«الحراسات الخاصة»: ساندوتش «مخ» على سفرة «عضلات»

«الحراسات الخاصة»: ساندوتش «مخ» على سفرة «عضلات»
صالات حديد شعبية للتدريب.. وشركات تستعين بأبطال العالم للألعاب العنيفة
اتهامات عديدة يوجهها البعض لأصحاب وأفراد شركات الأمن الخاصة، بعضهم يرى أنها ملتقى للبلطجية والفتوات وأصحاب العضلات المفتولة وخريجى السجون وأصحاب السوابق، والبعض الآخر يرى أن عملها «غير قانونى» بسبب رفض القانون المصرى للحراسات الملاصقة، ومنع حمل السلاح. فيما يرى أصحابها أن دورهم لا يقل أهمية عن دور قوات الجيش والشرطة، معللين ذلك بأنهم يوجدون فى نفس أماكن وجودهم لحفظ الأمن ومنع الشغب، ويخضع أفراد تلك الشركات لكشوفات ذاتية وطبية تؤكد صلاحيتهم للعمل بهذه المهنة، بالإضافة لاستعانتهم بأبطال عالم سابقين لتدريب الأفراد على أحدث التقنيات والمهارات دون الخروج عن النصوص والقواعد المسموح بها.
صالات حديد شعبية تنتشر غالبيتها فى أحياء فيصل والهرم وعين شمس وشبرا الخيمة، قيمة الاشتراك لا تتجاوز 200 جنيه شهرياً للفرد الواحد، وثلاثة جنيهات لتدريب غير المشتركين يومياً، وأجهزة تدريب جديدة وحديثة استعان بها أصحاب تلك الصالات لجذب أفراد الحراسة.
«أنا معايا ليسانس حقوق دفعة 2006، لما ما لقيتش شغل بقيت أشغل وقت فراغى برفع الحديد، لحد ما بنيت جسمى كويس، ومسكت صالة، وبقيت أدرب الناس اللى بتيجى تلعب، وكنت باخد راتب 600 جنيه فى الشهر، لحد ما جالى عرض من شركة أمن خاصة بتأمن الجامعة براتب 1500 جنيه، سبت الصالة واستلمت فى الشركة».. هكذا تحدث «محمود عبدالمنعم»، حارس فى إحدى شركات الأمن الخاصة، وأضاف: «العمل كفرد حراسة يتطلب من الشخص التحكم فى سلوكياته وانفعالاته، ويجب ألا يتصور ذهنياً أنه أصبح ضابط شرطة، خاصة أن المواطنين يتعاملون معنا على أننا فتوات وبلطجية».
«محمد البرنس» مدير موقع بإحدى شركات الأمن الخاصة يؤكد أن أفراد الحراسات أصبحوا يتحملون مسئولية كبيرة تتساوى مع تلك الملقاة على عاتق قوات الأمن من الجيش والشرطة، لأن دورهم الأساسى ينحصر فى الدفاع عن منشآت الدولة، ولا يوجد موقع خدمى لا يوجد فيه أفراد الحراسات بجوار رجال الشرطة. وعن الاتهامات الموجهة لأصحاب شركات الحراسات الخاصة بأنهم يؤوون «البلطجية والسوابق» أكد «البرنس» أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وتروج لها عناصر من جماعة الإخوان بسبب قدرة هذه الشركات على تأمين الجامعات والقضاء على مظاهرات أعضائها التخريبية. وتطلب الشركة من الراغبين فى الانضمام إليها ملفاً كاملاً: فيش وتشبيه حديث باسم الشركة، كعب عمل، شهادات تعليمية. وغالبية المتقدمين من حملة المؤهلات العليا، الأمر الذى دعا الشركة للتعاقد مع مدربين دوليين ومحاضرين لتدريب الأفراد على ضبط النفس لحين انتهاء مهمتهم والتمكن من تسليم الجناة والمخربين للجهات الرسمية.
«غالبية أبطال العالم اتجهوا إلى التدريب فى شركات الأمن الخاصة بعد تجاهل الدولة لبطولاتهم وتاريخهم، فاضطروا لقبول عروض تلك الشركات»: هكذا تحدث الكابتن «أحمد فرعون» بطل العالم فى «الكيك بوكس»، ومدرب فى إحدى شركات الأمن الخاصة، وأضاف: «المنافسة بين الشركات على التعاقد مع مواقع عمل ومؤسسات جديدة دعاها للاستعانة بأبطال العالم فى الألعاب الفردية العنيفة لتدريب أفرادها على أفضل طرق الاقتتال والحماية، وهو ما دفعنى للتعاقد مع واحدة من تلك الشركات لتدريب أفرادها داخل صالات حديد عادية على بعض المهارات التى تساعدهم فى القبض على المخالفين، دون إحداث ضرر بهم».
يتفق «وائل رأفت» بطل العالم فى الكاراتيه ومدرب فى إحدى الشركات: «تدريب أفراد الحراسات الخاصة يتطلب تعليمهم بعض المهارات البسيطة التى تساعدهم فى أداء أعمالهم وتطويرهم عضلياً وذهنياً لإحكام السيطرة على المناطق التى يعملون فيها، دون إحداث إصابات خطيرة فى الطرف الآخر».
اتهامات أفراد الأمن الخاص بعدم التدريب الكافى وعدم قانونية ما يقومون به من أعمال أكدها الدكتور «إيهاب يوسف»، مدير جمعية الشرطة والشعب: «شركات الأمن الخاص فى مصر نوعان، الأول أمن المستشفيات والبنوك والشركات الخاصة، وهذا النوع من الأفراد غير مدرب وليس لديه خبرة التعامل فى المواقف التى يفترض أنهم يوجدون من أجلها، وهى حماية تلك المؤسسات، والثانى وهو الأكثر خطورة، خاص بتوريد الـ«بودى جاردات»، لأن اختيار هؤلاء الأفراد يعتمد فى المقام الأول على الفتوات وأصحاب العضلات، بالإضافة إلى أن عملهم غير قانونى، وهذا ما يدفع شركات الأمن الخاصة لإبرام عقود صورية معهم، تمكنهم من التنصل من المسئولية فى حالة وقوع كارثة». أضاف «يوسف»: «الخبرة الأمنية لهؤلاء الفتوات تكاد تكون منعدمة، ويتجلى ذلك فى مشاجراتهم التى تتحول إلى خناقات بلدى تنتهى بجلسات عرفية، لذا كان من الضرورى التحقق من تلك الشركات قبل إسناد مهمة تأمين الجامعات إليها، وتحديد دورها بكل دقة لتتمكن الدولة من تحديد المقصر فى حالة وقوع كارثة».
