عمر زهران: «الكتيبة 101» هدية من ربنا.. و«المتحدة» أحدثت تنوعا دراميا في رمضان

عمر زهران: «الكتيبة 101» هدية من ربنا.. و«المتحدة» أحدثت تنوعا دراميا في رمضان
- دراما رمضان
- " الكتيبة 101"
- الشركة المتحدة
- التنوع الدرامى
- دراما رمضان
- " الكتيبة 101"
- الشركة المتحدة
- التنوع الدرامى
فنان وإعلامى ومخرج تليفزيونى من العيار الثقيل، فى كل مجال يدخله، كان اسمه حاضراً بين الكبار دوماً، ليُحطم مقولة «صاحب بالين كداب»، فاستطاع أن يخلق لنفسه مساحة يُنافس نفسه فقط، إنه الفنان عمر زهران، الذى يُشارك فى موسم دراما رمضان 2023، بمسلسلين دفعة واحدة، وكل منهما مُختلف عن الآخر فى الشكل والمضمون، وهما «الكتيبة 101»، للثنائى عمرو يوسف وآسر ياسين، و«سره الباتع» مع المخرج خالد يوسف، إذ حظى بإشادات واسعة من قبل الجمهور، عبر منصات التواصل الاجتماعى، بالتزامن مع عرض الحلقات الأولى.
وحل عمر زهران، ضيفاً على جريدة «الوطن»، للحديث عن تجاربه فى رمضان الحالى، وكواليس مشاركته فى «الكتيبة 101»، وأبرز الصعوبات الذى تعرض لها، والتحضير للشخصية، وكذلك تعاونه مع خالد يوسف، ورؤيته تجاه صناعة الدراما بشكلٍ عام، وغيرها من التفاصيل.
فى البداية حدثنا عن دوافع مشاركتك فى مسلسل «الكتيبة 101».
- دون أدنى شك، لمجرد أنه عمل وطنى لم أتردد فى المُشاركة إطلاقاً، فهذا طموح وأمنية لأى فنان وليس لى فحسب، فشىء عظيم وشرف كبير الوجود فى مسلسل يُمجد الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم وحياتهم فى مواجهة الإرهاب.
محمد سلامة من مُخرجي الأبيض والأسود.. وخالد يوسف اندهش بسبب اختياراتي في سره الباتع
«الكتيبة 101» هى التجربة الثانية لك فى الأعمال الوطنية؟
- بالفعل، فكانت التجربة الأولى من خلال فيلم «الممر» مع المخرج شريف عرفة، عندما هاتفنى وقال لى إنّ هناك دوراً مؤثراً فى الأحداث، لكنه اعتذر لى فى الحال لأن مساحة الدور قصيرة حوالى 7 مشاهد فقط، واعتقدت فى البداية أنّ الأمر بمثابة «مقلب»، لكن سرعان ما أدركت الأمر، وتحمست جداً للمُشاركة، واستفدت كثيراً بالوجود فى هذا المشروع، وعندما تلقيت عرضاً للمُشاركة فى «الكتيبة 101» سعادتى تضاعفت، خاصة أنه سيجمعنى بالمخرج محمد سلامة، والذى آراه يمتلك قدرة على تزويد طاقة المُمثلين قبيل التصوير، تجعل المُمثل يبذل قصارى جهده بشغف وحب، كما أنه قادر على توجيه الممثل بشكلٍ هادئ ومتزن، فكأن يأتى لى فى أحد المشاهد الذى يرغب فى إعادة تصويرها، ويهمس فى أذنى لرصد ملاحظاته، والتى تكون مهمة للغاية، فهو ينتمى لمخرجى «الأبيض والأسود»، فى الهدوء التام والثقة بالنفس، ولا يُحدث توتراً بالمكان، ويستمع جيداً ويتقبل وجهات النظر، وأعتقد أنّ الجمهور لمس ذلك على الشاشة.
وماذا عن كواليس فترة التحضير للشخصية؟
- بجانب قراءة السيناريو بتركيز شديد، حرصت على مشاهدة كم من الأعمال الوطنية، منها «الاختيار» بأجزائه الثلاثة، وكذلك جمعتنى جلسات تحضيرية مع المخرج محمد سلامة، وكان هناك تعاون كبير من الجميع وسط دقة متناهية، وأتذكر من شدة الدقة، كان يُلتقط لنا صور بعد ارتداء ملابس الشخصية لمراجعتها جيداً قبيل التصوير.
وما الصعوبات التى تعرضت لها خصوصاً فى المشاهد الخارجية؟
- رغم صعوبات المشاهد الخارجية، وبدون مبالغة، إلا أنه كان هناك مزيج من المتعة والشعور بأنك تُقدم شيئاً له قيمة، فكنت أشعر أننى أقدم رسالة عظيمة، وكون العمل يُصور فى أماكن حقيقية فهذا شعور آخر، ويكفى اطلاعك على قصص التضحيات، وأعترف بمنتهى الشجاعة، شأنى شأن الكثيرين، أنّ فكرتنا عن الحرب ضد الإرهاب ينقصها الكثير من الوعى، الغالبية تظن أنّ العدو عبارة عن عناصر مرتدية جلباباً وبلحية كثيفة، لكن الموضوع أكبر مما نتخيل، وبتخيلى أنّ هذه الحرب تفوق حرب أكتوبر، خاصة أنّ مواجهة الإرهاب قائمة منذ 10 سنوات تقريباً.
وماذا عن شعورك بعد اطلاعك على قصص الشهداء عن قرب؟
- من يُتابعنى على مدار الأعوام الماضية، سيُدرك جيداً أننى مهموم بتلك القضية، ويعى حجم أوجاعى وآلامى مع كل وقوع عملية إرهابية، خاصة أن عائلتى فقدت ضابطاً فى عز شبابه، فى كمين «كرم القواديس» وكان وحيداً لوالده ووالدته، لذلك أرى أنّ «الكتيبة 101» فرصة وكأنها هدية ربنا لى، ويكفى قبل مشهد إلقاء الخطبة الشهيرة بالحلقات الأولى، والذى يُعتبر من أصعب المشاهد، كونى تحاملت على نفسى حتى لا أبكى، جلست مع المخرج للاطلاع على تفاصيل القائمة المُدون بها أسماء الشهداء، كما أننى اطلعت على المزيد عبر الإنترنت، فقد عِشت معايشة جبارة مع هذا المشهد، وكأنه قد وقع قبل ساعات، فالأمر كان موجعاً لأقصى درجة، وتلقيت اتصالات من أسر بعض الشهداء، فور عرض هذه الحلقة، فأرى أنّ الشهداء هم أشهر من كل العمالقة الذين ذكرهم التاريخ، ويجب أن يعرف أولادنا سيرتهم بشكلٍ تفصيلى.. حكاياتهم مليئة بالكنوز التى تسمح بتقديم العديد من الأعمال الفنية.
وماذا عن كواليس التحضير لمشهد الخطبة الشهير؟ وكذلك أبرز رسالة تلقيتها بعدها؟
- أعلنت حالة الطوارئ فى المنزل، طوال أيام فترة التحضير للمشهد، وكنت أقف مع نفسى وأذاكر المشهد بأكثر من أداء، فالأمر لم يكن مجرد حفظ السيناريو فقط، لكن كنت أشعر بكل حرف، وخلال التصوير استفدت من المخرج فى هذا المشهد كثيراً، فهو يزن الأداء بميزان من ذهب، وكان يهمس فى أذنى أحياناً بالملاحظات، ويوجهنى بالهدوء وعدم الانفعال خلال محطات معينة داخل المشهد نفسه، فكنت أتعايش مع الحالة بشكلٍ ضخم.
أما أبرز رسالة تلقيتها، فكانت من والد شهيد، وقال لى: «اتصرف، عاوزك تتكلم عن ابنى فى حلقة من الحلقات»، وهذا الأمر للأسف كان مستحيلاً خصوصاً أنّ قائمة الشهداء طويلة، فكنت أشعر بـ«خنقة» وهو يُهاتفنى لعدم قدرتى على تلبية طلبه، خاصة أنه كان يروى لى عن حجم تفوق ابنه فى الدراسة، وحب الناس وأصدقائه له وغيرها.
وبالانتقال إلى مسلسل «سره الباتع».. ماذا عن كواليس التحضير للشخصية؟
- خالد يوسف منحنى فى البداية دوراً لقائد فرنسى، لكنى اعتذرت عن هذا الدور، وتمسكت بشخصية قائد المماليك، رغم التفاوت الكبير فى مساحة الشخصية، الأمر الذى أصابه باندهاش كبير من موقفى، إلا أننى أخبرته برغبتى فى تجسيد شخصية بعينها، مهما كانت مساحتها، وبالفعل وافق فى النهاية، كونها شخصية شريرة إلى حدّ ما، وسأبرز فيها إمكانياتى الفنية بشكلٍ أكبر، وسرعان ما جمعتنى جلسات تحضيرية مع المخرج، للحديث عن تفاصيل الشخصية وأبعادها والشكل الذى ستظهر به على الشاشة.
وما تقييمك للتنوع الدرامى فى رمضان لهذا العام؟
- الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قدمت جرعة درامية متنوعة ومتميزة، خاصة عودة الأعمال التاريخية والدينية بجانب الأعمال الوطنية، مثل «سره الباتع» وهو درامى قيّم، والجمهور سيكتشف الرسالة جيداً بمرور الحلقات، وهذا العمل كان حلماً للمخرج خالد يوسف منذ سنواتٍ طويلة، ويُحسب للشركة أنها منحته الفرصة ليُحقق حلمه، وأعتقد أنّ هذا المسلسل سيفيد النشء الجديد، وإذا جرى تعليم الطلاب فى المدارس عما ورد بتلك القصة سيكون أمراً إيجابياً للغاية، وكذلك مع مسلسل «الكتيبة 101» وقبله «الاختيار» فأتمنى تحويل هذه الأعمال إلى أفلام، لعرضها فى المدارس والنوادى والقرى والنجوع، بالتعاون مع الوزارات المعنية مثل وزارة التربية والتعليم، والشباب والرياضة، ما يُسهم فى وصول الرسالة الفنية للجمهور بمختلف فئاته.
شعرت بخنقة بعد مكالمة والد شهيد قال لي: اتصرف.. عاوزك تتكلم عن ابني في المسلسل
من وقتٍ لآخر نرى لجاناً إلكترونية تتعمد تشويه عمل فنى بعينه لأغراض معينة.. ما تعليقك؟
- أعتقد أنّ هذه اللجان الإلكترونية نُسهم فى نجاحها دون دراية، رغم أنّ موقفهم ضعيف بالتأكيد، وموقفنا نحن أقوى وأهم ودوره مؤثر، لذلك كل المحاولات التى يقومون بها ستموت تماماً خلال وقت وجيز، أتذكر أنه خلال وقت فيلم «الممر» أحدث حالة تُشبه الزلزال بالنسبة لتلك الحملات، وخرجت محاولات تشويه، إلا أننى لمست ردود فعل ضخمة تفوق الخيال، ومن مختلف الأجيال خاصة النشء الجديد بالمدارس، إذن الجمهور بحاجة إلى المزيد من الأعمال الفنية التاريخية والدينية والاجتماعية الجادة، وللأسف البعض يظن أن المُشاهد بحاجة إلى أعمال لايت خفيفة، فهذا ليس حقيقياً، الجمهور متعطش لمسلسلات مثل «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوى، فقد حقق نجاحاً جماهيرياً ضخماً بالتزامن مع عرض الحلقات الأولى منه، فهذه اللجان «ترقص مذبوحة من شدة الألم»، وأتمنى أن ننجح فى استحداث أسلوب أكثر ذكاءً ودهاءً، «مَن تعلم لغة قومٍ أمن شرهم»، لذلك علينا أن نفهم لغتهم، خصوصاً وهم يمارسون دورهم من تحت الأرض فى الخفاء، لكن نحن نُعبر عن الوضوح والقوة والقاعدة العريضة.
لدىّ مقترح على جريدة «الوطن» بتنظيم مؤتمر ضخم عقب انتهاء شهر رمضان، يُشارك فيه كل صناع الدراما بشكلٍ عام، لتقييم الموسم والحديث عما شهده من أزمات وتحديات لمعالجته وكذلك رصد أبرز الإيجابيات والسلبيات، مع وضع مجموعة توصيات وورقة عمل وخُطط خاصة بخريطة المسلسلات لمدة عامين مُقبلين على الأقل، خاصة أنّ الفن أحد أسلحة القوة الناعمة لمصر، وكان ذا مكانة كبيرة بالوطن العربى.