأضاف أنه على سبيل المثال عندما حدثت جائحة كورونا كانت الطائرات المصرية جاهزة على الفور لنقل أبناء الجالية المصرية الراغبين فى العودة من الصين، كما أنه عندما تم احتجاز مصريين فى اليمن كانت الدولة حاضرة بكل إمكانياتها من أجل إنقاذ أبنائها وإعادتهم إلى وطنهم، وكذلك تكرر الموقف مع مصريين احتُجزوا فى ليبيا. وقال الباحث فى الشئون العربية إن القاهرة كانت جاهزة ومستعدة للتعامل مع ملف المصريين فى أوكرانيا، حيث جرى التنسيق على أعلى مستوى مع السلطات الأوكرانية ومع دول الجوار لأوكرانيا من أجل تأمين نقل أبناء الجالية المصرية والطلبة المصريين إلى وطنهم، وتم تخصيص خطوط ساخنة جاهزة على مدار الساعة لاستقبال أى اتصال هاتفى لطلب المساعدة أو الاستغاثة. ولفت «الشريف» إلى اهتمام الدولة كذلك بتوفيق أوضاع الطلبة المصريين العائدين من أوكرانيا وإلحاقهم بالجامعات من أجل استكمال تعليمهم فى ظل هذا الظرف الاستثنائى. ويرى «الشريف» أن هذه التحركات تعبّر عن فلسفة الجمهورية الجديدة التى يؤسس لها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنها جمهورية قادرة على توفير الحماية لكل المصريين فى كل مكان فى العالم، وأنها جاهزة للقيام بكل ما يجب القيام به من أجل سلامة أبنائها. وشدد على أن هذه التحركات خلقت حالة من التقارب بين الدولة والمواطن وزادت ثقة الأخير فى أن دولته معه ولا تتركه كما كان يحدث فى السابق.

 


مواضيع متعلقة