بروفايل| «جريستي».. تحرير «الكانجارو»

كتب: دينا عبدالخالق

بروفايل| «جريستي».. تحرير «الكانجارو»

بروفايل| «جريستي».. تحرير «الكانجارو»

«مهنة البحث عن المتاعب» هي مقولة تجسد حال الصحفيين.. والعاملون في مجال الإعلام عامة، فبمجرد اندلاع حرب، أو وقوع اشتباكات، أو قيام ثورات.. يحزم الصحفي من هؤلاء حقيبته ليبحث عن الحقيقة، متجاهلًا ثمن ومتاعب رصده لها، والتي قد تقضي على حياته. امتهن بيتر جريستي، مراسل قناة الجزيرة الإنجليزية، البحث عن الحقيقة، فهو بمجرد ظهور إشارة «خبر عاجل» يحزم حقيبته، ويحضر عدسة كاميرته، ويجهز أسلحته التي تضم «قلم، وأوراق، وتسجيل»، ليركض مسرعًا إلى موقع الحادث. تغرّب تاركًا موطنه سعيًا وراء الخبر، وتنقل عبر العديد من دول العالم فسافر إلى لندن، ومنها إلى البلقان، وأمريكا اللاتينية، وعدد من دول جنوب إفريقيا، إلى أن انتهى به الحال في مصر قبل ما يزيد عن عام لتغطية الأحداث الملتهبة آنذاك. جاء غريستي إلى مصر ليمارس مهنته الصحفية، إلا أنه وضع خلف القضبان التي حالت بينهما، باعتباره متهمًا في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«خلية الماريوت». هو صحفي ومراسل إسترالي من أصول لاتفية، لذلك فهو ذو جنسية مزدوجة، ولد في 1965 لأسرة متوسطة الحال، وله شقيقين هما أندرو، ومايك، اتجه إلى مهنة الصحافة في العشرين من عمره، في سبيل تحقيق حلمه كأفضل مراسل أجنبي خارج حدود بلاده. بدأ الصحفي الأسترالي أولى خطوات مشواره المهني، بانتقاله إلى كابول في أفغانستان لتغطية أحداث حركة طالبان، وقتها حيث عمل كمراسلًا لـ البي بي سي البريطانية في عام 1991 لمدة 5 سنوات. بعد عام انتقل إلى بلغراد في صربيا كمراسل لوكالة أنباء روتيرز، وسافر بعدها إلى لندن، كما عمل لدى "بي بي سي نيوز 24"، إلى أنه تركها بعد مدة، وانتقل إلى هيئة الإذاعة البريطانية، فذهب إلى عدة دول في أمريكا اللاتينية ومن بينها، المكسيك وسانتياغو، إلا أنه عاد إلى أفغانستان مرة أخرى عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 لتغطية بداية الحرب. مسيرة غريستي لم تقف لدى كونه مراسل حربي في أفغانستان، بل سعى أيضًا لتوثيق الحقائق والأحداث بدول الشرق الأوسط كالعراق واليمن والكويت، قبل أن ينتقل مرة أخرى في عام 2004 إلى مومباسا، وتلاها نيروبي في كينيا لمدة 5 أعوام، ثم جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، كمراسل لدى هيئة الاذاعة البريطانية. أنتج كتاب يحكي قصة عن علاقة غير عادية بين أطفال فرس النهر وسلحفاة عجوز عملاقة تبلغ 130 عامًا، بعد كارثة تسونامي الآسيوية في عام 2004، وصنفت تلك القصة وقتها ككتاب الأطفال الأكثر مبيعًا، وصنع العديد من الأفلام الوثائقية أشهرها «اتفاق السلام الشامل». كللّ مسيرة عمل كريستي الحافلة بالأعمال الصحفية العديدة جائزة «بيبودي» المتميزة للفيلم وثائقي «أرض الفوضى» عن الصومال في عام 2011، وتولى بيتر دورًا بارزًا في تغطية «بي بي سي» للحرب الأهلية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث التقى العديد من أمراء الحرب أثناء الصراع. وفي مساء 29 ديسمبر 2013 عقب يوم عمل شاق، تواجد بيتر في فندق الماريوت بالقاهرة، بصحبة زميليه محمد فاضل فهمي، وباهر محمد، أثناء عملهم لصالح قناة الجزيرة الإنجليزية، وتفاجئوا بدخول قوات الأمن والقبض عليهم. ووجهت إليهم اتهامات بدعم جماعة الإخوان، وتكوين خلية إعلامية إرهابية واصطناع مشاهد مصورة وبثها على خلاف الواقع، لتشويه صورة مصر في العالم، والنيل من سمعتها أمام الرأي العام الدولي. وجاء حكم محكمة النقض سريعًا، في يونيو الماضي، بالحكم المشدد بسجن غريست وفهمي 7 سنوات وباهر 10، وهو ما خلف موجة من الاحتجاجات الدولية والحقوقية. وعلى الرغم من كونهم بعيدًا عن بيتر وفي قارة أخرى، إلا أن عائلته راسلت الرئاسة المصرية أكثر من مرة، وعلى أثرها تعهد الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، بأنه لن يدخر جهدًا في سبيل الإسراع في صدور حكم بالقضية. اليوم.. حصل غريستي على عفو رئاسي من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتمكن من السفر خارج مصر إلى موطنه إستراليا، منهيا بذلك صراعه على الأراضي المصرية. تغطية خاصة "استقلال الصحافة" ترحب بالعفو الرئاسي عن صحفي "الجزيرة" جدول زمني لأهم محطات قضية "خشلية الماريوت" والصحفي الأسترالي بيتر جريست "الجزيرة" تطالب بالإفراج عن باقي صحفييها المحتجزين الداخلية: تسليم صحفي "الجزيرة" لبلاده بعد موافقة مجلس الوزراء صحفي "الجزيرة" الأسترالي يطير إلى قبرص بعد الإفراج عنه من مصر تعرف على القانون الذي أتاح للرئيس العفو عن صحفي "الجزيرة" الأسترالي انفراد| عفو رئاسي عن صحفي الجزيرة الأسترالي "بيتر جرسيتي"