دراما «المتحدة» تنتصر للمرأة وترفع وعي أهل الريف.. «عمدة ووكيلة نيابة وصاحبة حق»

كتب: آية أشرف

دراما «المتحدة» تنتصر للمرأة وترفع وعي أهل الريف.. «عمدة ووكيلة نيابة وصاحبة حق»

دراما «المتحدة» تنتصر للمرأة وترفع وعي أهل الريف.. «عمدة ووكيلة نيابة وصاحبة حق»

من 15 أو 30 حلقة، مشاهد متسلسلة، سيناريو وحوار يجذب الانتباه، وضع قضايا المرأة فى المقدمة، فظهرت نيللى كريم فى مسلسل «عملة نادرة» تدافع عن حقها وحق رضيعها فى ميراثها من أرض زوجها الراحل بالصعيد، تقف أمام الكبير والصغير متمسكة بالأرض، بينما برعت الفنانة روبى بمسلسل «حضرة العمدة» وهى تتقلد منصب عمدة تمنع الختان وتقف أمام زواج القاصرات بعلو صوتها، تطبق القانون لحماية الصغار والكبار، وخرجت علينا الفنانة منى زكى هذا الموسم بـ«تحت الوصاية» ومشوار أرملة تبحث عن حقوق صغارها.

وجبة درامية دسمة نجحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى تقديمها فى هذا السباق الرمضانى، تستكمل من خلالها نجاحها الكبير العام الماضى، بطرحها للعديد من القضايا المجتمعية التى لاقت نجاحاً كبيراً، على رأسها مسلسل «فاتن أمل حربى» إذ حقق نجاحاً مجتمعياً وجماهيرياً بعد مناقشته لثغرات قانون الأحوال الشخصية ولاقى تجاوباً كبيراً على كافة المستويات، وكان شعاع نور وأمل لمزيد من الأعمال الدرامية التى تعد بمثابة رسالة للجمهور، وتناقش قضايا ومشكلات المرأة وتعكس الواقع فى صورة دراما.

«الطاهر»: المسلسلات سلاح مهم جدا ويصل لكل البيوت ويؤثر ي مختلف الفئات والثقافات

من جانبها، علقت جواهر الطاهر، مديرة برنامج الوصول للعدالة بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، على طرح العديد من قضايا المرأة فى أكثر من عمل درامى هذا الموسم، موضحة أنه يعد نجاحاً كبيراً للشركة المنتجة، وتأكيداً لوعيها بدور الأعمال الدرامية فى طرح ومناقشة القضايا المهمة، طالما نادت بها المؤسسات المعنية، وقالت: «دراما رمضان ليها دور كبير فى زيادة الوعى لأن بطبيعة الناس فى العادى بتتجمع حوالين المسلسلات فى رمضان، وده بيخلى التوقيت سلاح مهم جداً ومؤثر ومضمون إنه هيوصل لكل البيوت».

تقديم رسالة من خلال القوة الناعمة هى هدف الدراما الذى ينجح مع دخولها كافة المنازل، وفقاً لما شرحته «الطاهر»: «الدراما بتوصّل كل القضايا وتناقشها وكمان تقدم ليها حلول وبيكون ده باختيار المشاهد اللى بيقرر بنفسه يدور ويختار، إحنا مش بنقدر ندخل كل البيوت، ممكن نعمل حملات طرق الأبواب لكن المشاهد هو اللى بيختار الدراما بنفسه والقضية اللى يتابعها».

ختان الإناث، زواج القاصرات، والوصاية، وعادات المواريث، مشكلات تحاول دراما هذا الموسم طرحها وإيجاد حلول لها، إذ نجحت من قبل وتحديداً العام الماضى بمسلسل «فاتن أمل حربى» خلال مناقشته قوانين الأحوال الشخصية الذى حقق صدى واسعاً واستجابة أيضاً، وهو المرجو هذا العام: «الدراما ليها دور فعال فى مناقشة القضايا، وده حصل السنة اللى فاتت فى مسلسل فاتن أمل حربى، ومنتظر السنة دى كمان وخاصة من خلال مسلسل تحت الوصاية، لأن الدراما قادرة تغير القوانين، ومش بس الدراما كمان تفاعل الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى ونقلهم للمشاهد وتغطية موجز المسلسلات بيوصلها أكتر ويوصل القضية والرسالة أسرع».

«منصور»: الأقرب للعديد من الشرائح المجتمعية التى ربما لم تصلها الحملات التوعوية بشكلها التقليدي

وعلى الجانب الآخر، ردت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع فى جامعة بنها، على تناول الأعمال الدرامية هذا الموسم لأكثر من قضية اجتماعية مهمة تخص المرأة، مؤكدة أن التناول من المؤكد تحقيقه نجاحاً اجتماعياً وجماهيرياً خاصة حال تناوله بذكاء: «أهم حاجة أن طرح القضية يكون فى السياق الدرامى، لازم خلق نوع من التوعية فى معظم المشكلات اللى بنشوفها وبنحاول نسلط عليها الدور وندور على حل وده اللى بتعمله الدراما».

وأكدت «منصور»، خلال حديثها لـ«الوطن» إن الدراما عادة هى الأقرب للعديد من الشرائح المجتمعية التى ربما لم تصلها الحملات التوعوية بشكلها التقليدى، فتكون الدراما هى الوسيلة الوحيدة، موضحة أن إثارة الحوار حول المسلسل المُذاع والتجاوب معه هو دليل على نجاح العمل الدرامى.

«مسلسلات عرفت قيمة المرأة وقضاياها»، بهذه الكلمات علق الناقد الفنى أحمد سعد على الأعمال الدرامية المعروضة خلال السباق الرمضانى الحالى، مؤكداً أنها مرآة عكست قضايا المرأة التى طالما نادينا بها، ونددنا بما تعانيه على الرغم من أن العصر الحالى استرد لها حقوقها: «عندنا مسلسلات كتيرة جداً الموسم ده بتناقش قضايا المرأة، زى تحت الوصايا للفنانة منى زكى، وعملة نادرة لنيللى كريم وحضرة العمدة لروبى وكمان جميلة لريهام حجاج اللى بيناقش عمل المرأة فى وظيفة مرموقة كوكيل نيابة».

وأوضح لـ«الوطن» أن صورة المرأة فى الدراما انعكاس للواقع الحالى: «فيه عمدة وفيه الزوجة اللى بتدافع عن حقها فى الميراث واللى بتمنع جريمة الختان وزواج القاصرات واللى بتطالب بحق الوصاية بعد وفاة زوجها، حقيقى كلها قضايا انعكاس لواقعنا».

وأشار الناقد الفنى لنجاح الشركة المتحدة فى تقديم العديد من الأعمال الفنية الدرامية التى تناقش قضايا المرأة: «المسلسلات أدركت أن المرأة هى كل المجتمع وعنصر مهم ولازم نناقش قضاياها ومشكلاتها رغم أن حالياً المرأة بالفعل خدت حقوقها، ولكن يظل جزء من القرى والنجوع مستنّى يشوف»، مؤكداً أن المرأة حالياً فى عصر الرئيس عبدالفتاح السيسى استردت كافة حقوقها «بقى عندنا الوزراء والعمدة والقاضى وحقوق كثيرة حصلت عليها فى عصر الرئيس السيسى، لكن تظل هناك بعض العقول بحاجة للتذكير من خلال الأعمال الفنية».


مواضيع متعلقة