بطريرك الأقباط الكاثوليك: على المسيحيين أن يكونوا أبناء النور

بطريرك الأقباط الكاثوليك: على المسيحيين أن يكونوا أبناء النور
بدأ منذ قليل، قداس الأقباط الكاثوليك للاحتفال بعيد القيامة المجيد، وترأس القداس الأنبا إبراهيم اسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، بكنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة نصر، وفي بداية كلمته خلال القداس رحب بحضور مندوب عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد من الشخصيات العامة والمسؤولين، ورجال الدولة، وعدد من الوزراء والسفراء، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
كلمة بطريرك الكاثوليك في قداس عيد القيامة
وفي كلمته خلال القداس، قال بطريرك الكاثوليك في مصر: «نحتفل بعيد القيامة وسط أحداث يوميّة عالميّة ومحلّيّة ومخاوف كثيرة منتشرة ومخاطر بيئيّة، وسط حروب مشتعلة وأوضاع اقتصاديّة قاسيّة ومؤلمة، كلّها تجسّد غياب النور وثماره. فكم من الضمائر المظلمة التي تجعل الشرّ خيرًا والخير شرًّا، والظلام نورًا والنور ظلامًا (أش 5: 25). فلا نستطيع التمييز. إنّ العالم في ظلمة متعدّدة الأشكال، فقد فيه الكثيرون بيوتهم وسلامهم، وآخرون يتنفّسون القلق والاضطراب والخوف وعدم الأمان. عقول وضمائر ملتحفة بالظلمة رداءً، صارت منتجة للإثم ولمستقبل مظلم. أحداث شبيهة بأيّام المسيح: فحُكم عليه ظلمًا، بلا عدالة وسط توتّرات سياسيّة ودينيّة وضاع الحقّ والنور. ومن كثرة الإثم تبرد المحبة وتزداد الكراهيّة وأعمال الظلمة».
واستكمل الأنبا إبراهيم اسحق: «في النور نسير في أمان واطمئنان، أمّا في الظلام فنخاف ونعثر، أوّل عمل قام به الخالق هو الفصل بين النور والظلام (تك 1:3-4). خلق النور في اليوم الأوّل وخلق الشمس والقمر في اليوم الرابع، وهذا دليل على أن الله هو مصدر النور وليس الشمس والقمر».
وتابع: «يرمز النور أيضًا في الكتاب المقدّس إلى أمرين، جانب الفكر ويشير إلى الحقّ ومعرفة الله، وجانب الحياة والأخلاق ويشير إلى القدّاسة. لذلك نحن مدعوون إلى أن نقبل الحقّ ونعيش حياة مقدّسة تليق وترضي الله».
وأضاف: «أظهر المسيح من خلال حياته وأعماله وكلامه المنير أنّه نور العالم، وأعلن قائلا: أنا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة (يو 12:8). ولكنّه أيضًا قال لأتباعه أنتم نور العالم، فما الفرق إذن؟ الفرق يظهر كما في مثال الشمس والقمر. نور الشمس نورٌ بذاتها، أمّا القمر فهو كوكب مظلم، ولكنّه يكتسب نوره من انعكاس نور الشمس عليه. هكذا السيد المسيح هو النور الحقيقيّ الذي ينير كلّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم. أمّا نحن فنصير نوراً بقدر ما نستمدّ من نوره البهيّ أيّ بنوره نعاين النور. وبما أنّ المسيح نور، فعلى المسيحيّين أيضًا أن يكونوا أبناء النور ويسلكوا كذلك».