السفير الفلسطيني بالقاهرة: الشعائر الدينية وحرمة «رمضان» لم تمنع الاحتلال من ارتكاب جريمته

كتب: محمد على حسن

السفير الفلسطيني بالقاهرة: الشعائر الدينية وحرمة «رمضان» لم تمنع الاحتلال من ارتكاب جريمته

السفير الفلسطيني بالقاهرة: الشعائر الدينية وحرمة «رمضان» لم تمنع الاحتلال من ارتكاب جريمته

قال السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن ما جرى من اعتداءات همجية قامت بها شرطة الاحتلال الإسرائيلى على المصلين المعتكفين فى المسجد الأقصى واستخدام القوة المفرطة فى صورة همجية وفى مشهد دموى يعبّر عن عقلية فاشستية جاءت لتنفذ مخطط التهويد والتقسيم الزمانى والمكانى للمسجد الأقصى، الأمر الذى حذرنا منه مراراً وتكراراً.. وإلى نص الحوار:

دياب اللوح: الاعتداءات الهمجية على المصلين والمعتكفين تعبّر عن عقلية فاشستية

* ما تعليقك على الانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان؟

- من الواضح أن هناك قصداً متعمداً من قبَل سلطات الاحتلال الإسرائيلى من أجل زيادة توتر الأوضاع، ليس فى المسجد الأقصى فقط بل فى مدينة القدس المحتلة أيضاً، وهناك سعى لأن تقوم حرب دينية. أما بالنسبة إلى الاقتحامات المتتالية والمتتابعة على المعتكفين فى المسجد الأقصى المبارك فهى تدلل على أن الوزراء المتطرفين فى الحكومة الإسرائيلية لا يريدون إحداث أى انفراجة فى الوضع القائم وتناسى جميع الأعراف والقوانين الدولية.

ولا يخفى على أحد ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلى من جرائم متواصلة ومتلاحقة فى سياق المخطط الذى جاءت به حكومة اليمين المتطرف التى لم تترك وسيلة إلا وقامت بتنفيذها لتفجير الأوضاع فى المنطقة، حيث إن هول الجريمة التى مورست من قبَل شرطة الاحتلال على المصلين الآمنين داخل المسجد القبلى فى الحرم القدسى واقتحامه وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز والصوت واعتقال أكثر من 400 مُصل أمر يمثل وصمة عار على جبين دولة الاحتلال، ولكن قناع الخداع والزيف الذى يتساقط يومياً عن وجه هذا الاحتلال الغاشم يكشف حقيقة توجهات هذه الحكومة التى أرادت تنفيذ مخطط التهويد والاستيطان والسيطرة على المدينة المقدسة.

* لماذا لا تحترم إسرائيل القانون الدولى؟

- إسرائيل هى بطبيعة الحال قوة قائمة بالاحتلال تواصل توجيه صفعاتها للمجتمع الدولى غير آبهة بالقانون الدولى وبجريمتها الجديدة بالمسجد الأقصى التى ارتُكبت بحق المصلين والمعتكفين داخل المسجد الأقصى المبارك، ولهذا تم عقد الاجتماع الطارئ على مستوى المندوبين لمواجهة هذه الجرائم ومواجهة آلة الحرب الإسرائيلية ومن أجل دعم صمود شعبنا الفلسطينى على أرضه ومقدساته وتوفير الحماية الدولية له مع العمل على تفعيل كافة قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، حيث يستحيل القبول ببقاء شعبنا الفلسطينى يُقتل وتُسفك دماؤه على أيدى المتطرفين وتُدنس مقدساته على مرأى ومسمع من العالم دون أن يحرك ساكناً، مما شجّع الاحتلال وعصابات المستوطنين على تشكيل قوات جديدة غير قانونية تحت مسمى الحرس القومى مهمتها الرئيسية ارتكاب المزيد من جرائم القتل واستهداف المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطينى.

أما الصمت على الجرائم البشعة ومخططات حكومة الاحتلال الإسرائيلى فسيدفعها لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطينى، ولذلك فإننا أمام تحدٍّ جديد لمواجهة حالة الغطرسة التى تمارَس من قبَل حكومة اليمين المتطرف وإلزامها بكافة قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الدولية الموقعة لحماية الشعب الفلسطينى ووقف هذا المسلسل الإجرامى الخطير.

* ما وصفك لاعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلى على المعتكفين والمصلين فى المسجد الأقصى؟

- ما جرى من اعتداءات همجية قامت بها شرطة الاحتلال الإسرائيلى على المصلين المعتكفين فى المسجد الأقصى واستخدام القوة المفرطة فى صورة همجية وفى مشهد دموى يعبّر عن عقلية فاشستية جاءت لتنفذ مخطط التهويد والتقسيم الزمانى والمكانى للمسجد الأقصى، الأمر الذى حذرنا منه مراراً وتكراراً، وفى كل مناسبة، بأن هذا الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية ويتنكر لما تم الاتفاق عليه فى الاجتماعات التى جرت فى العقبة وشرم الشيخ، ولم تمنع الشعائر الدينية ولا حرمة هذا الشهر الفضيل جنود وشرطة الاحتلال الإسرائيلى من ارتكاب هذه الجريمة البشعة التى أتت بتعليمات مباشرة من وزراء فى حكومة الصهيونية الدينية لغرض إشعال المنطقة وإدخالها فى أتون حرب دينية. وأؤكد أن الاعتداءات الإسرائيلية ليست فى الأقصى فقط، بل قبل أسابيع كانت جريمة «حوارة» ومحاولة حرق البلدة وإبادة أهلها كما صرح وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ومن ثم نابلس وجنين وطولكرم وأريحا والخليل والقدس.

* ما المطالب الفلسطينية فى الوقت الحالى لوقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلى على المسجد الأقصى؟

- على المجتمع الدولى التحرك سريعاً من أجل وقف سيل الدم الفلسطينى الذى يُسفك يومياً بواسطة آلة القتل الإسرائيلية الغاشمة، ولوقف الجرائم والممارسات العنصرية البشعة التى تُرتكب ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى القدس وأنحاء الأراضى الفلسطينية المحتلة، ووضع المجتمع الدولى ومؤسساته ومنظماته، وفى مقدمتها مجلس الأمن، أمام مسئولياته التاريخية والسياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطينى لإنصافه ورفع هذا الظلم التاريخى الواقع عليه، وتمكينه من ممارسة حقه فى تقرير مصيره ونيل استقلاله وعودته إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية، وتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطينى من بطش القوات الإسرائيلية الغاشمة وعصابات المستوطنين المسلحين، ووقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب التى تتناقض مع الاتفاقيات الموقعة والمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف الرابعة.

جرائم جيش الاحتلال

نحن أمام مسلسل متواصل من الجرائم الإسرائيلية التى تُرتكب بحق شعبنا الفلسطينى ويبدو أن أجندة الحكومة الإسرائيلية لها توجُّه آخر بضرورة مواصلة ارتكاب الجرائم وتفجير المنطقة. وفى ظل هذا العدوان الجديد والمتواصل من قبَل حكومة الاحتلال الإسرائيلى أتى اجتماعنا الطارئ فى جامعة الدول العربية، الأربعاء الماضى، ليس فقط للإدانة أو الاطلاع، فنحن بأمسّ الحاجة إلى موقف عربى موحد بالعمل مع المجتمع الدولى والدول ذات التأثير فى العالم لوقف تلك الجرائم ولجم حكومة الاحتلال ووقف مخططاتها الرامية لنسف أى جهود للتهدئة فى المنطقة.


مواضيع متعلقة