حياة جديدة لصناع الفخار في منطقة مجرى العيون.. «جواهرجية الطين»

كتب:  أحمد ماهر أبوالنصر

حياة جديدة لصناع الفخار في منطقة مجرى العيون.. «جواهرجية الطين»

حياة جديدة لصناع الفخار في منطقة مجرى العيون.. «جواهرجية الطين»

سنوات عديدة عاشها صنايعية الفواخير فى منطقة مصر القديمة، وتحديداً منطقة الفسطاط التاريخية، يحلمون بتأسيس كيان يعتنى بفنهم وصنعتهم ويضمن لهم استقراراً وأماناً ويحميهم من التعرض لحوادث السرقة لعدم وجود وسائل أمان تحمى الورش التى يعملون بها، بخلاف ما كانت تسببه الأمطار من تأثيرات سلبية مباشرة على المنتجات المصنوعة من الطين.

أوضاع صعبة عاشها أرباب الحرفة التراثية هناك، حتى جاء مشروع تطوير منطقة الفسطاط وتخصيص مساحة شاسعة منها لتكون قرية عالمية لصناعة الفخار على أرض مصر، وهو ما تسبب فى إسعاد آلاف الأسر المستفيدة من الفواخير من عاملين وغيرهم، فهى منظومة متكاملة من عدة أطراف، فيها الجميع يستفيد عندما تتحسن الأحوال.

ووفق تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء يمثل تطوير منطقة «مجرى العيون» المرحلة الثانية من مشروع حدائق الفسطاط، ويضم تطوير منطقة السكر والليمون التى تقع على مساحة 17 فداناً، بالإضافة إلى نقل 1500 أسرة من تلك المناطق إلى مناطق الخيالة.

وضمن مشروع «الفواخير»، تم مد الصنايعية بتقنيات متطورة لمواكبة العصر، بجانب توفير أفران تعمل بالغاز الطبيعى بدلاً من اعتمادها على حرق الخشب وتلويث البيئة وبالتالى تغيرت الفكرة السلبية التى كانت مأخوذة عن منطقة الفسطاط بعدما تم تطوير المنطقة. وبعد تجهيز القرية تم نقل صنايعية الفخار من أماكنهم خلف جامع عمرو بن العاص وتسليم فاخورة لكل حرفى، وكان على الدولة أن تلتزم بمد المرافق، وتقييم البنية التحتية وهو ما نجحت فيه الدولة بالفعل بحسب العميد ماجد فوزى، المشرف العام على تطوير قرية الفواخير، والذى أكد أن المنطقة عبارة عن قرية بها عدد كبير من الورش والحرفيين المهرة القادرين على الحفاظ على المهنة من الاندثار، بعدما تمكّنوا من إبداع العديد من أدوات المطبخ التى تسر الأعين: «قدمنا لهم مساعدة من خلال تسليمهم أفران إشعال ذاتى، ودى بدل الأفران التانية اللى كانت بتسبب مشكلات صحية وبيئية».

توقف المشروع لفترة طويلة قبل أن تعود له الروح مرة أخرى بعدما تدخلت الدولة وقامت برفع كفاءة المنطقة المحيطة بالكامل، إلى جانب تقديم الدعم اللازم لاستكمال مشروع تطوير قرية الفواخير من خلال استكمال توصيل كافة المرافق.

قرية الفواخير تضم 152 فاخورة على مساحة 13 فداناً وتتكون الفاخورة من طابقين على مساحة 36 متراً حتى 300 متر، وقد خصصت محافظة القاهرة مكاناً للفواخير به كافة الخدمات قبل أن يتم التعاقد مع شركات تقوم بتصنيع أفران صديقة للبيئة. طوال 15 سنة توقف العمل بالمشروع قبل أن يتم إحياء المشروع فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف دعم الحرفيين إلى جانب تطوير الصناعة، وبحسب «ماجد» فإن القرية تنتج كل أوانى المائدة والفخار المستخدم فى الزينة: «نعمل على وضع قرية الفواخير على خريطة المزارات السياحية» مشيراً إلى أن محافظة القاهرة بدأت فى إنشاء المنطقة عام 2005 بتكلفة 100 مليون جنيه.

شيخ الفخارين: «عششنا كانت بتغرق من الصرف والمطر.. وبعد التطوير حياتنا وصنعتنا اتغيرت للأفضل»

من بين الحرفيين المهرة الموجودين فى قرية الفواخير بالفسطاط عادل زهرى، شيخ الفخارين، والذى يعتبر أن تطوير المنطقة من بين المكاسب المهمة التى نجحت الدولة فى تحقيقها من أجل الحفاظ على المهنة بعدما هجرها الصنايعية لقلة العائد المادى منها: «حياتنا كانت عذاب وبهدلة لكن بعد تطوير المنطقة بقينا فى حتة تانية، أنا فاكر زمان لما كانت العشة بتاعتنا بتغرق أمطار، ومحدش مننا كان بيقدر يتصرف».

بعد أن تقدم العمر بشيخ الفخارين، كما يلقبه أرباب الحرفة بالقرية، وجد الرجل نفسه يملك مكاناً مجهزاً بكامل الخدمات التى تمكّنه من الإبداع دون عناء وهو ما نجح فيه بالفعل، حيث تمكن من إنتاج العديد من الأدوات المهمة التى ميزته عن غيره من الصنايعية: «عملت طاسة لقلى البيض من الفخار، وعملت مجسمات لحيوانات، ما هو لما يتوفر ليك كل الإمكانيات بتلاقى نفسك بتبدع وتطلع شغل بمزاج وده اللى حصل بالفعل معايا».

محمد عيد، صنايعى فخار، ينتج عدداً قليلاً من أوانى الطهى بسبب تلف الكثير منها جراء التعرض للأمطار خلال فصل الشتاء.

وجد الرجل نفسه ينتج عدداً كبيراً من الأوانى فى الشتاء. بنفس عدد الإنتاج فى الصيف: «الشغل دلوقتى كله بقى أفران كهرباء ودى صديقة للبيئة وسهلت الشغل علينا ودورها فعلاً مهم فى دعم الإنتاج والمهنة، والكل هنا بيحاول يطلع جهد كبير علشان ينتج لأن دلوقتى الدولة وفرت لينا كل حاجة ولازم نكون قد ثقة الرئيس ونرتقى بالمهنة».


مواضيع متعلقة