وزير الخارجية الأسبق: التوافق المصري الإماراتي تاريخي.. والعلاقات تتجه نحو النمو والازدهار «حوار»

كتب: منى سعيد

وزير الخارجية الأسبق: التوافق المصري الإماراتي تاريخي.. والعلاقات تتجه نحو النمو والازدهار «حوار»

وزير الخارجية الأسبق: التوافق المصري الإماراتي تاريخي.. والعلاقات تتجه نحو النمو والازدهار «حوار»

قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية - الإماراتية قوية، وتعكس إرادة من القيادات السياسية على استمرار التعاون الاقتصادى والسياسى بين البلدين، وهو ما ظهر منذ دعم وتأييد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للدولة المصرية فى حربها عام 1973، ثم ظهر بوضوح مرة أخرى خلال دعم «أبوظبى»، ومساندتها لمصر خلال ثورة 30 يونيو.

وأضاف أن القطاع الاقتصادى والاستثمارى أصبح نشطاً بين البلدين، حيث إن هناك الكثير من المشروعات العملاقة والاستثمارات التى تقدّر بمليارات الدولارات تربط بين البلدين.. وإلى نص الحوار:

* كيف تصف العلاقة بين مصر والإمارات؟

- يمكن القول إن العلاقة بين البلدين قوية، وذلك منذ تأسيس اتحاد دولة الإمارات، حيث كانت مصر داعماً قوياً للاتحاد منذ نشأته، وهو الأمر الذى انعكس خلال حرب 1973 عندما اتّخذت الإمارات موقفاً مدافعاً عن مصر وساندتها خلال الحرب. وظهر الدعم السياسى من الإمارات لمصر بوضوح خلال ثورة 30 يونيو، عندما انحازت «أبوظبى» لإرادة الشعب، وقد أيدت هذا الموقف من خلال تصريحات قيادتها، ودعمهم المادى والمعنوى وقتها. ومن خلال هذه المواقف يجب أن نتأكد أن العلاقات المصرية - الإماراتية تتجه دائماً نحو النمو والازدهار يوماً بعد يوم، وهى تحمل آفاقاً واعدة فى مختلف المجالات على المستوى السياسى والاقتصادى.

* ذكرت أن العلاقات المصرية - الإماراتية تاريخية، حدّثنا عن الطبيعة التاريخية بين البلدين على المستويين الاقتصادى والسياسى.

- مع بداية ظهور النفط فى دول الخليج، وقتها بدأ نموها الاقتصادى، وكانت بحاجة إلى عقول وأيادٍ قادرة على مساعدتها فى الصعود السريع الذى ترغب فيه، وهو الدور الذى قامت به مصر من خلال البعثات التى أرسلتها فى مختلف القطاعات، بداية من الأطباء الذين تم انتدابهم فى كثير من المستشفيات، ثم المعلمين الذين كانوا موجودين فى المدارس والجامعات، وحتى العمالة المصرية التى ساعدت فى زيادة النمو العقارى، وبالتبادل قام الشيخ زايد آل نهيان بالمساعدة فى إعادة إعمار مدن قناة السويس التى عانت بسبب العدوان الثلاثى على مصر، فضلاً عن هذا فإن العلاقة الاقتصادية لطالما كانت تبادلية بين البلدين، فمع سفر العمالة المصرية إلى الإمارات، أصبحت مصدراً مهماً من مصادر تحويلات العملة الأجنبية لمصر، مما ساعد على زيادة الروابط والعلاقات الاقتصادية، فمع بداية الألفية كانت هناك 18 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وارتفع حجم التبادل التجارى بشكل ملحوظ.

* ماذا عن العلاقات المصرية - الإماراتية حالياً؟

- هناك توافق سياسى واقتصادى كبير بين القيادات السياسية فى البلدين، فالإمارات ترى فى مصر صمام أمان واستقرار للمنطقة العربية، بينما ترى مصر أن الإمارات من أهم الداعمين لها على المستويين السياسى والاقتصادى، وقوة وثبات العلاقة الودية بين اثنين من أكبر البلدان العربية فى المنطقة يُعد من ركائز دعم أمن واستقرار المنطقة بالكامل. وهذا التوافق أثر بشكل إيجابى على الروابط الاقتصادية بين البلدين، حيث تضخ الإمارات استثمارات بمليارات الدولارات فى مصر، بسبب استقرار أوضاعها السياسية والاقتصادية، مقارنة بكثير من الدول المحيطة.

1000 شركة إماراتية تضخ استثماراتها في السوق المصرية وتوفر آلافاً من فرص العمل للشباب

* ما أهم المجالات الاستثمارية للمؤسسات الإماراتية فى مصر؟

- تمثل الإمارات ثانى أكبر شريك على المستوى العربى لمصر فى التجارة غير النفطية، وتعمل أكثر من 1000 شركة إماراتية فى السوق المصرية، وتوفر آلافاً من فرص العمل للمصريين فى المجالات المختلفة. وهو ما يعنى أن دولة الإمارات الشقيقة ترى فى مصر سوقا خصبة لاستثماراتها، فهناك الكثير من المجالات التى تعمل بها، بداية من النقل والخدمات اللوجيستية، والأمن الغذائى، والتعليم والتدريب والإسكان والنقل والمواصلات والرعاية الصحية والطاقة. وفى النهاية فإن العلاقات المصرية - الإماراتية يمكن اعتبارها نموذجاً مثالياً لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية - العربية، التى تعبر عن سرعة الاستجابة للمتغيرات بين البلدين، بداية من حرب 73 وحتى ثورة 30 يونيو، وصولاً إلى الوضع الراهن للبلدين حالياً، والذى يدل على نمو وتطور العلاقات بين دولتين عربيتين كانت الاستفادة متبادلة بينهما، ونتج عنها الحفاظ على الروابط وتحقيق مصالح مشتركة بين «القاهرة» و«أبوظبى».

القاهرة - أبوظبي مساندة أشقاء

انحازت دولة الإمارات إلى إرادة الشعب المصرى خلال ثورة 30 يونيو دون أى تدخل سياسى باعتباره شأناً داخلياً، واستمرت فى دعمها بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، وأصرت على هذا من خلال ضخ استثمارات فى السوق المصرية بمليارات الدولارات.


مواضيع متعلقة