قبل انطلاق المدفع وبعد أذان المغرب.. حلقات رسم وألوان تحمل أحلام صغار «الأسمرات»

كتب: محمد أباظة

قبل انطلاق المدفع وبعد أذان المغرب.. حلقات رسم وألوان تحمل أحلام صغار «الأسمرات»

قبل انطلاق المدفع وبعد أذان المغرب.. حلقات رسم وألوان تحمل أحلام صغار «الأسمرات»

قبل دقائق من انطلاق مدفع الإفطار، يجتمع الأطفال داخل رواق كل عمارة، يجلسون معاً، وكل منهم معه كراسته وألوانه، يرسمون ويلوّنون، وكلٌ غارق فى أحلامه، يفكر فى أمنيته الخاصة، وحلم يتمنى أن يحققه عندما يكبر.

فى طرقات أدوار عمارات حى الأسمرات تولد أحلام صغيرة، من المؤكد أنها ستكون كبيرة يوماً ما، لأطفال يجلسون فى حلقات يتشاركون الرسم والتلوين، إذا مررت فى أى طابق به أطفال تجد هذا المشهد الذى يخطف الأنظار، ويقابلك الأطفال بابتسامة وضحكة مليئة بالأمل والحياة.

«سما» ترسم بالطو أبيض: نفسي أكون دكتورة 

«نفسى أبقى دكتورة»، هكذا قالت «سما» واحدة من الأطفال الصغار، التى جلست ترسم طبيبة على كتفها سماعة وتطيّب آلام المرضى، بينما «كريمة» تحلم بأن تكون مدرسة، لتعلم الأجيال مثل معلمتها فى المدرسة، لذلك جلست ترسم فصلاً مدرسياً بداخله الطلاب على الكراسى، يستمعون إلى شرح معلمتهم بكل إنصات، متخيلة نفسها مكان هذه المُدرسة يوماً ما.

فى هذه الأوقات تتشارك الأمهات تفاصيل مائدة الإفطار، فى سؤال دائماً ما يتردد بينهن: «عاملة إيه على الفطار النهارده»، ومن يكون على طاولته شىء مميز لا بد أن يشارك جاره به، من خلال الطبق الدوار حتى ينسى صاحبه أنه صاحبه فى الأساس، من كثرة دورانه بين الجيران مُحملاً بما لذ وطاب.

حلقة الأطفال الصغيرة فى كل أروقة عمارات حى الأسمرات، تنتهى مع انطلاق مدفع الإفطار، وبدء أذان المغرب، إذ تنادى كل أم على طفلها أو طفلتها، لتناول الإفطار، ومن ثم يعود الأطفال إلى جلستهم بعد الإفطار، وكل معه أقلامه وألوانه ورسمته المنقوصة ليكملها وكأنه يضىء حلمه، ويسرد قصته التى يتمنى أن تكون حقيقية يوماً ما.

«نظير»: عايز أكون رسام مشهور 

هذه الجلسة الصغيرة من المؤكد لم تكن موجودة فى السابق قبل انتقالهم إلى الأسمرات، فالبيوت المتهالكة والعشش لم تكن تعرف طرقات يمكن الجلوس فيها، لم تكن تعرف ألواناً ناصعة، أو مظاهر جمال، لم تكن ترى العين فيها سوى قبح وعشوائية، وبالتالى كانت الأحلام على قدر المكان والألوان التى تراها العين، بحسب ما يقوله «نظير»، أحد شباب الأسمرات، ويضيف: «عايز أكون رسام كبير، برسم فى كل مكان، سواء فى مركز المواهب أو الشوارع وجدران العمارات، عندى حلم أكون رسام مشهور».


مواضيع متعلقة