أحمد العوضي: تشبيه «الكوماندا» بأحمد زكي في «الهروب» شرف.. وطلبت المدد بـ«صعايدة يا رسول الله»

كتب: خالد فرج

أحمد العوضي: تشبيه «الكوماندا» بأحمد زكي في «الهروب» شرف.. وطلبت المدد بـ«صعايدة يا رسول الله»

أحمد العوضي: تشبيه «الكوماندا» بأحمد زكي في «الهروب» شرف.. وطلبت المدد بـ«صعايدة يا رسول الله»

من جديد، يعود النجم أحمد العوضى للدراما التليفزيونية بمسلسل «ضرب نار» الذى يقدم فيه دور البطولة أمام النجمة ياسمين عبدالعزيز، وذلك بعد تغيبه عنها فى الموسم الرمضانى الماضى، رغم النجاح الكبير الذى حققه بمسلسل «اللى مالوش كبير»، إلا أنه قرر اقتحام منطقة الصعيدى لأول مرة فى مشواره، فوجدناه يرتدى عباءة شخصية «جابر الكوماندا» الذى يأتى إلى القاهرة قادماً من الصعيد، ويتعرف على «مهرة» وتجسد دورها ياسمين عبدالعزيز لتبدأ قصة الحب بينهما.

وحازت الحلقات الأولى من مسلسل «ضرب نار» إعجاب الجمهور والنقاد، بدليل تصدره لقائمة المسلسلات الأكثر بحثاً عبر محرك «جوجل»، وذلك نتيجة لتفاعل الجمهور مع أحداثه التى بدت ساخنة منذ الحلقات الأولى، ومن المقرر تصاعدها خلال الحلقات المقبلة.

ويكشف أحمد العوضى فى حواره مع «الوطن» عن ردود الفعل التى تلقاها إزاء تجسيده لشخصية «جابر الكوماندا» وتحضيراته لها، كما يكشف لأول مرة المغزى من كتابته لجملة «صعايدة يا رسول الله» عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ويرد على تشبيه البعض لدوره بشخصية «منتصر» التى جسدها النجم الراحل أحمد زكى فى فيلم «الهروب» والكثير من التفاصيل فى السطور المقبلة.

كيف تابعت أصداء الحلقات الأولى من مسلسلك الجديد «ضرب نار»؟

- تلقيت ردود فعل مبهرة من الناس، وشعرت بمسئولية كبيرة ملقاة على عاتقى، ولكن «اللى جاى فى حتة تانية»، لأن الأحداث ستكون على عكس التوقعات، وستشهد تصاعداً درامياً خلال الحلقات المقبلة، فالحلقات الخمس الأولى مجرد تسخين لما هو قادم.

ماذا عن تحضيراتك لتجسيد شخصية «جابر الكوماندا»، خاصة أنك تجسد دور الصعيدى لأول مرة؟

- أتبع طريقة معينة أثناء تحضيرى لأدوارى، وأنت تعلمها جيداً بحكم صداقتنا لسنوات، إذ أجسد أى شخصية بشكل يحاكى الواقع، فحينما ترى أدائى لـ«سيف الخديوى» ستقول لنفسك «أنا شفت الراجل ده قبل كده»، وهدفى هنا هو تقديم شخصيات من لحم ودم، ومن هذا المنطلق، حينما بدأت التحضير لشخصية «جابر الكوماندا» الذى ينتمى لأهل الصعيد، وجدت ممثلين كثيرين جسدوا الشخصيات الصعيدية من قبلى، وبما أننى أبحث عن الاختلاف، فإننى أهدف أن يكون أدائى أقرب للشخصية الحقيقية، بمعنى أننى أستهدف الضباط أنفسهم عندما أجسد دور ضابط «فلما يتفرجوا يقولوا هو الراجل ده كان شغال معانا قبل كده ولا إيه؟» وكذلك الحال بالنسبة للصعايدة فيما يخص اللهجة وطريقة الأداء وكذلك استخدام المفردات التى ربما تبدو غريبة للبعض، ولكنهم قادرون على فهمها وتقديرها مثل جملة: «صعايدة يا رسول الله».

هل توقعت أن تثير كتابتك لجملة «صعايدة يا رسول الله» كل هذا الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعى؟

- نعم، وإن كنت متيقناً بفهم الصعايدة وحدهم لمعناها، لأن مجتمع الصعيد له عاداته وتقاليده ولهجته التى يعتز بها، ويمتاز بمفرداته التى قد لا تصل للقاهريين مثلاً والعكس صحيح، ولذلك لم يفهم الناس المغزى من كتابتى لجملة «صعايدة يا رسول الله»، فالأمر أشبه إلى حد ما بمن يكون على صلة قرابة بشخصية مهمة، فتجده يحب وضع اسمه إلى جانب اسم هذه الشخصية، ومن هذا المثال: «هو فيه أحسن من رسول الله كمكانة إنى أقول إن الصعايدة من نسله؟» ولعلمك فحينما أقتدى بالرسول وأقول «صعيدى يا رسول الله»، فأنا أطلب المدد منه، صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المعنى من هذه الجملة، فليس معناها أن أصل الرسول من الصعيد، ولكنّ هناك نسلاً فى الصعيد ينتمى للأشراف.

الشيخ ياسين التهامى أيّد كلامك فى تعليق منه على منشورك بصفحتك الرسمية...

- مقاطعاً:

لأنه يدرك أن المصطلح رائج فى الصعيد وليس من تأليفى، وبما أننى أجسد دور صعيدى فلا بد من التحدث بلهجته وطريقته احتراماً للمشاهد، وكذلك الحال حينما أجسد دور صاحب ورشة كاوتش، فلا بد من تعلمى للمهنة كى أتقنها.

أهدف لتقديم شخصيات من لحم ودم فى أعمالى و«صنايعى» علمنى حل وتركيب إطارات المقطورات

معنى كلامك أنك تعلمت تركيب إطارات السيارات وما إلى ذلك؟

- أصبحت قادراً على حل وتركيب إطارات المقطورات، وقد تعلمت هذه المهنة بمساعدة عامل صنايعى لمدة أسبوعين، داخل إحدى الورش واتجهت لهذا الأسلوب بسبب احترامى لمهنتى وللمشاهدين، فلا بد أن أقدم لهم الشخصية بشكل منضبط وواقعى كى يحترمونى، فطالما أنهم قرروا الجلوس لمتابعتى أمام شاشات التليفزيون، فيجب أن أجتهد وأبذل قصارى جهدى لتجسيد دورى كما ينبغى، وهو المنهج الذى اتبعته ياسمين عبدالعزيز عند تجسيدها لبنت شبرا «مهرة»، وبعيداً عن هذا وذاك، فأنا أضع الجمهور صوب عينى، وأحترم إخوتى وحبايبى «وبشيلهم على راسى».

هل جلست مع صعايدة للإلمام بتفاصيل وأبعاد الشخصية أم اكتفيت بجلساتك مع مصحح اللهجة؟

- جلست مع صعايدة من القرى والنجوع فى الصعيد، وذلك بغض النظر عن مسألة اللزمات بحكم تميزى فيها، ولنا فى نجاح جمل «على الله حكايتك»، «الله المستعان» و«من أجلك أنت» التى قمت بتأليفها خير دليل ومثال، أما عن مصحح اللهجة فله دور مهم جداً، ولكنه يظل شخصاً صعيدياً مقيماً فى القاهرة، ولذلك أحببت الجلوس مع الصعايدة أنفسهم والاستماع لمفرداتهم وطريقة أحاديثهم، فمثلاً حينما أتكلم عن الكاوتش، فمن الممكن أن أقول «الكاوتش مخرم» أو «الكاوتش بايظ» أو «الكاوتش جاطم سلك»، فالمصطلح الأخير يفهمه الصنايعية والصعايدة على حد سواء، كما أن تجسيد دور صعيدى يستلزم معرفة نبرة طبيعة الشخصية أو «النرف» بتاعها، وهنا لا بد من معرفتها بالتواصل مع الصعايدة والاستماع إلى طريقة أحاديثهم.

أشعر كأنك استمددت مثل هذه الدراسات والتفاصيل من الفنان الراحل نور الشريف فى بداياتك.. أليس كذلك؟

- هذه حقيقة، وأذكر أننى جلست معه ذات مرة، واستعاد تفاصيل مشهد من فيلم - لا أتذكره حالياً، ووقتها استلزم المشهد جلوسه داخل أوتوبيس، فاتخذ حينها وضعية جلوس معينة لإعطاء دلالة تعكس انكسار الشخصية، وقال لى وقتها: «الوضعية دى ليها معنى مختلف لو قعدت وأنت فارد ضهرك»، وصدق الممثل فى مثل هذه التفاصيل يصل للمشاهد بشكل لا إرادى، بدليل النجاح الساحق لشخصية «عبدالغفور البرعى» التى جسدها الأستاذ نور فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، وسبب تحقيقها لهذا النجاح الكبير كان صدق الأستاذ نور فى تجسيده لها، وهكذا كان الأساتذة أحمد زكى وعادل إمام ومحمود عبدالعزيز فى أدوارهم.

الصقر أصابنى بـ«مخالبه» فى ظهرى.. وأرفض وصف الجمهور بـ«المعجبين» لأن ذلك يقلل منهم

ظهرت حاملاً لصقر على كتفك فى الحلقة الأولى.. هل أجريت معايشة كاملة مع الصقر لمعرفة طريقة التعامل معه قبل انطلاق التصوير؟

- نعم، تدربت مع الصقّار مصطفى النبوى لمدة شهرين للوصول إلى المستوى الذى ظهرت به مع الصقر فى الحلقة الأولى.

ولكن فئة من الجمهور اعتبرت لقطة وقوف الصقر على كتفك أثناء قيادتك للدراجة البخارية غير واقعية.. فكيف استقبلت آراءهم؟

- التفاعل مع الصورة والمشهد كان كبيراً للغاية، وأعتبره نجاحاً بغض النظر عن طبيعة الآراء نفسها، سواء كانت معجبة بطبيعة المشهد أو معارضة له، فكلتا الحالتين تعكس تقديمى لمشهد مختلف.

علمنا من مصادرنا بتعرضك لإصابات فى ظهرك جراء غرس الصقر لمخالبه فيه.. فماذا حدث بالضبط؟

- مخالب الصقر بطبيعتها قوية للغاية، وكان يغرسها فى ظهرى عند وقوفه عليه، ولكنى تحملت أوجاعه لرغبتى فى تقديم عمل مختلف، بحيث ينال إعجاب إخوتى الذين ينتظروننى فى عمل جيد.

أيضاً أثار مشهد تعرضك للمطاردة وإمطارك بالرصاص من جانب رجال «رزق» دون تعرضك لأى إصابة أو خدش جدلاً كبيراً..

- مقاطعاً:

أعتبر هذا الجدل انعكاساً لاهتمام الناس بالعمل نفسه، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا المشهد من نوعية الأكشن، ونرى الأبطال فى الأفلام العالمية يُطاردون من قبل دبابات وطائرات دون أن يصيبهم خدش واحد.

وماذا عن تشبيه البعض لـ«جابر الكوماندا» بشخصية «منتصر» التى جسدها الراحل أحمد زكى فى فيلم «الهروب»؟

- شرف عظيم أن يتم تشبيهى بأستاذ الأجيال أحمد زكى، فهذه مسألة تُسعدنى بدرجة لا يتخيلها أحد، لأن الفنان الراحل كان أستاذاً عظيماً فى التجسيد والتقمص، ومن ثم أتشرف بتشبيه «جابر الكوماندا» بـ«منتصر»، وأراها فرصة لتذكر الناس لـأحمد زكى والترحم عليه.

«جابر» أحب «مهرة» من أول نظرة.. هل تؤمن بالحب من النظرة الأولى؟

- نعم، ولِمَ لا أؤمن بتولد هذه المشاعر فجأة؟ وإذا قسنا سؤالك على علاقة «جابر» بـ«مهرة»، سنجد الكوماندا قد جاء للقاهرة من مجتمع الصعيد، وهو رجل «شقيان» فى عمله على مدار اليوم، وفجأة وجد نفسه أمام امرأة جميلة فأعجب بها، ومن ثم مشاعره بحق «مهرة» طبيعية وحقيقية.

كيف توصلت لجملة «أحلى على الأحلى» لتكون «لزمة» شخصية «الكوماندا» هذا العام؟

- أفكر كثيراً فى تقديم «لزمات مختلفة» للشخصيات التى أجسدها، بحيث يسعد الناس بها ويتفاعلون معها على مدار الأحداث، وربنا أكرمنى بـ«أحلى على الأحلى» هذا العام مثلما أكرمنى بـ«على الله حكايتك»، «من أجلك أنت» و«الله المستعان» فى أعمالى السابقة.

وما سبب تدشينك لتحدى «الشقيان كسبان» التى أعتبرها مبادرة مجتمعية من فنان بحق الجمهور أكثر من كونها تحدياً؟

- هناك علاقة خاصة بينى وبين الجمهور، وهم يدركون جيداً طبيعة ما أقوله، فأنا أعتبرهم إخوتى وحبايبى وعيلة واحدة، فلا أحب وصفهم أبداً بمصطلح «المعجبين»، لأننا نتبادل مشاعر المحبة والأخوة، وبالعودة لأصل سؤالك، فإخوتى تفاعلوا مع صورتى بـ«الكاوتش» وأحبوها، وتوقيت تلك الصورة كان قبل عرض مسلسلنا، فوجدتها فرصة لى ولإخوتى لمساعدة بعض، فأعلنت أن من سُيخصص عروض تخفيض للناس «هروح أشرب كوباية الشاى معاه»، والحمد لله استجاب الكثيرون لهذا التحدى ووجدت عروضاً كثيرة، ولكن نظراً لكثرتها وارتباطى بالتصوير لم أتمكن من الذهاب لأصحاب هذه المبادرات، وإنما اتجهت لصاحب أكثر عرض أعجبنى وزرته فى محله «وشربت الشاى معاه»، علماً بأن هذه التخفيضات ليست للعوضى وإنما للناس، وأعود وأكرر على رفضى لمصطلح «معجبين»، لأنها تقلل من شأن الأشخاص لأنهم «مش معجبينى» وإنما إخوتى، بدليل أننى حينما أقرأ تعليقاً جيداً على السوشيال ميديا، أرد على صاحبه إن كان ذكراً وأكتب له «أخويا».

ما أبرز الصعوبات التى واجهتك أثناء تصوير «ضرب نار»؟

- اخترنا أماكن تصوير حقيقية كشبرا وإمبابة، وأشكر إخوتى فى المنطقتين على حفاوة الاستقبال، ومساعدتهم لنا بكل السبل أثناء التصوير، كما صورنا مشاهد داخل سجن وادى النطرون، فما نهدف إليه هو تقديم صورة حقيقية تجعل المتفرج يشعر بأننا شخصيات من لحم ودم.

وماذا عن أصعب مشاهدك؟

- كل المشاهد صعبة دون استثناء، وأنا أعطى لكل مشهد حقه، بغض النظر عن مساحة عرضه على الشاشة، وذلك بسبب حبى لمهنتى واحترامى لإخوتى وحبايبى.

لماذا قررت تكرار تجربة التعاون لثالث مرة مع المخرج مصطفى فكرى بعد مسلسلى «ونحب تانى ليه» و«اللى مالوش كبير»؟

- تعاوننا معاً أيضاً فى حكاية «حكاية نظرة فابتسامة» ضمن أحداث الجزء الثانى من مسلسل «نصيبى وقسمتك»، والحقيقة أنه مخرج متمكن من أدواته وله تكنيك يميزه فى الإخراج، كما أنه يهتم بأدق التفاصيل التى ربما تكون غير ملحوظة لأحد، ولكنه يضعها فى عين الاعتبار لرغبته فى تقديم عمل متكامل، وعن نفسى أحب أنا وياسمين التعامل مع هذه النوعية من المخرجين.

وما رأيك فى المنافسة التى يشهدها الموسم الرمضانى الحالى؟

- أتمنى النجاح والتوفيق لكل المسلسلات المعروضة، خاصة أنها أعمال قوية المستوى وبُذل مجهود فيها، ولكنى لا أشغل تفكيرى بمسألة المنافسة وما إلى ذلك، وإنما أهتم بالاجتهاد والسعى نحو نجاح مسلسلى واستحواذه على إعجاب الناس.

أخيراً.. ألا تفكر فى استثمار نجاحك أنت وياسمين عبدالعزيز فى السينما خلال الفترة المقبلة؟

- من الممكن تنفيذ هذه الفكرة مستقبلاً، ولكنها ليست متاحة فى الوقت الحالى، لارتباط «ياسمين» بمشروع سينمائى بعد رمضان، وكذلك ارتباطى بتصوير فيلم «البلدوزر» مع المخرج طارق العريان.

التواضع فى التعامل

أنا واعٍ جيداً لهذه الجزئية بفضل الله، «وأقسم بالله إن الواحد كبير علشان فيه ناس بتكبّرك، وبيكبّروك علشان بيحبوك مش علشان أنت جامد، مفيش حد جامد، أنت كبير علشان ربنا أراد إنه يحبب فيك ناس معينة، والجامدين كتير، لكن ليه أنا كبير؟ ربنا سخر لى ناس فأحبتنى فكبّرونى، ولو الناس دى مش موجودة فالواحد ولا حاجة، والدنيا مش مستاهلة غرور، إحنا عايشين بالكلمة الحلوة وبنّام على الكلمة الحلوة».


مواضيع متعلقة