«عم محمد» على كرسي متحرك: الرصيف والشوارع في «الأسمرات» بيساعدوني على الحركة

كتب: محمد أباظة

«عم محمد» على كرسي متحرك: الرصيف والشوارع في «الأسمرات» بيساعدوني على الحركة

«عم محمد» على كرسي متحرك: الرصيف والشوارع في «الأسمرات» بيساعدوني على الحركة

يمر شهر رمضان على «محمد حسن»، صاحب الـ68 عاماً داخل الأسمرات غير أى مكان آخر، فبسبب إصابته بجلطة فى ≠≠≠ الأهالى لاستشعار الأجواء الرمضانية، إلا أنه الآن يتحرك على كرسى صغير، يجلس أمام المنزل، ويتفاعل مع المارة، ويرى زينة رمضان فى الشوارع، ويحس بأنه فى الشهر الكريم كأى شخص عادى.

وجهه الأبيض تخرج منه بشاشة وطيبة، وهذا الأمر وراءه سر كشفته زوجته، إذ إنه على الرغم من ظروفه الصحية، وحركته على كرسى، لا يفوت «عم محمد» وقت فى الشهر الكريم إلا ويقضيه فى العبادة، طوال يومه صلاة وقراءة قرآن، بحسب ما قالته زوجته: «البركة بتاعنا مابيفوتش وقت غير فى الطاعة».

على السرير يقضى الأب لشابين أغلب وقته، بسبب مرضه بجلطة فى القدم، ولكنه يمسك مسبحته فى يده يسبّح بها ويدعو الله أن يكرم أبناءه، وكل وقت تحاول زوجته أن تسنده ليجلس على السرير متكئاً يتشاركان الحديث، أو توجه كرسيه الصغير وتجلسه عليه، ليخرجا جالسين أمام المنزل فى آخر النهار، يتابعان الأجواء الرمضانية.

«إحنا زارنا النبى»، هكذا يرد «عم محمد» على أى شخص من جيرانه يطرق باب بيته لزيارته أو لقضاء الوقت معه: «كل الناس هنا بتحبنى وبتجيلى وماحدش مقصر معايا فى حاجة، وعلاقة الجيران زى الفل»، إذ يتردد عليه جيرانه من حين لآخر يجلسون معه، فأصبح لديه أسرة وعائلة من سكان الأسمرات.

«بقى عندى حمام لوحدى»، هكذا علق صاحب الـ68 عاماً، عن عيشته التى تحسنت كثيراً مقارنة بالماضى فى عزبة الهجانة: «كان الأول حمام مشترك للكل»، ولذلك يشعر بخصوصية هو وأسرته.

من الأمور التى تسعد «عم محمد» منذ انتقاله إلى حى الأسمرات، سهولة الحركة والشوارع والأرصفة المخصصة المستوية ومداخل ومخارج البيوت التى تراعى حركة متحدى الإعاقات، كما يساعده فى ذلك أنه يقيم فى الدور الأرضى، فلا يحتاج الصعود أو النزول على السلالم، مجرد أى شخص من أسرته أو جيرانه يشده بكرسيه يخرجه ويدخله حتى السرير، ذلك الأمر ساعده كثيراً فى الشعور بأجواء رمضان، على عكس ما كان فى منزله القديم فى عزبة الهجانة: «ماكنتش بعرف أنزل». 


مواضيع متعلقة