موظف الكهرباء: «العفو الرئاسي» رجعتني للحياة و«الدمج المجتمعي» رفع رأسي أمام الناس

كتب: محمد أباظة

موظف الكهرباء: «العفو الرئاسي» رجعتني للحياة و«الدمج المجتمعي» رفع رأسي أمام الناس

موظف الكهرباء: «العفو الرئاسي» رجعتني للحياة و«الدمج المجتمعي» رفع رأسي أمام الناس

لا يوجد شعور يضاهي فرحة مصطفى عاطف الزيات بقضائه أيام عيد الفطر وسط أبنائه وزوجته بعد 22 شهراً من الحبس، انتهت بعفو رئاسي: «رجعوني للحياة»، كما عبر عما يشعر به بعد العفو.

لم يكن يتوقع «الزيات»، خلال هذه المدة، أن يخرج، ولا أن يجد وظيفة فى انتظاره بعدها، ولا أن يعيش لحظة دخوله هذه على زوجته وأبنائه: «لحظة ماتتوصفش، وكلنا سجدنا على الأرض شكراً لله»، كما سيطرت الأحضان والقبلات على هذه اللحظة المنتظرة، وتزايدت فرحة أسرته بمعرفتهم بخبر عودته للعمل، خاصة أنه يعول أسرة بها 3 أبناء من أعمار متقاربة، متمنياً تربيتهم ليصبحوا عناصر صالحة فى المجتمع.

قبل العفو، سيطر التشاؤم على «الزيات»، وكان يفكر فيما سيفعل بعد الخروج من الحبس، ما جعله يفقد الأمل تماماً فى عودته لممارسة حياته الطبيعية وعمله كموظف فى شركة الكهرباء بالقاهرة، إلا أنه فوجئ بتكليف الرئيس السيسى للجنة بمتابعة مشكلاتهم، وحلها ومساعدتهم للعودة إلى وظائفهم، فبدأت نظرته تتغير، وحياته بعد العفو لم تعد كما كانت فقط، بل تطورت للأفضل، بعد أن نسقت اللجنة مع الجهات المختصة ليعود إلى عمله بعد خروجه من الحبس، وكانت المفاجأة أنه عاد للعمل على درجة أعلى مما كان عليها، وفى مكان أفضل كذلك، أى بمثابة ترقية له أو تعويض عما سبق، وهو ما لم يكن يتوقعه مطلقاً، وكأن هذه المدة فى الحبس لم تضع فى الهواء، فبعد أن كان فاقداً للأمل والشغف ويشعر بأنه ضائع، عاد للأمل وللحياة مجدداً وبصورة أفضل.

يتحدث الأب لثلاثة أبناء عن أهمية مبادرة الدمج المجتمعى، مؤكداً أن الحبس لا يؤذى صاحبه فقط، بل يؤذى أسرة كاملة، ولكن العودة للعمل من خلال لجنة العفو الرئاسى والدمج المجتمعى تحسن صورة المفرج عنه أمام المجتمع، بعدما كان يواجه نظرة مجتمعية خاطئة المفهوم، باعتبار أنه من العناصر الضارة للمجتمع.

ويرى «الزيات» أن الدولة تعاملت بطريقة صحيحة مع المفرج عنهم، بمبادرة الدمج المجتمعى، إذ كان المحبوسون فى السنوات السابقة يواجهون مشكلات عديدة فى حياتهم بعد الخروج من الحبس، خاصة فيما يتعلق بالعودة للعمل أو الدراسة، ما كان يصل بهم لأزمات نفسية كبيرة قد تدفعهم إلى العدوانية أو الانطوائية، ويتحولون من خلالها لأشخاص سلبيين فى المجتمع لولا تدخل الرئيس، خاصة أنه كان من السهل على أى منظمة إرهابية التربص بالمفرج عنهم، وتوجيههم لأى طريق يضر بهم وبالدولة، فكان الدمج الخطوة الأهم من العفو فى حد ذاته.

«الزيات» بعد عودته إلى أحضان أطفاله فى «العيد»: لحظة ماتتوصفش.. وشكراً للرئيس «السيسى»

ولا يشغل بال «الزيات» الآن سوى أن يبدع ويركز فى عمله الذى اشتاق له، ليكون عند حسن ظن الجميع، ويركز فى تربية أبنائه، كما يأمل من الجميع أن يكونوا فى صف واحد لمصلحة الوطن وبنائه، كما يشعر بالامتنان للرئيس السيسى على جهده وتعبه ودعمه، وللجنة العفو على تواصلهم الدائم مع المفرج عنهم للاطمئنان عليهم حتى ضمان تسلمهم وظائفهم دون مواجهة أى مشكلات، وكذلك أسرته التى دعمته معنوياً بشكل كبير فى فترة كان فقد فيها الأمل والإحساس، وتملكه اليأس والإحباط، متمنياً أن يتم التوسع فى ذلك الملف لزرع روح الوطنية والانتماء فى قلوب الشباب.. وأخيراً عادت فرحة العيد لأسرة «الزيات» بوجودهم جميعاً معاً بعد أن كانت هذه الفرحة غير موجودة بعدم وجود الأب الذى هو سند البيت وأساسه، متمنين أن تصبح أيامهم كلها أعياداً.

 


مواضيع متعلقة